Ch . 22

1.5K 107 23
                                    

غطت اميريتا عينيها بانزعاع لتمنع عنهما الضوء القوي الذي اندفع لهما... فقد انتصف النهار و اوشكت فترة الظهيرة علي الانقضاء بدون ان تستيقظ .

تسلل لاذنيها صوت سوزيت المرتفع في محاولة لايقاظها .

كانت نبرتها تثير حنقها و خاصة حينما تحدثها كما لو كانت تتحدث لاحد اطفالها ... فكثيرا ما تتعامل معها كما لو كانت طفلة و رغم ضيقها بتلك الطريقة الا انها لم تستطع ان تكره سوزيت بالعكس تعلقت بها و احبتها كثيرا فهي تهتم لامرها اكثر من اي شخص اخر ... فجميع من في هذا القصر الواسع يتعاملون معها كما لو كانت كم مهمل حتي الخادمات ... فطريقتهم المهذبة كانت اقرب للتجاهل و هي تعرف جيدا السبب وراء ذلك ... الا انها اكتفت بسوزيت .

قالت سوزيت و هي تنزع عنها الاغطية :

" ريتا استيقظي ايتها الكسولة ... السيد ماريوس علي وشك الوصول .. لقد اخبرني انه سينهي بعض الاعمال و يعود سريعا من اجل موعد الطبيب "

زفرت اميريتا بضيق و تمطت بكسل و هي تغادر فراشها قائلة :

" لقد نسيت تماما ... تأخرت كثيرا اليس كذلك؟ "

" نعم ... هيا اسرعي لتتناولي افطارك .. لابد ان السيد علي وصول "

" لم انم بهذا العمق منذ وقت طويل "

قالت اميريتا ذلك و هي تجلس ثانية علي حافة فراشها لتغوص في دوامة افكارها المتشابكة.

بالفعل نامت بعمق و كانت ممتنة ان ذاك الصداع الذي صاحبها طوال ايام اختفي ... لم تعد تحظي بالنوم الكافي بسبب الكوابيس الكثيرة التي باتت تزورها مؤخرا ... و تلك الذكريات التي تومض بعقلها فجأة كانت اصعب و اصعب حيث تشعر و كأنها انفصلت فجأة عن الواقع المحيط بها لتجد نفسها وسط ذكريات تنبض بالحيوية و الالم في أن واحد .

لاحظت سوزيت شرودها فجلست الي جوارها و ربتت علي شعرها بحنان ثم ازاحت خصلة شاردة لتضعها خلف اذنها متسائلة بشفقة :

" تلك الكوابيس ثانية؟ "

اومأت رأسها موافقة قائلة :

" نعم .. الامر محير كثيرا ... اشعر ان هؤلاء الاشخاص في كوابيسي كنت اعرفهم من قبل و خاصة ذاك الشاب الذي حاول انقاذي علي الجسر .. بدا مألوفا للغاية "

" و ذاك الرجل الاخر ... ماذا عنه؟ "

" لا اعرف ... و لكنني لم اراه سابقا .. كانت الفتاة معه في الحلم تناديه دييغو "

" لا تضغطي علي نفسك ستعود لكِ كل ذكرياتك مع الوقت "

نهضت و جذبتها لتقف ايضا ... و نهرتها قائلة :

" و الان هيا لقد تأخرتِ كثيرا "

بعدما انتهت من روتينها الصباحي جلست لتناول الافطار في غرفتها بعدما احضرته لها سوزيت .

تانجو 2 Onde histórias criam vida. Descubra agora