الخاتمة ... Part 2

2K 92 29
                                    

تنفست اميريتا الصعداء بعدما انصرف ماريوس ... فقد كانت تخشى أن يقدم على ارتكاب حماقة ما بعدما استفزته بهذه الطريقة .

تعلم جيدا أنها تلعب على أوتار غيرته و لكنها فعلت ذلك ليبتعد .. ليترك لها المجال حتى تتنفس عبير حريتها التي سعت لها طويلاً .

لا يوجد ما يربطها حقا بذلك الشاب الذي تحدثت معه صباحا سوى صداقة وليدة جعلتها توافق على مساعدته في مسعاه .

فقد شاءت الصدفة أن يكون شريك رقصها في تلك الدروس التي تتلقاها .

في أول مرة رأته بدا أحمقا للغاية لا يعرف أي من الخطوات و لكنه كان صريحا معها ليخبرها منذ البداية أنه لم يلتحق بهذه الدروس إلا ليستعيد حبيبته السابقة و التي صادف أنها مدربة الرقص الخاصة بهما .

لهذا حين طلب مساعدتها وافقت على الفور .. فقد رأت كم هو جاد في مسعاه لإستعادتها .. كما رأت مقدار حبه لها .

بعدما انتهت مناوبتها ذهبت لمنزلها سريعا و ابدلت ملابسها لتنطلق إلى موعدها مع نيكولاس غافلة عن الأعين التي كانت تراقبها باهتمام مع كل خطوة تخطوها خلال موعدها المزعوم .

كان حنق ماريوس قد بلغ ذروته و لكنه لم يستطع أن يتدخل ليبعد ذاك الفتى الملتصق بها .

و السبب كان كلماتها التي لازالت ترن في أذنيه جاعلة شعورا بالذنب يتسلل إليه بين فينة و أخرى.

فلم يكن ضعفا منه بقدر ما كان خوفا عليها من أن يتحول حبها له لكره فهو يدرك طبيعتها الرافضة للضغط و عنادها الذي تشحذه ضده في كل مناسبة .

و لكن ما يشهده أكبر من طاقته على التحمل ... لذلك هو لا يرى بديلاً عن التدخل حتى لو استدعى غضبها .

أخذ قسم على نفسه بأن يطاردها بجنون في كل مكان حتى ترضخ له... لهذا سارع بتسجيل إسمه في تلك الدروس التي تحضرها ليتسنى له البقاء بجوارها.

*************

في اليوم التالي بلغ غضب اميريتا عنان السماء بعدما لازم ماريوس مكانه في المقهى طوال فترة مناوبتها ... فلم يكتفي بفترة قصيرة كما كان يفعل كل صباح .

رغم أنه لم يحاول التواصل معها أو اعتراض طريقها و لكن نظراته التي تتبعها في كل مكان أثارت جنونها .

ودت أن يحاول و لو حتى الحديث معها و حينها كانت لتفتعل معه مشكلة ما تمنعه من التواجد في المقهى مرة أخرى و لكنه كان أذكى من ذلك فقد رسم ذاك الوجه الجليدي الذي لا ينبئ عن أي مما يدور بخلده .

حافظ على تواجده مستمتعا بنظرات الفتيات من رواد المقهى إليه و نظراتهن المغازلة .
فهو في نظر بعضهن كنزا ثميناً يجب الإيقاع به ... و قد بدا تواجده ملفتا للانظار بهيئته الارستقراطية التي لا تتناسب مع تواضع المقهى و رواده من البسطاء .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن