" اذن قررتِ ان تقبلي بعرض ذلك الرجل "
قال سانتياغو بضيق ردا علي حديثها السابق عما تنتويه من توقيع عقد الشراكة مع بيدرو كما سبق و عرض عليها .
" نعم "
قالت بلا مبالاة اثارت حنقه .. و هي تتابع ترتيب المطبخ بعدما انتهيا من تناول فطورهما .
جلس علي احدي المقاعد حول طاولة المطبخ ... ملقيا بالفوطة التي كان يجفف بها الاطباق و قد ارتسمت ملامح الضيق و الاستياء على وجهه .
تركت خوانيتا ما كانت تفعله و سحبت مقعدا لتصبح الي جواره ملقية رأسها على كتفه بصمت تام .. سامحة له بتمرير اصابعه في شعرها كما تحب .
تدرك جيدا مدي ضيقه مما بينها و بين بيدرو .. ربما خوفا من ان تسرقها هويتها و عائلتها الجديدة منه و ربما خوفا ان تعيد النظر لعلاقتهما بعد الفارق الذي وضعه هو بينهما ما ان علم بحقيقتها .
لذا قالت بهدوء لتبعد عنه اشباح مخاوفه :
" ذلك امر يجب ان ينتهي سانتياغو .. تعلم انه لا يهمني هذا المال بقدر استعادة هويتي المسروقة "
" نعم.. و لكن المال قد يحقق لكِ كل احلامك المسروقة أيضا.. اتريدين اقناعي انك لن تندمي يوما علي ارتباطك بي؟ "
ابعدت رأسها و نظرت له مليا بعتاب .. سرعان ما ازاحت تلك الملامح لتستبدلها بابتسامة لتقول بمرح :
" لم ادرك مدي حماقة تفكيرك سوي الان .. دائما ما كنت اراك رجلا رزينا يفكر بعقله قبل عواطفه .. و لكن ما تتفوه به الان يناقض تلك الصورة "
زفر بحدة قائلا :
" انا لا امزح خوانيتا .. ألن تندمي يوما علي زواجك برجل فقير مثلي"
" بماذا نفع المال من سبقونا سانتياغو؟!! .. ربما لو كان والداي قد اكتفيا بحبهما لكنت اعيش في كنفهما الان .. ذلك المال ملوث بالدماء .. و لن اقربه يوما "
اغمض عيناه و فركهما بتعب .. فالتفكير بهذا الامر سبب له الارق لليالِ عدة ... ازاحت يده لتحيط وجهه بكفيها مردفة بنفس النبرة المازحة :
" ما الذي يدعوك لقول هذا الكلام قبل زفافنا بأيام؟! .. هل تنتوي الهروب عزيزي ؟ .. حينها لن اتردد في اللحاق بك لاجبرك علي اتمام هذا الزواج "
ضحك بخفوت و هو يريح رأسه المثقل بالهموم علي صدرها .. فدائما ما كانت قادرة علي اقتلاعه منها بابتسامتها .. ثم قال بعد لحظة صمت :
" هذا الزفاف سيتم حتي لو كان رغما عني .. اليس كذلك؟ "
" نعم "
" إذن لا فرصة للهروب؟ "
" مستحيل "
ضحكا سويا ... و لكن لاح قلق جديد امام خوانيتا جعلها تقطع ضحكتها حينما تذكرت ما يجب عليها ان تخبره به .
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...