Ch. 70... Part.1

1.4K 88 20
                                    


تسلل إليها شعور مقيت باليأس و هي تتأمل جدران الغرفة الكئيبة التي يحتجزونها بها.
الضيق الذي رافقها طوال الساعات الماضية لم يكن مبرره الوحيد أنها مقيدة إلى ذاك الكرسي فحسب .. بل لأسباب عدة... فلا هي حظت بمقابلة مختطفها و لا حتى ظهر أحدهم لينقذها كما توقعت ... و كأن كلا من مارك و اليخاندرو تركا لها أخيراً حرية الحركة بلا مراقبة منهما .

و لكن للأسف بعد فوات الأوان .

و ها هي تجلس مكانها بلا حراك يرافقها الصمت منذ وقت طويل لا تعلم مداه ... و قد تيبس جسدها لهذا الوضع الذي وجدت نفسها فيه .

تملمت بحنق و هي تحاول تخليص يديها المقيدتان و لكن بلا جدوى فقد شعرت بالمزيد من الألم لقسوة القيد حول معصميها ... و هذا ما لم تكن تهتم له ...هي فقط ترغب في إنهاء هذا الوضع المزري الذي تمر به .

قاطع محاولاتها المتكررة صوت الباب الصدئ الذي فتح لأول مرة منذ تواجدها في تلك الغرفة البشعة ... صريره المزعج أرسل إليها شعور بالرهبة من القادم .

و استكمالا لحلقة الترهيب المقصودة من مختطفها .. فقد ظهر و من خلفه عدة أشخاص ضخام الجثة نظراتهم تنذر بالشر .

إذن لقد صدق حدسها في أن مارك ليس المسؤول عما يحدث معها .. بل هو ذاك الرجل الذي سرقت منه الرقاقة في الحفل .
أدريان... اسم أخر في عالم الشر.. يبدو للعيان مجرد ثري وسيم ذو اسم لامع في الوسط الارستقراطي و لكنها كانت مجرد واجهة يخفي خلفها جرائمه .. فهو في الحقيقة لا يختلف كثيرا عن مارك أو حتى هيرنانديز .

ابتسامة مقيته شملت ملامح أدريان و هو يتقدم منها ... ثم وقف مليا ليتأملها بصمت قبل أن يميل قليلا بجذعه ليواجه شراسة نظراتها قائلا ببرود :

" آسف كثيرا لما حدث معك عزيزتي .. رجالي الحمقى لا يعرفون كيفية التعامل مع مثيلاتك من الجميلات "

لم تلمح أي أثر للأسف على وجهه فقط إبتسامة خبيثة مع نظراته المتفحصة و هو يشير لأحد رجاله بفك قيدها .

و بمجرد أن فعل فركت كارمن معصميها بألم و قد ترك القيد عليهما علاماته الدامية .

و لكنها تجاهلت ألمها .. لم ترد إظهاره لذلك الذي وقف يراقبها بنفس الإبتسامة المتشفية حتى لا يستغله لصالحه ... بدلا عن ذلك اشتعل عقلها بحسابات أخرى تخطيطا للتغلب على هؤلاء الرجال ... فمهما كثر عددهم تدريبها يخولها للتغلب عليهم ... هذا ما ظلت تؤكده لنفسها .

جذب أدريان كرسيا من إحدى جوانب الغرفة و قربه منها ليجلس في مواجهتها قائلا ببطء متعمد :

" في أخر مرة تقابلنا حدث بيننا سوء تفاهم كبير"

صمت قليلا و عيناه تتفحص جسدها بنفس النظرات الوقحة التي أثارت حنقها آنذاك و لكنها حاولت الحفاظ على هدوء أعصابها لترد عليه بتهكم :

تانجو 2 Where stories live. Discover now