دلف ماريوس الي مكتبه في الشركة و هو ينتوي انهاء عمله سريعا و العودة لأميريتا ليذهب معها للطبيب الذي سيحدد موعد جراحتها .
تصفح الاوراق علي مكتبه بنصف عقل و هذا حاله مع العمل منذ عدة ايام ... تقريبا منذ عودة صوفيا الي القصر .
لم يستطيع التخلص من قلقه و ترقبه تجاه ما تدبره له ... فهو علي ثقة انها تنتوي امرا ما ... و هدوئها الزائف ما هو الا السكون الذي يسبق العاصفة .
و الي ان يغادر تلك المدينة بأكملها يجب عليه الاحتياط جيدا حتي لو كان ما يخافه مجرد وهم ... فقد استقر امره علي المغادرة بعدما يطمئن علي حالة اميريتا الصحية... سيغادر إلي حيث كان يعيش سابقا ليستأنف عمله الذي جمد نشاطه بسبب عودته للأهتمام بأعمال عائلته .
فالحالة المالية لشركات والده باتت مستقرة بل اصبح مؤشر ارباحها يرتفع يوما بعد الاخر بعدما كانت غارقة في الديون تأثرا بالشائعات التي تناثرت منذ اكثر من عام مضي .
تنهد بأسي لتذكره هذه الازمة التي دفعته للانتقام ممن كانت السبب ... لم يكن يتخيل حينها انه سيتعثر بالمرأة التي حولته من مجرد رجل متعجرف لا يملك ادني احساسا تجاه اي امرأة الا شعورا بالنفور و الاشمئزاز في اوقات كثيرة الي ما هو عليه الان ... عاشق متلهف يسعي جاهدا لكسب قلب حبيبته مهما كانت الوسائل في نظره .
تذكر المظروف الغريب الذي اعطته له سكرتيرته بعد دخوله لمكتبه صباحا ففتحه بفضول و خاصة بعدما رأي اسم اميريتا عليه بدلا من اسمه .
و لكن الفضول الذي سيطر عليه ما لبث ان تلاشي حينما رأي ما بداخل المظروف ليحل مكانه غضبا عارما .
كانت هناك دعوة لافتتاح مقهي ما موجهة لزوجته و حينما عرف صاحب الدعوة لم يتواني عن تمزيقها لأشلاء .
ذاك الفتي لا ينوي ان يتركهما بسلام لا يفهم انه لن يسمح ان تربطه اي علاقة بها حتي و ان كانت مجرد صداقة ... و لكنه علي استعداد ان يلقنه درسا قاسيا حتي يلتزم حدوده .
رفع رأسه حينما سمع صوت الهاتف الداخلي لمكتبه يرن ... كانت سكرتيرته تخبره بقدوم اليخاندرو و رغبته بمقابلته .
و ذلك اثار تعجبه ... فاليخاندرو لم يسبق له ان زاره في شركته .
*********
الكثير من الهرج و المرج و جميع التحضيرات كانت تجري علي قدم و ساق و هناك الكثير من العمال يضعون اخر اللمسات للافتتاح الذي سيتم في المساء .
كانت ماريا تتابع تعليماتها الصارمة لجميع من حولها بينما كان سانتياغو مشغولا بالمرور علي جميع العاملين معه ليتأكد ان كل واحد في مكانه.
YOU ARE READING
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...
