Ch. 18

2K 140 93
                                    

ربما استطاعت ان تخدع سانتياغو بادعائها المرض و لكنها لم تستطع ان تحجب ذاك الخوف الذي تسلل الي قلبها رغما عنها ... لقد تورطت في لعبة اكبر منها و حياتها اصبحت مهددة .

و ان كان سانتياغو صدق كلامها و أمن ببراءتها بل و ساندها رغم عدم معرفته بأبعاد قصتها الكاملة الا انه لن يصمد في مواجهة شخص بنفوذ ماريوس و عائلته .

هي تخاف عليه اكثر ... لا تريد ان تتخيل ان يأتي اليوم الذي تفقده فيه كما كادت ان تفعل سابقا .

تململت في فراشها بتعب... ليس جسديا كما ادعت ... بل ما يؤلمها هو قلبها و زحمة الافكار داخل رأسها ... و قد عجزت عن النوم بعدما اوصلها سانتياغو لمنزلهما حتي تحصل علي قدرا من الراحة و لكن كيف لها ان ترتاح و تلك الافكار تأبي مغادرتها .

منذ ان علمت بخبر استيقاظ بيدرو و احداث تلك الليلة لا تفارق مخيلتها .

قبل خمسة عشر شهرا...

عادت بذكرياتها لهذه الليلة قبل عدة اشهر حيث كانت تجلس علي السرير الوثير الذي يتوسط غرفتها في احدي الفنادق الفخمة .

نظرت في ارجاء الغرفة الانيقة التي حجزها بيدرو لها الي حين زوال خطر عثور هيرنانديز عليها .

كان و القلق و الخوف يمزقانها ... لم يكن من المفترض ان تشعر بهكذا شعور و لكن فكرة انها تركت سانتياغو خلفها و ما يمكن ان يفعله به هيرنانديز حينما يعلم بهروبها ذلك وحده كان يعصف بها .

هبت من مكانها بتوتر و راحت تقطع الغرفة ذهابا و ايابا و الرجفة تسيطر علي اطرافها .

سمعت طرقا خفيفا علي باب غرفتها فانتفضت بذعر و تسمرت مكانها بخوف.

الا ان طرقة اخري جعلتها تتحرك من مكانها و هي تسمع طنين ضربات قلبها المتسارعة يدوي داخل اذنيها ... اقتربت من الباب و وقفت خلفه بتوجس و قربت اذنها منه لتستشعر اي حركة خارجا .

ازدردت ريقها بصعوبة و هي تسأل بصوت مرتجف :

" من؟!"

اتاها الرد سريعا من شخص يتحدث بثقة و ثبات قائلا :

" افتحي خوانيتا .. انا بيدرو "

انتظرت قليلا ثم فتحت الباب بقدر ضئيل حتي يتثني لها التأكد من هوية الشخص الواقف علي بابها .

و علي بابها كان يقف رجلا فارع الطول ذو جسد رياضي مغلف بحلة رسمية انيقة ... من يراه لا يعطيه اكثر من خمسين عاما و ذلك سيكون اجحافا في حقه فلا شيء يدل علي تقدمه في العمر سوي الشيب الذي خط جانبي رأسه علي استحياء ... و تلك الشعرات البيضاء لم تنتقص من وسامته بل العكس اضفت عليها هيبة .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن