ربما استطاعت ان تخدع سانتياغو بادعائها المرض و لكنها لم تستطع ان تحجب ذاك الخوف الذي تسلل الي قلبها رغما عنها ... لقد تورطت في لعبة اكبر منها و حياتها اصبحت مهددة .
و ان كان سانتياغو صدق كلامها و أمن ببراءتها بل و ساندها رغم عدم معرفته بأبعاد قصتها الكاملة الا انه لن يصمد في مواجهة شخص بنفوذ ماريوس و عائلته .
هي تخاف عليه اكثر ... لا تريد ان تتخيل ان يأتي اليوم الذي تفقده فيه كما كادت ان تفعل سابقا .
تململت في فراشها بتعب... ليس جسديا كما ادعت ... بل ما يؤلمها هو قلبها و زحمة الافكار داخل رأسها ... و قد عجزت عن النوم بعدما اوصلها سانتياغو لمنزلهما حتي تحصل علي قدرا من الراحة و لكن كيف لها ان ترتاح و تلك الافكار تأبي مغادرتها .
منذ ان علمت بخبر استيقاظ بيدرو و احداث تلك الليلة لا تفارق مخيلتها .
قبل خمسة عشر شهرا...
عادت بذكرياتها لهذه الليلة قبل عدة اشهر حيث كانت تجلس علي السرير الوثير الذي يتوسط غرفتها في احدي الفنادق الفخمة .
نظرت في ارجاء الغرفة الانيقة التي حجزها بيدرو لها الي حين زوال خطر عثور هيرنانديز عليها .
كان و القلق و الخوف يمزقانها ... لم يكن من المفترض ان تشعر بهكذا شعور و لكن فكرة انها تركت سانتياغو خلفها و ما يمكن ان يفعله به هيرنانديز حينما يعلم بهروبها ذلك وحده كان يعصف بها .
هبت من مكانها بتوتر و راحت تقطع الغرفة ذهابا و ايابا و الرجفة تسيطر علي اطرافها .
سمعت طرقا خفيفا علي باب غرفتها فانتفضت بذعر و تسمرت مكانها بخوف.
الا ان طرقة اخري جعلتها تتحرك من مكانها و هي تسمع طنين ضربات قلبها المتسارعة يدوي داخل اذنيها ... اقتربت من الباب و وقفت خلفه بتوجس و قربت اذنها منه لتستشعر اي حركة خارجا .
ازدردت ريقها بصعوبة و هي تسأل بصوت مرتجف :
" من؟!"
اتاها الرد سريعا من شخص يتحدث بثقة و ثبات قائلا :
" افتحي خوانيتا .. انا بيدرو "
انتظرت قليلا ثم فتحت الباب بقدر ضئيل حتي يتثني لها التأكد من هوية الشخص الواقف علي بابها .
و علي بابها كان يقف رجلا فارع الطول ذو جسد رياضي مغلف بحلة رسمية انيقة ... من يراه لا يعطيه اكثر من خمسين عاما و ذلك سيكون اجحافا في حقه فلا شيء يدل علي تقدمه في العمر سوي الشيب الذي خط جانبي رأسه علي استحياء ... و تلك الشعرات البيضاء لم تنتقص من وسامته بل العكس اضفت عليها هيبة .
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...