دلف إلى غرفتهما في جنح الظلام يبحث عنها ... فهى واحته الوارفة بالظلال بعد يوم عمل مضني .كان يتعمد أن يعود متأخرا كل ليلة ليجدها نائمة .. فقط يندس إلى جوارها في فراشهما المشترك ليدفن رأسه في عنقها يتنفس من عبيرها ما يكفيه ليوم جديد و ربما يعوض ما حرم منه طوال يومه و هو بعيد ... كما لو كان مدمنا يسعي لتلقي جرعته اليومية من رائحتها فقط ليستطيع النوم .
لا تفصلهما المسافات و لكنه يشعر أنها أبعد ما تكون عنه و خاصة بعد الكلام الذي تفوهت به .
لقد اذاه كلامها و بشدة ... أعاد فتح جرح كرامته الذي لطالما تجاهله و هو يدرك أنه يفرض نفسه عليها .. و هذا تركه مع جرح نازف غير قابل للشفاء .
يعلم أنها تفوهت بذلك في لحظة غضب و لكنها الحقيقة الذي حاول التغاضي عنها .. لقد اشتراها بالفعل .. و لكنه أحبها و كان هذا خارج عن إرادته.
الصراط الحاد الذي يسيران عليه منذ البداية كان الفاصل بين حبه و جنونه .. و في هذه الأيام العصيبة يشعر أنه يُقاد إلى الهلاك وحده محترقا في جحيم من فوضى المشاعر التي جعلته يعيشها .
عندما عاد من عمله كان الوقت قد تأخر كثيرا و لكنه لم يجدها نائمة .. بل لم يجدها من الأساس .
و هنا عاد الجنون ليتملكه و هو يبحث عنها .. فكلما غابت عن عيناه تراوده تلك الذكري السوداء لهروبها .
خرج من جناحهما بغضب أعمى يسيطر عليه .. و كان علي وشك النزول حينما اصطدم بفيولا التي لا يعرف كيف ظهرت في هذا الوقت المتأخر من الليل .
فيولا التي تعمل بقصره منذ وقت طويل و التي دائما ما حاولت اغواءه و التقرب منه .
كانت لتصبح فرصة سانحة أمام أي رجل بوضعه سواء السابق قبل أن يعرف اميريتا أو الحالي بسبب ما بينهما من خلاف .. كان من الممكن أن يدعي الحماقة و يجاريها في لعبتها فقط لاغاظة صوفيا المتشبثة بارستقراطيتها البالية ... إلا أنه لم يضمر لها سوي مشاعر الاحتقار لمعرفته أنها جاسوسة لصوفيا ذات نفسها .. و كم كره كل ما يمت لصوفيا بصله .
غنجها و جسدها الذي يتلوي بطريقة شيطانية أثناء سيرها حتي في وقوفها أمامه و ملابسها الفاضحة كل ذلك اثار استيائه .
و الأكثر من ذلك تشبثها به بعدما ادعت أنها على وشك السقوط عقب ارتطامها الذي تأكد له انه كان متعمداً .
أبعدها بضيق متسائلا :
" لما لازلت هنا ؟ "
حدة نبرته و نارية نظراته لم تردعها و لم تغير الطريقة التي تنظر إليه بها و كأنها تقدم له دعوة مفتوحة للمزيد .. حيث قالت بنفس النبرة المتدللة التي دائما ما تزعجه :
" السيدة صوفيا طلبت مني البقاء "
![](https://img.wattpad.com/cover/76788823-288-k973156.jpg)
YOU ARE READING
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...