Ch. 58

1.3K 101 73
                                    


" لما كنتِ بغرفة بيدرو ؟ "

لم ترد و ظلت ترمقه بعدم تصديق لما تسمعه منه .. فعاد يسألها بجنون :

" اجيبيني اميريتا .. ما الذي كنتِ تفعلينه معه في هذا الوقت من الليل "

النبرة المتهمة التي سألها بها اثارت غضبها .. و للحظة كادت ان تصيح في وجهه تتهمه بمدى جنون أفكاره و شكه و غيرته الغير مبررة من والده و لكن بدلا عن ذلك إبتسمت ببرود لا يعكس الحرب الدائرة بداخلها .. ثم قالت بمنتهي الهدوء :

" لا اعتقد ان أسباب تواجدي معه تهمك في شيء ... و لكن ان كنت تبحث عن أسباب لما لا تخبرني بالسبب وراء تواجدك مع تلك العاهرة في منتصف الليل "

تراجع رأسه للخلف و هو يضحك بخشونة و لوهلة أخافتها قسوة ملامحه .. و لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها لتسأله :

" ما المضحك فيما قلته ؟ "

استعادت ملامحمه لمحة الغضب الممتزج بالجنون و شدد قبضتيه عليها قائلا :

" المضحك هو قدرتك الفائقة على تزييف الحقائق .. هل أصبحت أنا المخطئ الآن ؟ "

توهجت نظراتها الزمردية و هي ترمقه بشراسة ... ثم قالت بحدة :

" هل تنفي أن هناك شيء ما بينكما ؟؟"

" كنت لأعمل علي تأكيد شكوكك لو كان اتهامك في محله ... و لكن هل سبق و فعلت ما يجعلك تتوصلِ لهذا الاستنتاج .. أم أنها محاولة منك لتغيير مجري الحديث عن قضيتنا الرئيسية ؟ "

قال ذلك و هو يهزها بعنف ... طال صمتها الشارد مما جعله يستشيط غضبا فرفع يداه عنها .. و استدار معطيا إياها ظهره ليخفي عنها ما يعانيه من تمزق .

و رغما عنها فكرت في مدي صحة كلامه من عدمه ... و لكن ما رأته بأم عيناها و ما دأبت هذه الفتاة أن توصله لها منذ ان تواجدت بقصره جعلها مشتته و غير قادرة على تصديقه .

و لم يكن هذا من فراغ .. فهي ليست غافلة عن الهمس الذي يتناقله الجميع خلف ظهرها عن العلاقة بين السيد و الخادمة .. فالجميع يقول أن السيد سأم من زوجته المريضة و يبحث عن تعويض و بالطبع وجد لدي فيولا بكل ما تحمله من إغراء بديلا مُرضيا عنها .

في المرة التي وجدتها في مكتبه حينما تصادمت معها .. أغفلت كل ما حدث بسبب الدوامة التي سقطت بها مع استعادتها لذاكرتها و ما تبعه من احداث .

و لكن منذ أن اعادها بيدرو تكرر هذا الامر مرات عدة ... لن تقول إنها في كل مرة كانت مصادفة بل إنها طوال الفترة الماضية كانت تراقبه عن كثب لتتأكد من صحة ما يدور حولها فقد سأمت دور المغفلة ... و في كل مرة وجدت هذه الفتاه حوله كانت تشعر و كأنها تريد ان تبعث لها برسالة ما .
و من واقع ما رأت و من الطريقة التي كانت تتصرف بها الفتاه كونت رأيها الخاص حيال ما يحدث .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن