رفعت رأسها لتري المكان الذي وصلا اليه ... و لكن تصلب جسدها بصدمة حينما ادركت انه اخذها لاكثر مكان تكرهه .
امسك سانتياغو بيدها حتي نزلت عن دراجته و لم يفوته الانزعاج الذي ظهر علي وجهها .
اعتدلت في وقفتها بعدما ترك راحتها .. قائلة بضيق :
" لما احضرتني الي هنا سانتياغو ؟ .. انت تدرك انني اكره ذلك المكان كثيرا "
علت ابتسامة حالمة شفتيه و هو يرد قائلا :
" علي عكسي تماما فهذا المكان يمثل لي الكثير لعدة اسباب اولها انه المكان الذي قابلتك فيه لاول مرة ... اما الاسباب الاخري ستعرفينها حينما تدخلين "
انهي جملته و هو يسحبها للداخل و لكنها وقفت في مكانها بعناد رافضة التحرك ... قائلة :
" مستحيل ان ادخل الي هناك مهما فعلت "
رفعت رأسها ثانية لتنظر للواجهة التي اعتادت ان تراها مزينة باضواء النيون الساطعة و لكنها تعجبت من التغير الذي حدث بها و قبل ان تقول شيء اخر وجدت نفسها محمولة علي كتفه رأسا علي عقب .
هتفت به بحنق قائلة :
" انزلني ايها الاحمق "
و لكنها لم يفعل بل سمعته يضحك بصوت عالي و هو يمازحها مقلدا طريقتها في الحديث ... قائلا :
" مستحيل .. مهما فعلتِ "
استمرت في محاولاتها للافلات و لكنها لم تكن سوي ثواني و كانا في الداخل .
وضعها علي الطاولة التي كانت تمثل البار سابقا ثم ابتعد قليلا عاقدا ذراعيه علي صدره منتظرا ردة فعلها .
ازاحت شعرها الذي تناثر حول رأسها جانبا و تطلعت في المكان بتفحص ... و كانت صدمتها الثانية علي التوالي لهذا اليوم .
كانا تحديدا في المكان الذي كان يمثل الملهي الليلي سابقا ... و لكن يبدو ان كل ذلك اصبح من الماضي كما اخبرها سانتياغو ... فقد تغير المكان كثيرا .
اول شيء التقطته عيناها هو الحائط الزجاجي الذي يسمح برؤية الشارع و الذي تسلل ضوء الصباح الشاحب من خلاله .
كانت الجدران حديثة الطلاء و كان ذلك واضحا من الرائحة القوية التي التقطها انفها ... و قد تناثرت بعض الادوات هنا و هنا لانهاء الاجزاء المتبقية من الجدار الغير مكتمل خلف الطاولة التي تجلس عليها .
بينما كان الجانب الاخر من الحوائط مطليا بألوان متداخلة و لكنها بدت جذابة .. فتداخل اللونين الرمادي و الازرق مع اللون الابيض و تلك الطيور الصغيرة المرسومة اعطاها انطباعا انها تهيم داخل غيمة وردية .
YOU ARE READING
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...