Ch.9

2.4K 162 84
                                    

تنفست الصعداء حينما ازالت ورق التغليف الموجود علي الصندوق بلا ان يحدث اي شئ.
نظرت داخله بحذر و لكن تحفز جسدها فجأة حينما رأت ما جعل الدموع تتجمع في عينيها بغزارة فمدت يدها بحذر لتلتقط ما بداخله و الذي لم يكن سوى صورة فوتوغرافيه قديمة جمعتها بوالدها .

امسكتها بأصابع مرتجفة و راحت تمرر اناملها عليها بشوق كبير و هي تتمتم بمرارة و بنبرة صوت خنقها البكاء... قائلة :

" لقد اشتقت لك كثيرا ... ليتك كنت هنا ... ليتك بقيت معي "

رفعت الصورة الي شفتيها لتقبل وجهه ... فشعرت بذاك الاحساس يعاودها ثانية ... غضبا مستطيرا يحرق احشائها و صدرها و كأنه لا يوجد هواء لتتنفسه حتي زحف اليها شعورا بالاختناق .

قلبها الذي تمزق لرؤية صورة والدها لم يكن يوما هكذا ... و لكن ما يحدث فاق احتمالها .... فقد انهارت اخر ذرات تماسكها لتظهر امام نفسها عارية من اي قوة تحاول التشبث بها.

لم تتمالك نفسها و هي تمسك باحدي المزهريات لتلقيها بقوة تجاه الحائط فتحولت لأشلاء صغيرة .

و لكن لم يخفف ذلك من حدة ما تشعر به ... لذا امتدت يدها للمزيد من الاشياء لتحطمها .

كان صوت تكسر الاغراض صاخبا بالاضافة لصوت نحيبها المرتفع ... مما دفع الرجل صاحب النزل ان يطرق بابها بقوة و هو يتسائل عما يحدث معها ... و لكن لم يقابله سوي صراخها الغاضب و هي تطلب منه الانصراف .

اخيرا تهاوت ارضا بعدما فقدت كل قوتها ... انتحبت بصوت عالي و هي تدفن رأسها بين ساقيها .

الم الذكريات التي تدور برأسها اكبر من ان تتجاهله ... رفعت رأسها لتضربها عدة مرات بالحائط خلفها و هي تقول بنبرة باكية :

" ليتك كنت موجود ... "

اخذت نفسا عميقا و هي تغمض عينيها بشدة لتتابع بألم :

" انا السبب لن انسي يوما انني كنت السبب "

انحسرت موجة بكائها قليلا ففتحت عيناها لتقع نظراتها  علي الصورة التي سقطت ارضا وسط الفوضي التي خلفتها .

زحفت علي ركبتيها لتلتقطها ... غير أبهة بشظايا الزجاج المتناثرة و التي سببت لها جروح صغيرة في راحتيها .

مسحت قطرات الدم التي لطخت الصورة بعدما امسكتها ... لتحدق بها بعمق لتردف بنبرة منكسرة :

" نعم انا السبب ... لكن اعدك ان انتقم لك ... "

لاحظت الكتابة علي ظهر الصورة فقلبتها لتقرأ ما عليها بعينين دامعتين :

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن