ch . 4

2.8K 176 55
                                    

حينما وصلته تلك الأخبار السيئة عما أصابها ... لم يستطع منع نفسه من الذهاب إليها رغبة منه في تقديم الدعم اللازم و المواساة .
كان يعول على ذاكرتها فربما اسعفه الحظ بأن تكون لا زالت تتذكره .

و تلقائيا قادته قدماه إلى غرفتها ... تلك التي اختلس العديد من الزيارات القصيرة لها طوال الأشهر الثلاثة الماضية .

يتذكر ما حدث عقب استفاقته في المشفى و معرفته بما جرى ... حينها حاول كثيرا أن يراها ... و لكن كيف يتسنى له ذلك و هذا الغبي زوجها كان يقف له بالمرصاد؟ .

وقتها فضل سانتياغو ألا يدخل معه في شجارات تافهة قبل أن تسترد وعيها .

ربما ظن ماريوس انه مل من تكرار المحاولة حين ترك له الساحة فارغة ... و لكنه بالطبع لم يكن يعلم بالأوقات القصيرة التي اختلسها سانتياغو معها في كل مرة كان يتغيب ماريوس عنها لعذر ما .

ليس هذا و حسب .. بل كان يراقب الوضع من بعيد متتبعا أخبارها... و هذا ما ضمن له معرفة الحالة التي المت بها.

كان خوفا من القادم يتسلل إليه ... فرغما عنه كان مستقبل هذه الصغيرة يقلقه .

و كان مبعث خوفه هو الهوس الذي أظهره ماريوس بشأنها ... و الذي نبأ سانتياغو بأنه سوف يحتفظ بها إلى جواره حتى و لو كان رغما عن إرادتها .

بل من المحتمل أن تكون هذه الحالة التي أصبحت عليها سببا في تسهيل مهمته .

الله وحده يعلم ما قد يخبره لها ماريوس ... و ما قد يزينه لها و ما قد يبعدها عنه ... لقد أصبحت حياتها القادمة كعجينة يشكلها في يده كيف يشاء .

و بالطبع سوف تكون أول خطوة يتخذها هي إبعادها عنه .. لهذا أراد سانتياغو أن يعجل بهذه الزيارة .

************

طرق سانتياغو الباب بخفة فسمع صوت اميريتا الذي يشوبه الإرهاق يأذن له بالدخول .

توقف لبرهة قصيرة تنفس خلالها عدة مرات بعمق ليخفف من توتره .. ثم أدار المقبض بحزم ... ليراها تجلس هناك على سريرها تتصفح إحدى المجلات بملل واضح.

لم تنتبه لوجوده... فربما ظنته واحد من أفراد الفريق الطبي الذي يعتني بها .

كانت تلك الثواني القليلة في صالحه فقد حاول خلالها أن يرسم ابتسامة صادقة على شفتيه .

و لكنه فشل في ذلك فخرجت ابتسامته متكلفة مصطنعة ... حيث شعر بشيء من الأسى تجاهها ... و لكنه على الأقل استطاع أن يخفي توتره و ارتباكه و ترقبه لهذه اللحظات الفاصلة ... فهل ستنجح في تذكره أم لا ؟... هذا ما سيعرفه بعد قليل .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن