مرت فترة علي شجاره مع سانتياغو الذي لم يظهر من وقتها و لكنه مع ذلك كان متأكد انه لن يستسلم هكذا بلا مقاومة ... لذا اضناه الترقب الذي ابرز توتره طوال الوقت .
و خلال فترة قصيرة استعادت اميريتا بعضا من قوتها و هذا فقط ما جعله يشعر بالراحة .. و لكن اكثر ما اسعده هو عودتها لقصره ... رغم الاعتراضات الكثيرة التي واجهته من طبيبها ... فكان يجب ان تستكمل علاجها ... و لكنه طلب منه مهلة حتي يخبرها بحقيقة مرضها ... و قد وافقه بعدما استشعر حرج موقفه .
فهو غير مستعد بعد ان يخبرها بخبر اخر من الاخبار السيئة بعدما اخبرها مسبقا بخبر تركها للدراسة ... و زلة اللسان التي جعلتها تعلم بموت والدتها .
لم يكن قادرا علي نسيان الحالة الهستيرية التي اصابتها حينما علمت بذلك ... و هذا ما عمل على تأخير خروجها من المشفي لايام اخري .
كانت سوزيت قد الحت عليه طويلا حتي يسمح لها بزيارتها ... و حينما فعل اخيرا و مع التحقيقات التي تجريها اميريتا مع كل من يزورها فقد زل لسان سوزيت و اخبرتها بذلك .
و الان لم يعد من الاخبار السيئة سوى خبر مرضها بالاضافة لحقيقة زواجهما المخزية التي ينوي ان يخفيها عنها للابد مهما الحت عليه لتعرف كيف تقابلا ... و كيف قادته الظروف للزواج من فتاة فقيرة مثلها .
فان كانت قد لاحقته بتلك الأسئلة بعدما افاقت من صدمة موت والدتها فهو لا يستطيع المجازفة بفقدانها حينما تعلم بذلك .
و ها هو اخيرا يصطحبها لمنزلهما و قد شعر بالسعادة لذلك .
دخلت اميريتا بتوجس للقصر متطلعة لكل ما حولها بحذر و هي تشعر بالغرابة لهذا المكان الذي سيصبح منزلها ... حاولت ان تتذكر اي شئ و لكن بلا جدوي فقد خانتها ذاكرتها مجددا .
كان ماريوس غير قادر علي قراءة التعبيرات التي علت وجهها و مع ذلك استطاع ملاحظة ارتباكها .
و كان قد اعاد الخدم للقصر و لكنه ندم لذلك ... لانه يدرك جيدا ان اميريتا لن تتأقلم معهم و مع التقاليد الأرستقراطية الحمقاء التي تصر صوفيا علي الالتزام بها حتي في غيابها .
صوفيا التي غادرت القصر ما ان اصر هو علي اعادة اميريتا اليه و قد قابلته باعتراض كبير حينما علمت بحقيقتها .
و لكنه شعر بالارتياح لانه علي الاقل سيتفادي الشجار بينهما .
كان قد طلب في اليوم السابق من سوزيت ان تنقل كل ما يخص اميريتا لغرفته ... و ذلك بعدما عدل عن قراره المسبق بطردها فهي تعرف الكثير عن اميريتا و عن حقيقة زواجهما ... و لكثرة ثرثرتها فهو لا يستبعد ان تخبرها بكل شئ كما حدث سابقا.
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...
