Ch.34

1.5K 118 93
                                    


بعد هروبها الذي دام طويلا لم تجد بدا من مصارحة سانتياغو بما تعرفه .

و ان كان هروبها سابقا لافتقارها للاحساس بالامان و شعور عميق بالتشتت جعلها لا تعرف اي الطرق تسلك ... الا ان سانتياغو كان حريص علي ابقائها بقربه و تغيير تلك الصورة .. ليس فقط بخاتم ثمين يزين اصبعها و انما بحياة جديدة بعيدا عن جحيمها السابق .

و ربما تشمل البداية الجديدة مقابلة بيدرو و هي ستحرص علي ان يكون معها في كل خطوة تلي ذلك فهي لن تتركه لشكوكه ثانية ..كما انها واثقة ان الطريق امامها طويل للغاية و هذه المقابلة ليست سوي بداية للنار التي ستفتح عليها حينما يعرف الجميع حقيقتها ... و لكن لتقفل تلك الصفحة نهائيا يجب ان تضع نقطة النهاية و بنفسها.

توترها الظاهر في نبرتها منذ ان اخبرته بأمر تلك المقابلة جعله يستشعر كم المخاوف التي تعانيها لذا تمسك بيدها ضاغطا عليها بخفة و كأنه بذلك يبثها امانه .
لقد وعد نفسه يوم أصبحت ملكه ان يحارب مخاوفها و ينتصر عليها .. لذا لم يعجبه التوتر البادي عليها فهذا يرسل له شعورا بالعجز .

جذبها من مرفقها و اوقفها قبل ان تدلف الي حجرة بيدرو .. نظر اليها بصمت طويلا قبل ان يقول بنبرة هادئة :

" حبيبتي.. لقد اتفقنا علي ان ايا كان ما سيخبرك به ذلك الرجل فهو لن يخيفك.. هي فقط محاولة اخيرة للتحرر من قيود الماضي و ذلك لن يأتي الا بمعرفتك للحقيقة فهي وحدها من ستحررك من تلك المخاوف .. لذا لا اريد رؤية خوفك بعد الان.. اتفقنا؟ "

اومأت بصمت مع ابتسامة طفيفة لم تتجاوز شفتيها قائلة بخفوت :

" حسنا.. اعدك "
هو وعد لا تعرف حقا ان كانت ستفي به ام لا و لكنها فقط ارادت ان تطمئن مخاوفه من ناحيتها .

جذبها بعدها للداخل و هو يقربها منه يعلن ملكيته لها و خوفه عليها من نظرات العجوز الذي يراقبها بنظرات غامضة لم يستطع هو فهم مغزاها و لكنه لا ينكر انها ضايقته.

علت ابتسامة واسعة شفتي بيدرو و هو يرحب بهما و يمد يده لمصافحة خوانيتا ... ثم جذبها لتجلس علي حافة فراشه مستطردا بنبرة عاتبة :

" كنت انتظر زيارتك منذ وقت طويل عزيزتي "

" و انا ايضا.. و لكنهم منعوني من ذلك "

" اوه لقد نسيت ان اليخاندرو اخفي خبر استيقاظي عن الجميع.. حتي عن ماريوس "

اختلست خوانيتا نظرة لوجه سانتياغو المكفهر بسبب الاريحية التي تتعامل بها مع بيدرو ... فعلمت ما يضايقه فهو يغار حتي و لو كان منافسه رجل عجوز و ذلك اسعدها كثيرا لذا عمدت لمشاكسته و هي تقترب من بيدرو لتطبع قبلة علي وجنته قائلة :
" لا بأس لقد علمت بطريقتي الخاصة "

تانجو 2 Where stories live. Discover now