لم يصدق نفسه في اللحظة التي استعاد وعيه فيها بعد ذاك الحادث علي السطح ... حيث كانت عيناها الدامعة هي أول ما وقعت عليه عيناه ... كانت تجلس إلى جواره متشبثة بيده بلهفة كبيرة .
بعدما حدث استفاق في اليوم التالي ليجد نفسه مستلقيا على إحدى الاسرة بالمشفى .
كان من حسن حظه أن موجة الإنفجار ألقته بعيدا ... فكان ذلك فقط هو ما ناله من و الذي لم يتعدى الكدمات و الجروح الطفيفة.
كان الخطر الأكبر ناجما عن طعنة هيرنانديز له بالسكين ... و لكن خلاف ذلك كان بخير.
بعكس اميريتا التي كانت جروحها بالغة للغاية و هذا ما جعلها تسقط في غيبوبة طويلة أو هذا ما اعتقده طبيبها في البداية .
لم يكن سانتياغو على علم بما أصابها لذا تعجب كثيرا حينما وجدها تجلس بالقرب منه.
وجهها كان خاليا من الجروح ... فبدت له بخير تماما عدا عن شحوبها الظاهر .
لم يخطر بباله أن تلك الجالسة أمامه ليست هي... ليست اميريتا التي شاركته لحظات الخطر ... بل شبيهتها التي عشقها قلبه .
لم تستطع خوانيتا أن تمنع الدموع من التسلل لعيناها بعدما استفاق و قابلتها ابتسامته العذبة التي يخصها بها وحدها .
في تلك اللحظة شعرت أن افتقادها له كان اعمق مما تظن ... ذلك الشعور جعل سؤالا مُلحا يطرق عقلها طوال ليلتها الماضية التي امضتها بجواره .
كيف استطاعت أن تبقي بعيدا طوال هذه المدة؟! .
مد سانتياغو يده بوهن ليجفف دموعها التي سببت له الإنزعاج .
و حين تحدث أثار بداخلها صوته الذي اشتاقت لسماعه شتى المشاعر ... حيث قال بحنان افتقدته :
" اميريتا عزيزتي لا تبكي ارجوكِ .... أنا بخير الان ... نحن بخير ... لقد نجونا من براثن هيرنانديز أخيراً و الفضل لكِ "
صمت قليلا مداعبا وجنتها الشاحبة بكفه الدافئة ليتابع :
" أنا سعيد للغاية أنه لم يصيبك أي مكروه "
شعر بارتجاف جسدها تحت أنامله و لكنه كان يجهل السبب ... أما عنها فما قاله قتلها بحق .
هل استطاع حقا أن يستبدلها بأخرى لمجرد أنها تشبهها ؟؟ .
فحين سمعته خوانيتا يتلفظ بإسم امرأة أخرى لم تستطع أن تمنع الإحساس المؤلم الذي تسرب لنفسها .
فمهما كان مقدار أخطاءها... فقد أوجعها هذا الشعور ... نعم فالغيرة قاتلة .
و هي التي ظنت أنه يبتسم لأجلها فقط بهذه الطريقة ... و ان تلك النظرات الحانية لا يخص بها غيرها .
و لكنها لا تستطيع أن تلومه أو حتى تلوم نفسها .. ليس من حقها أن تتذمر من هذا المنحنى الذي أخذته علاقتهما ... فالمُلام الوحيد في قصتهما هي الظروف .
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...
