دارت عيناه في محجريهما قبل أن يقاوم الثقل الذي يجثم فوق اجفانه ليفتحهما .رؤية مشوشة هي أول ما حصل عليه لتضح الصورة رويدا .. و كان أول ما ادركه أنه يستلقي في العراء تحت سماء الليل الموشحة بملايين من النجوم .
قاوم الدوار الذي يعصف به و هو يتحامل على نفسه لينهض بصعوبة .
و كانت الصورة الثانية التي حصل عليها هي الأجساد المتناثرة من حوله و الفوضي التي تعم المكان .
تدافعت الأفكار لرأسه دفعة واحدة ليتذكر الخداع الذي تعرضوا له و التفجير الذي وقع على حين غرة .
كان أول صوت يصل لأذنية التي لازال صوت الانفجار يدوي بداخلهما هو صوت صافرات سيارات الشرطة و الإسعاف التي يضج بها المكان حوله .
إنتبه للمسعف الذي يتفحصه باهتمام مواصلا سؤاله عما إذا كان بخير .. في حين شعر بأخر يعالج جرحا ما في جبهته .
جالت عيناه فيما حوله .. ليجد أن مشاهد الدمار تعم ما تبقي من المستودع .
بينما المتبقي من رجاله لا يختلف حالهم عنه كثيرا .. فمنهم من تم إجراء الإسعافات الأولية له و تم نقله إلى سيارات الإسعاف في طريقه إلى المشفي و منهم من تقبع بقاياه داخل واحد من أكياس الجثث انتظارا لأخذه بعيدا .
رأسه مشوش يعج بالكثير من الأفكار عما حدث و لكن فكرة واحدة تغلبت على الجميع و ارتجف لها قلبه .
" كارمن "
هتف باسمها و هو يزيح المسعفين بعيدا عنه باحثا عنها بعيناه .
الكثير من الأشخاص ما بين رجال إطفاء و شرطة و مسعفين .. و وسط ذلك كله لا يجدها ... دارت عيناه حوله بجنون يتفحص الوجوه حتي وجدها متكئة على إحدى سيارات الإسعاف تراقب بأعين مصدومة ما يحدث حولها .
كان وجهها الشاحب قد تجمدت عليه بعض من قطرات الدماء من جرح في وجنتها .. عدا عن ذلك بدت له بخير .
تنهد براحة و هو يقترب منها متسائلا
بصوت متعب :" هل انتِ بخير؟ "
التفتت إليه تطالعه بأعين متسعة بصدمة ... ليس منبعها أنها تشهد انفجار للمرة الأولى ... بل لأن حادث مماثل أودى بحياة والدها و صغيرها .
كان المشهد يتكرر في عقلها بقسوة معكوسا عما تراه أمامها حتي شعرت أنها عادت لنفس اللحظة .
أمسك اليخاندرو ذراعيها .. ثم هزها برفق مكررا سؤاله بنبرة قلقة :
" هل أنتِ بخير ؟!! "
الألم الذي شب في صدرها كان عظيما .. لم تجد متنفس للتخلص منه سوي في دمعة هربت خلسة فجففتها سريعا و هي تهز رأسها بالإيجاب ردا على سؤال اليخاندرو .. ثم اردفت :
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...