نوفمبر الذي أوشك علي الانتهاء كان ملائما تماما ليوم زفافهما ..فهذه الاجواء الربيعية الساحرة جعلت منه يوما مميزا و كأن الطبيعة تشاركهما فرحتهما او كأنها تعلن هدنة حرة من الشروط احتفاء بهذا اليوم السعيد .
و كم بدت بيونيس ايريس مدينة شاعرية في هذا الوقت من العام .. فالسماء المشرقة بلا اي غيوم تنذر بالهطول و الهواء المعبق بروائح الزهور البرية و الاشجار المزهرة التي افترشت اوراقها المتساقطة الأرض امام الكنيسة التي سيعقد بها قرانهما كما لو كانت تشارك باستقبال المدعوين .. كل هذا بدا خياليا .
فستانها الابيض الانيق الذي عانق جسدها بانسيابية كان من اختياره و لكنها لم تتخيله يوما اجمل من هذا ... شعرها البني الطويل الموشح بطوق من الزهور الربيعية كان اكثر من مثالي .
وصيفات العروس بفساتين باللون النبيذي و اشبين العريس بحلته الانيقة و الفتيات الصغيرات بفساتين بيضاء منفوشة ينثرون بتلات الورود مع كل خطوة لها الي حيث يقف هو ينتظرها بينما يسلمها له الرجل الخمسيني الذي يتأبط ذراعها .
ربما كان ما فعله سانتياغو أبعد مما حلمت به يوما و لكنه و بكل بساطة عمل علي تحويل كل حلم من أحلامها الي حقائق ملموسة .
و في اللحظة التي اخذها من بيدرو الذي اصر ان يقوم بمهمة تسليمها له .. شعرت ان كل هذا و لا شيء طالما هما معا .
الفستان الابيض لا يهم .. الحفل لا يهم .. الأصدقاء و المدعوين كل شيء يبدو تافها في مقابل ان يصبح لها و تصبح له .. هذا هو الاهم بعد كل ما مرا به معا .
و حينما قام بنقل خاتم الزفاف ليدها اليسرى و تحديدا الإصبع الرابع الذي اعتقدوا منذ القدم ان به شريانا يصل الي القلب .. لم تتغير نظرتها للأمر فهو بالفعل يسري في اوردتها و منذ وقت طويل جاعلا حقيقة واحدة تترسخ لديها ... بأن ما بينهما اكبر من حلقة ذهبية ثمينة تلف اصبعها .
وقفا بصمت يتبادلان النظرات التي تقول الكثير ... لم ينطق لسانها بحرف و لم يتفوه هو بكلمة و لكن اعينهما قالت كل شيء .
" مع اول لحظة شعرت ببرعم هذا الحب يتفتح بداخلي لم اعد قادر إلا على شيء واحد ..الا و هو مطاردتك في دروب تلك المتاهة التي كنا نحياها لعل طرقنا تتقاطع يوما أو ربما تتوحد و لكن ما كنت متأكد منه أنني لن اتركك يوما تغيبين عن انظاري حتي مع هروبك المتكرر"
" قد اكون هربت يوما لأجنبك الكثير من المتاعب و لكنني كنت غبية فحتى الهروب لم يكن خيارا متاحا معك "
" معي لا بديل عن الحب .. فقط و لا غير .. فقط دعِ مخاوفك جانبا "
انتبها علي صوت القس الذي يسأل خوانيتا عن موافقتها لتهمس بخفوت مع ابتسامة زينت ثغرها :
![](https://img.wattpad.com/cover/76788823-288-k973156.jpg)
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...