Ch. 16

1.8K 152 46
                                    

و عند تلك اللحظة تذكرت شخصا غاب عن ذكرياتها تماما فهتفت بعدم تصديق :

" ناتشو !!!!"

اتسعت ابتسامة الشاب اكثر لتتحول لقهقهة عالية ثم باعد بين ذراعيه و هو يقول ممازحا :

" لا تقولي انكِ نسيتِ من انا "

ضحكت بالمقابل صارخة بفرحة و هي تندفع لتعانقه بقوة كادت تسقطهما ارضا ... و لكنه تمسك بها جيدا و هو يحملها بين ذراعيه و يدور بها بسعادة بالغة متجاهلا ذاك الذي يقف علي بعد خطوات منهما و قد علت وجهه تعابير قاتمة لشخص مقدم علي القتل .

توقف و ضمها اليه بشدة قائلا :

" اوه ريتا ... لقد افتقدتك كثيرا حبيبتي "

ابعدها ناتشو قليلا عنه و طافت نظراته بشوق علي وجهها... ثم تابع قائلا بخفوت :

" لم يتغير اي شئ بكِ علي الاطلاق ريتا "

طوال هذا الوقت كان ماريوس يتابعهما و نظراته القاتلة تتفحص ناتشو ... راوده شعور قوي انه رأه من قبل و لكنه عجز عن تذكر اين رأه تحديدا .

حدجته اميريتا بنظرات طويلة بعدما تذكرت حياتهما السابقة ... فكيف تغافل عقلها عن تذكره طوال تلك المدة ؟... هل لانها اعتادت علي غيابه الطويل ؟... ام ان زحمة افكارها طوال الفترة الماضية لم تسمح لها بالتفكير فيه .

حاولت ان تخفي حزنها بضحكة خافته و هي تداعبه قائلة :

" لم اتغير كثيرا علي عكسك "

دارت حوله متفحصة هيئته الجديدة عليها .. فلفت نظرها الوشوم الكثيرة التي تغطي ذراعيه ... و شعره الذي بدا اقصر مما تتذكره فاستأنفت قائلة بتأكيد :

" بالفعل لقد تغيرت كثيرا ناتشو ... لم تعد ذاك الفتي الذي كبر معي يوما بعد اخر "

علت ابتسامة ساخرة شفتيه... ثم قال باستهزاء :

" حقا؟!!... تجعلين الامر يبدو و كأننا لم نري بعضنا لعدة سنوات ... انها فقط عدة اشهر قبل ان تختفي "

" اختفي!!... ماذا تقصد؟ "

تسائلت بدهشة... و لكنه تجاهل ذلك و تلونت نظراته بعتاب قاسي .

و لم يتمالك نفسه ... فهو كان يموت قلقا بسبب غيابها المفاجئ بينما هي تتصرف بلا مبالاة ... امسكها من ذراعيها بغضب و هو يهزها بعنف قائلا :

" علي الاقل كان يجب ان تخبريني انك ستبتعدين ... لم تتخيلي كم شعرت بالقلق عليكِ و قد واصلت البحث عنك طويلا و لكن بلا جدوي.

لما كنتِ حريصة علي اخفاء اي اثر يقود اليكِ؟ ... لما كنت بهذا الغباء الذي دفعك للابتعاد ؟ ... لقد اصابني ذلك بالغضب ... ليس منكِ اكثر مما هو من نفسي لانني عرضتك للخطر "

عند هذا الحد كان الحنق قد وصل مع ماريوس لمنتهاه ... فهذا الفتي بظهوره يهدد مخططاته بالهروب بعيدا .. و ليس ذلك فحسب بل هو يهدد بكشف كل الاكاذيب التي احاطها بها.

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن