**************
عاود تعبيره عن امتنانه بابتسامة صادقة هذه المرة و هو يقول :
" إياك أن تفكري أن زيارتك تضايقني .. بل هي ما يحسن يومي .. و لكن .."
بتر جملته و كم كانت متخوفة مما يعقب هذه ال " لكن" التي قالها بتردد .
" و لكن ماذا؟! "
سألته بتوجس .. فنكس رأسه لاسفل قائلا :
" لقد ارتكبت خطأ فادح"
" رباه ... ماذا فعلت ناتشو؟ "
مع جملتها انتبهت لتعابير وجهه التي جسدت عذاباته و نطقت بالصراع الدائر داخله ... حينها فقط تأكدت أن امر جلل حدث معه بالفعل و ليس مجرد ضيق مصدره الارهاق كما ظنت .
قال هو بعد تردد و صمت طويل :
" اميريتا كانت هنا منذ قليل .."
قال ذلك فقط و صمت.. فعادت تسأله بفضول يغلفه القلق و التلهف :
" و ماذا حدث؟ .. هل تشاجرتما سويا ؟ .. هل هي بخير ؟ "
نفي بايماءة عصبية .. مردفا بجمود :
" كلا.. و لكنني اخبرتها بكل شيء "
عقدت حاجبيها بعدم فهم و قد خانتها قدرتها علي تخمين ما حدث ... فعادت لتتسائل :
" ماذا تقصد ؟ "
عيناه الشاردتان بحزن زادت جنونها و قد توقدت شرارة فضولها لتبلغ اوجها ... فسارعت بإخراجه من العالم الذي غاب فيه مرة أخرى بشروده بتربيته قوية على كتفه .. قائلة بثبات :
" فلتتوقف عن اثارة خوفي و اخبرني بما حدث معكما "
التقت نظراتهما مليا قبل ان يشيح بنظراته يخفي عنها حيرته .. عيناه الزرقاوتين التمع فيهما بريق احتياج .. هو بالفعل يحتاج لوجودها إلى جواره كما أخبرها منذ قليل ... يحتاج ان يحكي ما يعتمل بصدره لاحدهم .
قطع صمتهما الثقيل قائلا بنبرة عكست مخاوفه :
" كان رد فعل ريتا على ما اخبرتها به عنيفا للغاية .. و أقصى ما اخشاه أن تؤذي نفسها "
ما قاله لم يشبع فضولها بل زاد من توهجه إلى جانب رغبة مستميته لمعرفه عما يتحدث عنه حتى و إن ارغمته علي قول كل شيء بالاكراه .
و قد استطاع هو قراءة شتى هذه المعاني في حركاتها المتملمة بانتظار المهم الذي سيقوله .
و رغم أن هذا احجم رغبته في المتابعة إلا انه كان بحاجة ليشارك أحدهم العبء الذي يحمله منذ وقت طويل ... لهذا تشجع ليردف قائلا :
" لقد اخبرتها بحقيقة ما حدث معي و شكوكي تجاه عائلة دي كروز.. و ق_ "
سرعان ما قاطعته قائلة :
YOU ARE READING
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...
