Ch. 59

1.4K 108 68
                                    


دارت عيناه في محجريهما قبل أن يقاوم الثقل الذي يجثم فوق اجفانه ليفتحهما .

رؤية مشوشة هي أول ما حصل عليه لتضح الصورة رويدا .. و كان أول ما ادركه أنه يستلقي في العراء تحت سماء الليل الموشحة بملايين من النجوم .

قاوم الدوار الذي يعصف به و هو يتحامل على نفسه لينهض بصعوبة .

و كانت الصورة الثانية التي حصل عليها هي الأجساد المتناثرة من حوله و الفوضي التي تعم المكان .

تدافعت الأفكار لرأسه دفعة واحدة ليتذكر الخداع الذي تعرضوا له و التفجير الذي وقع على حين غرة .

كان أول صوت يصل لأذنية التي لازال صوت الانفجار يدوي بداخلهما هو صوت صافرات سيارات الشرطة و الإسعاف التي يضج بها المكان حوله .

إنتبه للمسعف الذي يتفحصه باهتمام مواصلا سؤاله عما إذا كان بخير .. في حين شعر بأخر يعالج جرحا ما في جبهته .

جالت عيناه فيما حوله .. ليجد أن مشاهد الدمار تعم ما تبقي من المستودع .

بينما المتبقي من رجاله لا يختلف حالهم عنه كثيرا .. فمنهم من تم إجراء الإسعافات الأولية له و تم نقله إلى سيارات الإسعاف في طريقه إلى المشفي و منهم من تقبع بقاياه داخل واحد من أكياس الجثث انتظارا لأخذه بعيدا .

رأسه مشوش يعج بالكثير من الأفكار عما حدث و لكن فكرة واحدة تغلبت على الجميع و ارتجف لها قلبه .

" كارمن "

هتف باسمها و هو يزيح المسعفين بعيدا عنه باحثا عنها بعيناه .

الكثير من الأشخاص ما بين رجال إطفاء و شرطة و مسعفين .. و وسط ذلك كله لا يجدها ... دارت عيناه حوله بجنون يتفحص الوجوه حتي وجدها متكئة على إحدى سيارات الإسعاف تراقب بأعين مصدومة ما يحدث حولها .

كان وجهها الشاحب قد تجمدت عليه بعض من قطرات الدماء من جرح في وجنتها .. عدا عن ذلك بدت له بخير .

تنهد براحة و هو يقترب منها متسائلا
بصوت متعب :

" هل انتِ بخير؟ "

التفتت إليه تطالعه بأعين متسعة بصدمة ... ليس منبعها أنها تشهد انفجار للمرة الأولى ... بل لأن حادث مماثل أودى بحياة والدها و صغيرها .

كان المشهد يتكرر في عقلها بقسوة معكوسا عما تراه أمامها حتي شعرت أنها عادت لنفس اللحظة .

أمسك اليخاندرو ذراعيها .. ثم هزها برفق مكررا سؤاله بنبرة قلقة :

" هل أنتِ بخير ؟!! "

الألم الذي شب في صدرها كان عظيما .. لم تجد متنفس للتخلص منه سوي في دمعة هربت خلسة فجففتها سريعا و هي تهز رأسها بالإيجاب ردا على سؤال اليخاندرو .. ثم اردفت :

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن