Ch. 47

1.2K 101 41
                                    

الغضب بداخله كان اكبر من ان يسيطر عليه و هو يكيل له اللكمات بلا هوادة ... و الاخر لم يكن خصما سهل البته حيث رد كل لكمة بقوة اكبر حتي اصبحا ملطخين بدماء احدهما الاخر .

كان الوقت قد تخطي فترة الظهيرة بقليل حينما دلفت ماريا الي المقهي ليصدمها المشهد امامها .. ماريوس و سانتياغو كلاهما يضرب الاخر بعنف و ريكاردو و العاملين بالمقهي يحاولون الفصل بينهما و لكن بلا جدوي فقد اعماهما الغضب عن كل شيء .

صرخت خوانيتا بتوسل و هي تحاول منع سانتياغو من توجيه المزيد من اللكمات الي ماريوس :

" ارجوك سانتياغو.. اتركه س_ "

لم تكد تتم جملتها حيث دفعها ماريوس بعيدا عن طريقه لتسقط ارضا متألمة اثر وقوعها علي ذراعها .

اثار ما فعله جنون سانتياغو فوجه لكمة قوية لوجه ماريوس و هو يصيح بغضب :

" ايها الحقير .. سأقتلك لما فعلته"

" هذا ان لم اقتلك انت و عاهرتك اولا "

قال ماريوس ذلك و هو يرد له اللكمة .. استمر الوضع علي ذلك حتي تحطمت بعض الطاولات و المقاعد تخلف عنها المزيد من الفوضي الي ان نجح ريك اخيرا في تقييد حركة ماريوس هو و رجل اخر .

اوشك سانتياغو ان ينقض عليه مرة ثانية و لكن خوانيتا تحاملت علي نفسها لتقف بينهما و هي تمسك بقبضته المدماة قائلة بنبرة متوسلة خنقها البكاء :

" ارجوك ... سانتياغو لا تفعل "

نبرتها الرقيقة كانت بمثابة المخدر الذي سري في عروقه ليطفئ شعلة غضبه .

اسند جبهته لجبهتها و هو يركز نظراته عليها بقلق .. ثم مسح دموعها برقة بالغة و كأنه شخص اخر غير الذي كاد ان يقتل ماريوس منذ قليل .

سألها بخفوت :

" هل تأذيتِ ؟ "

هزت رأسها نفيا و هي تطمئنه بنظراتها ليضمها اليه بقوة متجاهلا الاخر الذي وقف يراقبهما بحزن .

رغم غضبه من سانتياغو الا انه هدأ فجأة حينما رأي ما يحدث امامه .. تلك المرأة ليست زوجته و لكنها تحمل ملامحها بطريقة غريبة اثارت شعورا غريبا بداخله .. شعورا يقارب الغيرة .

ليس عليها بل من علاقتهما.. من التفاهم بينهما .. من لغتهما المشتركة التي تمثلها كل نظرة و كل اقتراب .. تلك اللحظة الحميمية بينهما تمني لو حظي بمثلها مع اميريتا يوما .

فالطريقة التي تنظر بها خوانيتا لسانتياغو و كأنه عالمها بأكمله لم يحظي بها في اي وقت طوال فترة علاقته بأميريتا ... دائما ما شعر انه شيء عابر في حياتها ... انه سيأتي اليوم الذي ستتخطاه فيه مهما فعل لها و كان هروبها بمثابة الاثبات لذلك .

ابتعد ريك و الرجل الاخر عن ماريوس بعدما لاحظا شروده و الذي اخرجه منه سانتياغو حينما قال بنبرة حادة :

تانجو 2 Where stories live. Discover now