العمل قد يكون طريقة جيدة للتخلص من التوتر .. هكذا اقنعت نفسها و هي تلح علي هنري حتي يسمح لها بالعودة لعملها بعدما رفض اليخاندرو رفضا تاما و هذا ما تعجبت له .
و لكنه كان الحل الوحيد المناسب حتي تخرج من دوامة الافكار التي تنخر عقلها ليل نهار بعد مقابلتها الاخيرة مع مارك .
اللعين الذي احال حياتها لجحيم و كأنه انقذها من الرصاصة التي كادت تحصد روحها حتي يصبح شبحها المزعج ... بلا امل أن تتخلص منه طالما هو حي .
الموت كم كان امرا مغريا في السابق حينما فارقها والدها و صغيرها .. لطالما تمنت لو كان لديها الشجاعة لتنهي حياتها بيدها لتلحق بهم .
كان تشاؤمها و يأسها نقيضا لما زرعه به والدها من قوة .. لقد تعلمت ان تقف و تحارب مهما كانت الظروف و ها هي تفعل .. بل ترسخ لديها إيمان قوي بأن انتقامها الذي نذرته لمارك هو ما يبقيها على قيد الحياة .
فترة مرضها و ظهوره في حياتها مرة اخري ليتلاعب بها جعلها عرضة لليأس و التعاسة .. و هذا ما تسعي حاليا للتخلص منه بانغماسها في العمل .
كانت جالسة بالغرفة الواسعة التي يجتمع بها افراد فريقها هي و اليخاندرو تفكر في موقف الاخير منها .
منذ ان اخبرته بعلاقتها السابقة مع مارك و هي تري نظرات الاتهام جلية على وجهه .. ليس هذا بجديد عليها فقد اعتادت ان يراها الجميع علي انها زوجة لشرطي فاسد الي ان تخلصت من مارك ... و لكن معه اختلف الأمر تماما .
علي الرغم مما بينهما من شجار دائم كانت تحترمه و تثق به و تراه شخص يمكن الاعتماد عليه وقت الازمة و لكن ما لمسته من تصرفه الاخير معها جعلها تشعر ببعض من الخذلان .
" اين ذهبت ِ ؟ "
صاح بها ايريك الذي كان يجلس على مكتبه ثم سحب كرسيه مقتربا منها ليجلس بمواجهتها .
رفعت رأسها تواجه نظرته المتفحصة التي اعتادتها منه و كأنه يسعى لقراءة ما يدور بخاطرها كعادته مع الجميع .
" إلى اللا مكان .. لا زلت عالقة مع قضية مارك و عصابته .. الامر بات مزعجا"
" لطالما كان كذلك .. ما الجديد ؟ "
قال ايريك و هو يضيق عيناه متتبعا كل حركة تصدر عنها بطريقة اثارت حنقها .. ففي حضرته تشعر دائما و كأنها تحت المنظار ... لا شك ان هذا السبب وراء نجاح اللعين في عمله فهو يستطيع قراءة من امامه جيدا .
اردف بعد لحظة صمت :
" ماذا هناك ؟ .. اشك ان_"
قاطعته بحنق و هي تعطيه ظهرها و تنكب علي الحاسوب بين يديها لتمثل تشاغلا زائفا بعملها :
" لا شيء ... كف عن ممارسة الاعيبك النفسية معي "
قال بنبرته الجادة التي تسيطر عليها الرزانة :
" قطعا لا .. لابد ان هناك ما يزعجك ... و هذا ما انوي معرفته"
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...