Ch. 24

1.4K 114 30
                                    

توقفت عند المقهي الذي تزاحمت امامه الكثير من السيارات و قبل ان تنزل القت نظرة علي نفسها في المرأة الجانبية لسيارتها فصدمت حينما وجدت ان شعرها قد تشعث بشدة بسبب الهواء .

لعنت غبائها الذي جعلها تقود سيارتها المكشوفة في هذا الجو العاصف فلم يكن شعرها فقط هو المتضرر فوجهها كان ان يتجمد .

و اكثر ما ازعجها انفها الذي احمر بطريقة مضحكة بسبب البرد ... فدائما ما كانت تكره البرد حينما كانت تعيش مع والدتها بفرنسا .. كانت سعيدة انها انتقلت للأرجنتين فقد اعتقدت انها بذلك تهرب من البرد فقد كانت تنتظر ان تشهد صيفا حار لكنها كانت تجهل انها في النصف الاخر من الكرة الارضية حيث الشتاء يصبح صيفا و العكس.. فها هو شهر يونيو الذي كان من اكثر الاشهر دفئا و التي كانت تنتظرها و لكن هنا هي تعاني بسبب البرد .

اصلحت هندامها بضيق و تدثرت بسترتها الصوفية ثم نزلت و هي تلعن نفسها لأنها تركت دفء المنزل و خرجت.

دلفت للمقهي ليلفحها الدفء بداخله و كم كانت ممتنة لذلك ... اخترقت الزحام و هي تتلفت حولها بحثا عن اليخاندرو الذي لم يظهر حتي تلك اللحظة .

***************

دلف ماريوس لمنزله بخطوات متباطئة و هو يدرك انه تأخر كثيرا عليها و ان موعدهما مع طبيبها فات بسببه... و لكنه لم يكن قادر علي العودة و مواجهة نظراتها المتسائلة التي تجعل كل مخططاته تتلاشي .

فقد اختفي الوهج الذي لطالما اسره ليحل محله نظرة ضائعة و كأن وهجها الزمردي استمد قوته من ثورتها عليه ... حبه لها اطفأ تلك الشعلة من التمرد الذي حاربته بها طويلا و رغم ذلك انتصرت عليه حتي بات من المستحيل ان يستبدل حبها مقابل اي شيء اخر .

لذلك استنزفت تلك المواجهة مع اليخاندرو كل قواه و جعلت رصيد مخاوفه يتضاعف ... و فوق كل ذلك ذاك الفتي الذي يريد انتزاعها منه.

الاحمق المصر علي تحديه و لكنه لن يتركه بل سيضع حدا لذاك الصداع الذي يسببه له فيكفيه صوفيا و ما تخطط له .

تلفت في الارجاء يبحث عنها و لكنه لم يجد لها اثرا ... فتأكد انها حبيسة غرفتها كعادتها مؤخرا ... و رغم اشفاقه عليها الا ان ذلك اراحه كثيرا من اي صدام قد يحدث بينها و بين صوفيا .

قادته خطواته نحو مكتبه يريد ان يتواري به ليرتب افكاره بعيدا عن اي ضغط ... و لكن ما اثار صدمته ان مكتبه كان مفتوحا .

تفحص الباب بشيء من الريبة.. هل يعقل انه نسي اغلاقه؟ لا هو متأكد انه اغلقه صباحا .

دفع الباب بغضب و دلف للداخل، دارت عيناه في الارجاء.. و رغم ان المكان كان مرتب الا انه كان من الواضح له ان احدهم عبث بمحتوياته .

هدر صوته الغاضب في جنبات القصر و هو ينادي علي جميع الخدم... فهرولت خادمة كانت في الجوار لتري الكارثة التي حدثت لتجعله بهذا الجنون المسيطر عليه .

تانجو 2 Where stories live. Discover now