Ch.12

2.3K 148 62
                                    

استرخي في كرسيه ثم رفع قدميه لتستقران علي مكتبه باريحية ... فرك جبينه بقوة فهو متعب و يحتاج للنوم بشدة .

لم ينم منذ عدة ايام سوي لسويعات قليلة يقتنصها خلال يومه المتكدس بالعمل .

كانت الاريكة الصغيرة بمكتبه هي موضع نومه خلال تلك الايام السابقة ... فمن المستحيل ان يذهب للنوم في منزله طالما تلك الكارثة متواجدة به .

هو بالاساس لم يكن يذهب لذاك المنزل سوي لمرات قليلة خلال الاسبوع ... تلك المرات التي يكون قد وصل خلالها لحافة تعبه و يحتاج لسريره المريح.

اما الان فمن المستحيل ان يذهب ... فقد اوصاه هنري بها ... و هو لا يريد ان يغضب الرجل الذي يعتبره بمثابة والدا له حين يقتلها او ما شابه ذلك .

فهي تتعمد دائما استفزازه و اخراج اسوأ ما به ... و لكنه سيكون اذكي من ذلك و سيتجنبها ... فيكفي انها اصبحت تعمل تحت ادارته ... و رؤيتها خلال العمل و البقاء بالقرب منها تعد عملا شاق و ينذر بموته المبكر اما بارتفاع ضغطه المفاجئ او بأزمة قلبية .

منزله لم يقترب منه منذ ما يقرب الاسبوع و لا يعلم ما فعلته به ... و ان اضطره الامر سيذهب للاقامة بأي فندق او نزل .

ثواني قليلة و كان يغط في نوم عميق الا انه لم ينعم به سوي لوقت قصير قبل ان يعاود هاتفه الرنين بشكل متواصل ... زفر بحنق و هو يعتدل في كرسيه ملتقطا اياه .
نهض فجأة بعد ما سمعه من الجهة المقابلة ... التقط اغراضه و خرج سريعا.

تلك الكارثة احرقت منزله ... فهذا ما اخبره به جاره ... حيث قال بالحرف الواحد :

" هناك دخان كثيف يتصاعد من منزلك "

شعر بالغضب الذي يكاد يعصف به ... تلك الفتاة لن يتردد في قتلها ... هي بالفعل كارثة متنقلة و تحتاج لتقويم السلوك ... نعم فلو كان الامر بيده لاستخدم معها ذاك السوار الالكتروني الذي يستخدمونه كعقوبة مع المجرمين لتحديد اقامتهم و ذلك حتي يمنعها من الاضرار بالاخرين .

هذا هو افضل عقاب لها .... و لكن ليري اولا ماذا فعلت .

وصل لمنزله بعد وقت قصير و ما ان فتح الباب حتي قابله دخان كثيف جعله يسعل بشدة .

قام بفتح كل نوافذ منزله ... ثم فتش عنها في ارجاءه حتي وجدها في مطبخه تحاول ازالة بعضا من الفوضي التي سببتها بداخله .

صرخ بها بقوة بعدما رأي كم الدمار الذي احدثته بمطبخه قائلا :

" اللعنة... ماذا حدث هنا؟ "

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن