Ch. 67

1.4K 96 28
                                    


ارتكن جسدها بتعب إلى الجدار خلفها اتبعته برأسها مغمضة العينين و هي تحاول تهدئة انفاسها المتسارعة .

كان الصمت هو المسيطر إلا من دقات قلبها المتقافزة و لهاثها الذي كاد أن يرشد مطارديها عن مكانها .

و بهدوء فتحت عيناها و استرقت نظره إلى المخرج حيث يقف أربعة من الرجال ضخام الجثة يتلفتون بحثا عن أي اثر لها إضافة إلى إثنان اخران يفتشان عنها بين السيارات .

كانت حانقة على مارك فظلت تسبه بصوت هامس و هي تتفقد عدد الرصاصات في مسدسدها لتجد أنه لا يحتوي إلا على رصاصة واحدة فقط  .

منذ ذاك الحفل المشؤوم و رجاله يطاردونها في كل مكان تذهب إليه.. في البداية اكتفوا بمراقبتها و لكنها افلتت منهم في كل مرة ببراعة.

و الليلة وجدتهم يقتحمون غرفتها بالفندق الذي تقطنه منذ أن تركت منزل اليخاندرو .

استطاعت التخلص من ثلاثة منهم و لكنهم كانوا يفوقوها عددا لذا لم تجد حلا سوى الهرب و ها هي تتحين الفرصة لتغافلهم و تستقل سيارتها المتوقفة بالمرأب الخاص بالفندق و لكن لسوء حظها كان يقف إلى جوار سيارتها رجلين أخرين .

قررت أن توفر الرصاصة الوحيدة الباقية معها للضرورة فأخفت مسدسها بين طيات ملابسها و هي تتخفي بين السيارات متنقلة من واحدة لأخرى بحذر بحثا عن مخرج متاح بعدما ترصدوا البقية .

سلم الطوارئ كان حلها الوحيد المتبقي فهو أقل المخارج مراقبة .. عليها فقط أن تبعد ذاك الضخم الذي تدور عيناه فيما حوله بيقظة و حذر ... و هذا ما تسعى له حاليا حيث تحركت بين السيارات بخفة مطلقة اجهزة الانذار التي سببت التشوش للرجال و سرعان ما تركوا اماكنهم للبحث عنها و هذه كانت لحظتها المنتظرة .

و كما ارادت كان أول من تحرك هو الرجل عند مخرج الطوارئ حيث كان اقربهم .

و بعد قليل كانت تقف في الشارع الخلفي للفندق و الذي لم يكن سوى زقاق ضيق شبه مظلم .
تلفتت كارمن حولها بتوجس و لم تجد بدا من اطلاق ساقيها للريح قبل أن يتعرف عليها أحد الرجال المتناثرين حول الفندق بكثافة .

و كأنها باتت فجأة هدفا مهما ليطاردها الجميع بهذه الطريقة ... فما هي إلا دقائق قبل أن تتعثر بواحد آخر من مطارديها ... و إن كان يختلف عن الاخرين .

فقط دقائق معدودة كانت عمر هروبها قبل أن يسد عليها ذاك الزقاق الضيق سيارة كبيرة سوداء اللون تعرفت عليها فورا قبل حتى أن يترجل منها صاحبها .

***************

" ماذا ؟!! .. لابد أنك تمزح معي "

صرخ ماريوس بحنق في وجه الرجل الجالس أمامه بكل هدوء أعصاب ... و حين لم يأتِ بأي رد فعل تابع ماريوس بنبرة أعلى :

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن