Ch. 15

2.1K 157 61
                                    

تدافعت الاصوات بصخب داخل رأسها ... اصوات متشابكة بحدة ضغطت علي اعصابها حتي كادت تفقد وعيها .

و لكن اكثر شيئ مؤلم كان الصور التي ظلت تظهر و تختفي قبل ان تستطيع الاحتفاظ بها في مخيلتها .

فجأة توقف كل ذلك و قد شعرت بتجمد الدماء في عروقها حينما رأت تلك المرأة التي تقف في احدي الزوايا متطلعة اليها بابتسامة متسعة .

افقدتها الصدمة القدرة علي النطق و لكن قدماها تحركت بغير ارادة منها الي حيث تقف تلك المرأة و قد فتحت لها ذراعيها باتساع فارتمت بينهما و كأنها بذلك تتخلص من كل ما اصابها من حزن و الم .

وجدت الدموع الطريق لعيناها فلم تستطع منعها و هي تتشبث بها بقوة بدون ان تتفوه بكلمة واحدة ... فقط تركت المهمة لدموعها لتشرح حالها .

خرجت كلماتها بدون صوت فقط تحركت شفتاها لترسم كلمة واحدة بدهشة عظيمة :

"امي!!! "

************

كان كل شيء في هذا الصباح يدل علي انه كأي صباح عادي مر علي العاملين في هذا المكان بداية من الحارس الذي لم يبارح مكانه منذ ليلته الماضية في انتظار انتهاء مناوبته و حتي تلك الممرضة الصغيرة التي تدور بين الغرف تتفقد مهامها الصباحية .

تثاءب الحارث الجالس علي الكرسي امام احدي الغرف بكسل و لكنه ما لبث ان اعتدل فجأة حينما رأي الممرضة التي اقبلت علي تلك الغرفة المنعزلة تماما كعادتها منذ عدة اشهر .

تبادلا تحية الصباح و دلفت بألية للغرفة و هي واثقة الي حد كبير انه لن يكون هناك اي تغير في هذا الصباح فقاطن الغرفة علي حاله منذ ما يزيد عن خمسة عشر شهرا ... حيث انه يعاني غيبوبة طويلة الامد .

تفقدت المؤشرات الحيوية له و تأكدت من ان كل شيء علي ما يرام ثم القت نظرة علي الدفتر المعلق علي سريره و همت بالانصراف الا انها تسمرت مكانها فجأة حينما سمعت الصوت الصادر عنه .

استدارت ببطء شديد و هي غير مستوعبة لما يحدث ... ليس و كأنه اول شخص يعود من غيبوبة بعد خمسة عشر شهرا ... بل لانه الحالة الاولي التي تشهدها خلال مسيرتها المهنية القصيرة التي لم تتجاوز بضعة اشهر .

اقتربت من سريره بارتباك كبير و هي تحني جذعها مقربة اذنها منه لتتأكد من صحة ما تسمعه .

مرت ثواني قليلة كادت ان تتأكد خلالها من ان ما سمعته مجرد خيالات ... الا انها انتفضت فجأة حينما سمعت الهمهمة الصادرة عن الرجل الخمسيني الممدد امامها .

تانجو 2 Where stories live. Discover now