Ch. 39

1.5K 119 30
                                    


****************

تمسكت به بقوة دافنة وجهها في ظهره كعادتها حين تركب خلفه دراجته النارية .. لطالما اعتبر ان خوفها من ركوب دراجته هو خوف طفولي غير مبرر و لكنها تمقت سرعته الجنونية .

و لكن تلك المرة اختلفت فهو مراعاة لها كان يسير ببطء شديد ... جعلها تفتح عينيها و ترفع رأسها لتنظر حولها و لأول مرة تشعر بالاستمتاع حين صفع الهواء البارد وجهها و تسلل لخصلاتها البنية التي انسابت اسفل خوذتها الواسعة متلاعبا بها .. كان ذلك هو ما تحتاجه عقب مقابلتها مع بيدرو .

فقط بعضا من الهواء البارد عله يعيد اليها انتعاشها مبعدا عنها الشعور بالاختناق الذي شعرت به هناك بعد كل ما عرفته و الذي لازال يجثم بثقله علي انفاسها .

احاطت خصره بذراعيها بصورة اقوي و هي ترفع نفسها لتعتمد بذقنها علي كتفه قائلة بنبرة رقيقة :

" هل يمكنك ان تعلمني كيف اقودها؟"

فاجئته همستها بجانب اذنه و لكن طلبها اثار تعجبه لذلك إسترق نظرة جانبية لوجهها يتبين خلالها مدي صحة كلامها قبل ان يعاود متابعة الطريق بصمت متجاهلا ما قالته .. فاقتربت من اذنه هامسة بنعومة اكبر :

" هل ستفعل ؟"

لا ينكر ان همسها بهذه الطريقة يؤثر عليه سلبا .. لذا كان حريصا علي التوقف جانبا . ثم استدار اليها نازعا خوذته التي ترتديها هي.. متسائلا :

" لما؟"

"هذا لأجلنا.. انها اخر مخاوفي التي اريد التخلص منها "

نظرته حملت الكثير من التعجب يصل حد عدم التصديق و كاد ان يضحك علي معالم وجهها و هي تطلب منه ذاك الطلب الغريب من وجهة نظره.

و لكنها اصرت ثانية :

" ارجوك"

بعد تفكير دام لبعض الدقائق قال باستسلام :

" لا اعرف الغرض وراء طلبك .. و لكن لا بأس بذلك .. فقط عديني ان كوني حذرة "

" اعدك"

تمتمت بها بسعادة و لكن ابتسامة خبيثة ظهرت علي شفتيه و هو يقول :
" حسنا "

اعقب كلمته المقتطبة بالتراجع قليلا ليفسح لها مجالا لتركب امامه و لكنها اعترضت قائلة :

" وحدي.. اريد قيادتها وحدي "

ضحك كثيرا قبل ان يقول بمشاكسة :

" علي مهلك .. خطوة بخطوة.. اتظنين ان قيادتها بتلك السهولة "

زفرت بحنق ثم نفذت ما قاله لها و تلك كانت فرصته فابتسم بعبث و هو يحاوطها باحدي ذراعيه مشددا قبضته حولها ليهمس بالقرب من اذنها بنعومة اثارت القشعريرة في جسدها :

" اولا .. عليكِ ان تتمسكِ جيدا بالمقود.. و_ "

شعرت بأنفاسه الساخنة تضرب وجنتها و جانب عنقها لتثير توترها اكثر بالاضافة لذراعه الاخر الذي تسلل حول خصرها لتصبح اسيرة بين ذراعيه .. لم تكن تستمع لما يقوله فقد كانت غارقة في توترها .. لتهتف به قائلة :

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن