Ch. 14

2.1K 139 65
                                    

رفعت رأسها لتري المكان الذي وصلا اليه ... و لكن تصلب جسدها بصدمة حينما ادركت انه اخذها لاكثر مكان تكرهه .

امسك سانتياغو بيدها حتي نزلت عن دراجته و لم يفوته الانزعاج الذي ظهر علي وجهها .

اعتدلت في وقفتها بعدما ترك راحتها .. قائلة بضيق :

" لما احضرتني الي هنا سانتياغو ؟ .. انت تدرك انني اكره ذلك المكان كثيرا "

علت ابتسامة حالمة شفتيه و هو يرد قائلا :

" علي عكسي تماما فهذا المكان يمثل لي الكثير لعدة اسباب اولها انه المكان الذي قابلتك فيه لاول مرة ... اما الاسباب الاخري ستعرفينها حينما تدخلين "

انهي جملته و هو يسحبها للداخل و لكنها وقفت في مكانها بعناد رافضة التحرك ... قائلة :

" مستحيل ان ادخل الي هناك مهما فعلت "

رفعت رأسها ثانية لتنظر للواجهة التي اعتادت ان تراها مزينة باضواء النيون الساطعة و لكنها تعجبت من التغير الذي حدث بها و قبل ان تقول شيء اخر وجدت نفسها محمولة علي كتفه رأسا علي عقب .

هتفت به بحنق قائلة :

" انزلني ايها الاحمق "

و لكنها لم يفعل بل سمعته يضحك بصوت عالي و هو يمازحها مقلدا طريقتها في الحديث ... قائلا :

" مستحيل .. مهما فعلتِ "

استمرت في محاولاتها للافلات و لكنها لم تكن سوي ثواني و كانا في الداخل .

وضعها علي الطاولة التي كانت تمثل البار سابقا ثم ابتعد قليلا عاقدا ذراعيه علي صدره منتظرا ردة فعلها .

ازاحت شعرها الذي تناثر حول رأسها جانبا و تطلعت في المكان بتفحص ... و كانت صدمتها الثانية علي التوالي لهذا اليوم .

كانا تحديدا في المكان الذي كان يمثل الملهي الليلي سابقا ... و لكن يبدو ان كل ذلك اصبح من الماضي كما اخبرها سانتياغو ... فقد تغير المكان كثيرا .

اول شيء التقطته عيناها هو الحائط الزجاجي الذي يسمح برؤية الشارع و الذي تسلل ضوء الصباح الشاحب من خلاله .

كانت الجدران حديثة الطلاء و كان ذلك واضحا من الرائحة القوية التي التقطها انفها ... و قد تناثرت بعض الادوات هنا و هنا لانهاء الاجزاء المتبقية من الجدار الغير مكتمل خلف الطاولة التي تجلس عليها .

بينما كان الجانب الاخر من الحوائط مطليا بألوان متداخلة و لكنها بدت جذابة .. فتداخل اللونين الرمادي و الازرق مع اللون الابيض و تلك الطيور الصغيرة المرسومة اعطاها انطباعا انها تهيم داخل غيمة وردية .

تانجو 2 Where stories live. Discover now