Ch. 61

1.2K 106 45
                                    


كان الليل قد انقضي و ها هي ساعات الصباح الأولى قد مرت ايضا بدون أن تظهر.. كان قلقه يتفاقم مع كل لحظة انتظارا لأي شيء يطمئنه و لهذا بمجرد أن سمع صوت سيارة تتوقف أمام منزله حتى سارع للنافذة ليري إن كانت هي أم لا .

تنهد بارتياح حينما رأها تترجل من سيارة الأجرة .. سارع بفتح باب منزله و خرج لاستقبالها .

كانت قد وصلت لعتبة منزله و وقفت حائرة فهي لا تملك المفتاح .. و فجأه فتح الباب لتجد نفسا وجها إلى وجه معه .

ظهوره المفاجئ اربكها فقالت ببعض من الدهشة :

" اوه.. انت هنا!"

" نعم أتيت باحثا عنكِ و لكن لم أجدك فقررت انتظارك "

بدت نبرته عادية غير مهتمة خاصة بعدما هز كتفيه بلا مبالاة تعرفها .. إلا ان نظراته قالت غير ذلك.. فعيناه التي تفحصتها بدقة من رأسها لأخمص قدميها عكست مشاعر غير قابلة للاخفاء جعلت كيانها يهتز .

عيناه حملت مزيج ما بين لهفة خوف و قلق و .. و ربما ...

أوقفت سيل أفكارها و هزت رأسها بعنف رافضة الإعتراف بهكذا مشاعر .. لم ترد حتى التفوه بهذه الكلمة الأخيرة أو التفكير في مدي صحة ما رأته في نظراته .

انتبهت من شرودها لتجده ما زال يتأملها و ما ان التقت نظراتهما حتي ابتعد عن الباب بارتباك داعيا اياها للدخول .

تبعها اليخاندرو للداخل و سألها بنبرة قلقة لم يجيد اخفائها هذه المرة :

" هل انتِ بخير الآن؟ "

هزت رأسها ايجابا و هي تلقي بنفسها علي الاريكة .

جلست كارمن باسترخاء مغمضة العينين و هي تشعر بتعب كبير يسري في كل خلية من خلاياها ... و خاصة بعد ليلتها المضنية و ما حدث بينها و بين مارك .

اخذتها افكارها رغما عنها لذاك الذي يراقبها بصمت .. فرغم انها مغمضة العينين الا انها شعرت بنظراته تخترقها .

كان بالفعل يراقبها و هو يحاول أن يسيطر علي الشعور بالاحتراق الذي كان يسري بكل خلية من خلاياه .

شعورا تعجب منه و استنكره علي نفسه .. فقبل قليل كاد يموت قلقا و هو يفكر فيما قد يصيبها و ما ان ظهرت امامه حتى شعر بلهفة عظيمة و رغبة قوية لضمها إلى صدره فقط ليتأكد أنها بخير.

كاد أن يصفع نفسه لهذه المشاعر و قد تصاعد حنقه علي ذاته لما يشعر به .

كان الصراخ عليها هو النافذة المناسبة للتنفيس عن غضبه و كل ما يحمله تجاهها من مشاعر سلبية .

لهذا وجد نفسه يقول بحدة لم يستطع السيطرة عليها :

" اين كنتِ طوال الليلة الماضية؟ .. و لما لم تردي على أي من اتصالاتي؟!! "

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن