و لكن ما اثار رعبها انها شعرت بأحدهم يتتبعها .. و هنا لم يكن عندها سلاح سوي الجري .. فقط اطلقت ساقيها للريح حتي سمعت ضجة السيارات في الشارع الرئيسي .تنهدت براحة حينما خرجت من ذاك الزقاق المظلم الذي كانت تسير فيه و كانت ممتنة ان تلك المنطقة تعج بالكثير من الاشخاص لذا حرصت علي ان تختفي بينهم .
استرقت النظرات لما خلفها لتري ان كان ذاك الشخص يتابعها و لكنها لم تكن متيقنة من شكها .
واصلت تقدمها حتي قادتها قدماها لاخر مكان كانت تعتقد انها قد تذهب اليه يوما .
الملهي الليلي .. كانت تهرب من ذاك المكان سابقا و ها هي تلجأ اليه الان بعدما وجدت نفسها بالقرب منه .. لم تكن واثقة مما يمكن ان يقابلها هناك .
وقفت هناك تراقب المكان ببعض من الدهشة.. فقد تغير كل شيء كليا و ذاك الملهي الليلي لم يعد له وجود حتي الاسم علي الواجهة.. فقد كان مكتوب كلمة واحدة ذكرتها بأول ليلة لها في هذا المكان .
رأت الجمهرة بداخل المقهي من خلال الواجهة الزجاجية فدلفت للداخل ليفاجئها المشهد.
تجمدت مكانها ببعض من الدهشة ثم لاحظت النظرات التي تحولت إليها .
كان اخر شيء توقعت ان تقابله .. كادت ان تفقد وعيها حينما رأت انعكاسها تلك التي تقف بجوار سانتياغو و هو يعلن عن خطبتهما .
الان فقط ادركت لما لم يستطيعوا التفرقة بينهما سابقا فالفارق يبدو طفيفا و من الصعب ملاحظته.
كانت شبيهتها ترتدي فستانا انيقا عانق جسدها بانسيابية و خصلاتها البنية الناعمة تكاد تصل لأخر ظهرها بينما عيناها الخضراوين تألقتا ببريق من السعادة ... بمعني اخر بدت نسخة حية منها علي عكسها هي فكانت تبدو اكثر شحوبا بملابسها المشعثة و خصلاتها السوداء القصيرة و عيناها الغائرتان داخل محجريهما .
صورة جعلتها تشعر بمزيد من الحسرة و الالم ... و لكنها قتلت كل شعور بالضعف تسلل اليها لتتقدم منها تحت نظرات الجميع الذاهلة حتي توقفت امامهما قائلة :
" ليس من الصائب ان تطلب يد فتاة بدون ان تعطيها خاتم خطبة "
بصعوبة استطاع سانتياغو السيطرة علي صدمته ليتمتم بعدم تصديق :
" اميريتا!!! "
اتسعت ابتسامتها اكثر و هي تقترب منه و تلتقط كفه واضعة الخاتم بداخله قائلة :
" اتمني لكما السعادة "
و لم تكتفي بذلك بل اقتربت منه و وقفت علي اطراف اصابعها ثم مدت يدها لتستند علي كتفه رافعة نفسها لتصبح في مواجهة وجهه المتصلب.. لم يكن وجهه فقط... بل كان جسده متخشبا و هو ينظر لها بتوجس خيفة مما ستفعله.
![](https://img.wattpad.com/cover/76788823-288-k973156.jpg)
ESTÁS LEYENDO
تانجو 2
Acciónصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...