Ch. 60

1.2K 107 48
                                    

تنفست بعمق لتنظم انفاسها اللاهثة قبل أن تخرج من مخبأها في إحدى الزوايا مقتربة بخطي حذرة من الرجل الجالس أمامها بأريحية تامة .

راقبته لبضع لحظات بصمت ... ساعدها على ذلك الشرود العميق المسيطر عليه .

و بأصابع مرتجفة اخرجت مسدسها .. ثم رفعته في مواجهته بتردد كبير و لكن تعلقت يدها في الهواء قبل أن تلامس فوهته رأسه حيث سمعته يقول بهدوء :

" لقد انتظرتك طويلا "

اللعين بدا كما لو كان يعلم بوجودها مسبقا فقد عكس صوته المسترخي تلك الحقيقة رغم أنه خدعها في البداية بهدوءه الظاهري و هذا اثار حنقها حقا .. بأن يكتشف أنها كانت تراقبه!!!

بالطبع عرف أنها كانت تفعل ... زاد هذا من تحفزها ضده و بشق الأنفس سيطرت على ارتجاف اناملها غضبا لتشد على المسدس بقوة و هي تلصق فوهته بمؤخرة رأسه قائلة بقهر :

" أخبرني ما الذي قد يمنعني من قتلك الآن"

نبرتها التي اجادت السيطرة على ارتعاشها لم تخدعه أيضا بل ذكرته بماضيهما معا ... ليدرك أن غجريته لم تتغير بل هي كما عهدها سابقا ... فضحتها بحة صوتها و انفاسها المتلاحقة التي يعلم معناها جيدا ... فحين تغضب تفقد السيطرة على نفسها كما هي الآن .

أغمض عينيه باستمتاع و انتظر طويلا قبل أن ترتسم إبتسامة رضا واسعة على شفتيه و هو يقول :

" لا يوجد أحب إلى من أن اموت على يديكِ غجريتي ... و لكن أولا واجهيني .. أريد أن أنظر لعيناكِ و أنت تفعلينها ... اريد أن يكون وجهك آخر شيء أراه في هذه الحياة "

بالفعل دارت حوله .. و كأنها لا تدرك اللعبة التي يلعبها .. إلا أنها ببساطة كانت تجاريه.

واصلت مراقبته بحذر .. حيث كان جالسا علي مقعده باسترخاء و عيناه التي جرت علي طول جسدها التمع فيهما للحظة بريق غامض .. بدا كما لو أنه إشتياق أو ربما سعادة لرؤيتها !!

نفس هدوء الأعصاب المستفز الذي عرفته عنه .. نفس العينين الصقريتين المشعتان بذكاء حاد و قدرتهما الخارقة على الوصول لأعماقها .. و الأهم هو الابتسامة الملتوية التي تزين شفتيه.. كانت هذه اسلحته في مواجهتها .

في مرات التقائهما السابقة بعدما عادت لم يجد أحدهما الفرصة ليستكشف الآخر كما هو الآن... و حاليا اتيحت هذه الفرصة له دونها.. فهو دائما سيظل غموضا لا تستطيع هي تفسيره .

تشابكت نظراتهما حينما اقتربت أكثر لتمد ذراعها بتوتر حتى لامس مسدسها جبهته ... قائلة بصوت متحشرج :

" حسنا لا بأس بطلب اخير مارك ... علمتني ألا اقتل عدوي بدون أن اوجهه ... لهذا لن اقتلك إلا و أنا أنظر في عيناك أراقب معالم الحياة و هي تنسحب منك رويدا رويدا و حتي النفس الأخير"

تانجو 2 Where stories live. Discover now