Ch. 20

1.9K 125 34
                                    

الشرود المسيطر عليها منذ ايام لم يكن خافيا علي سانتياغو و لكنه كان يجهل سببه ... هي تعتقد انها تستطيع خداعه غير مدركة انه يعرفها جيدا ... فالخوف الساكن في نظراتها و الشحوب البادي علي وجهها طوال الوقت كانا خير دليل له عما تعانيه .

حتي مع قدوم ماريا لم تفصح عن اي مما يضايقها ... رغم محاولة تلك الأخيرة في سبر اغوارها باعتبار ما بينهما من صداقة و لكن بلا جدوي .

حاول ان يعرف ما الذي تخفيه و ضغط عليها كثيرا الي ان انتهي الامر بينهم بمشاجرة عنيفة تباعدت هي علي اثرها ... و كأنها كانت تنتظر هذه الفرصة لتلوذ بنفسها بعيدا عنه .

اما عنها فقد افتقدته كثيرا رغم انه لم يغيب عن نظرها ... الا انها كانت تشتاق الي العودة لطبيعتها معه ... و لكنها اتخذت تلك المشاجرة حجة حتي لا يسألها عن شيء بعدما فشلت حجة ادعائها للمرض ... و عناده سهل عليها المهمة فقد كان ينتظرها ان تقترب هي و تبدأ بالمصالحة ليفرض عليها شروطه المتمثلة بالطبع في معرفة كل ما يدور معها .

بعيدا عن كل ما يجري مع سانتياغو كانت فكرة واحدة فقط تسيطر عليها ... كيف ستتخلص من كل الامور العالقة بينها و بين بيدرو ؟ ... فهي لن تجازف و تخبر سانتياغو بأي شيء الأن او علي الاقل حتي تري ان كان بيدرو سيحاول التواصل معها كما حدث سابقا ام لا .

طوال ايام ماضية كانت تراقب الوضع من بعيد و ذلك بعدما اخبرتها تلك الممرضة انهم يخفون نبأ استيقاظه ... مما اثار قلقها اكثر .

لا تستطيع نبذ ذاك الخوف حتي مع اقترابها من الحلم الذي راودها طويلا بأن تبدأ من جديد مع سانتياغو .

فلم تتبقي لهم سوي سويعات قليلة و يصبح حلمهما حقيقة ملموسة .

افتتاح المقهي الذي عانوا في اعداده طوال الفترة الماضية سيكون صباح اليوم التالي .. ليس ذلك و حسب بل انها قد حصلت علي اول متدربين لها في صالونها لتعليم رقص التانجو .

كانت ماريا تتحدث الي سانتياغو الذي لم يكن منتبها لها بل كان في عالم اخر مع خوانيتا و عيناه لا تفارقها حيث جلست في ركن منعزل عنهما مدعية الانشغال بهاتفها ... في تلك اللحظة اقسم انه قد يدفع ان شيء مقابل معرفة ما يدور في رأسها .

لوحت ماريا بيدها امام وجهه قائلة بنبرة غضب زائفة :

" افق يا هذا ... انا اتحدث معك "

انتبه من شروده ليواجه ماريا ... و كانت نظرة الاشتياق علي وجهه تشرح حالته .

تنهدت ماريا و هي تهز رأسها بيأس قائلة :

" اعلم انكما غبيين و لن يأخذ احدكما خطوة ما لم يحاول الأخر "

صمتت قليلا مفكرة ... ثم هزت حاجبيها بطريقة مضحكة ... قائلة :

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن