اما عن مارك فقد راقب ارتطام جسدها بالماء بقلب ينزف ألما .. و لكنه كان مجبرا.
كان واجبا عليه أن يخرجها من هذا المكان كما كان سببا لتورطها في مشاكله الخاصة ... و ما فعله لم يكن إلا لتجنيبها ما يمكن أن يصيبها من المجزرة التي على وشك أن يرتكبها .الإختيار كان صعباً بين التضحية بها أو المجازفة بما فعله .. و هو اختار أن يجازف لثقته في قدرتها على النجاة حتى مع يدين مقيدتين .
هي امرأته القوية التي سلحها بكل سلاح ممكن للدفاع عن نفسها .. لذلك هي ستنجو .. هذا ما أكده لنفسه مرارا قبل أن يلتفت للرجال الذين تصلبوا مكانهم بذهول يراقبون ما حدث قبل قليل .
وقف أدريان مبهوتا لما فعله مارك ... لا يكاد يصدق أن هذا المجنون ألقى بالمرأة التي يهتم لأمرها من فوق الجسر في هذا الجزء الهادر من النهر و الملئ بالكثير من الدوامات و مع يدين مقيدتين!! فقط لأجل أن يتخلص من محاولة ابتزازه له.
و كأنه يتصرف وفقا لمنطق الذي يقول أن العضو الذي يؤلمك يجب بتره ... و قد فعل مارك بحق ... يا له إذن من مجنون .. لابد أنه فقد عقله ... أو ربما هو رجل بلا قلب كما يشاع عنه بين الجميع.
ما فعله مارك هدم كل مخططاته .. جعله يلعن غباءه ... فهو حقا لا يستطيع التحديد هل كان هو الأحمق لظنه أن مارك قد يهتم لأحدهم أم أن جنون مارك فاق كل توقعاته .
و لكنه متأكد أنه يحبها .. هذا ما رأه في نظراته بما لا يحتمل الشك في أنه يكن لها مشاعر اهتمام صادق .كان يتخبط وسط أفكاره هذه بخوف ... فإن كان مارك قد فعل ذلك في شخص يهتم لأمره فما الذي قد يفعله معه بعدما تجرأ و حاول ابتزازه ؟!! .
و لكنه سرعان ما طمئن نفسه حين تذكر أن خصمه لم يجلب معه سوى ثلاثة فقط من رجاله .
قطع مارك الصمت المسيطر على الجميع حين قال بغضب و نظراته تنذر بالشر :
" الآن و قد تخلصت من وسيلة ضغطك علي يمكننا أن نتفاوض كما تريد أدريان "
جملة مارك كانت كلمة السر التي أثارت تأهب الجميع ... ليتبعها نظرته لرجاله ايذانا ببدء معركتهم ضد رجال أدريان... رغم ثقته أن كفة رجاله لن ترجح في هذه الحرب ... فصمودهم لن يدوم طويلا بسبب قلة عددهم .
و رغم أنها لم تكن معركة متكافئة بعد سقوط الثلاثة الذين كانوا معه ... إلا أن أدريان لم يخيب ظنه به .. فهو كما يعرفه جيدا مجرد جبان ترك رجاله محاولا الهرب و لكن مارك كان له بالمرصاد حيث أمسك بتلابيبه قائلا :
" ليس بهذه السرعة .. ليس قبل أن نتفق"صاحب جملته الكثير من الاسلحة الموجهة لرأسه .. فهو مجرد واحد وسط الكثير من رجال مارك .
و لكنه لن يتنازل عن معركته إلا بروح غريمه حتى لو كان الثمن بالمقابل روحه هو .. و ليختبر صدق المقولة " الكثرة تغلب الشجاعة".. ليختبر بنفسه صدق ذلك و ليرى إن كانت شجاعته ستغلبهم أم العكس هو ما سوف يحدث .
و بسرعة كانت فوهة مسدسه تعانق رأس أدريان و ذراعه تطوق عنقه لتتسع عيون هذا الأخير برعب حين قال :
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...