Ch. 28

1.3K 111 28
                                    


و لكن ما اثار رعبها انها شعرت بأحدهم يتتبعها .. و هنا لم يكن عندها سلاح سوي الجري .. فقط اطلقت ساقيها للريح حتي سمعت ضجة السيارات في الشارع الرئيسي .

تنهدت براحة حينما خرجت من ذاك الزقاق المظلم الذي كانت تسير فيه و كانت ممتنة ان تلك المنطقة تعج بالكثير من الاشخاص لذا حرصت علي ان تختفي بينهم .

استرقت النظرات لما خلفها لتري ان كان ذاك الشخص يتابعها و لكنها لم تكن متيقنة من شكها .

واصلت تقدمها حتي قادتها قدماها لاخر مكان كانت تعتقد انها قد تذهب اليه يوما .

الملهي الليلي .. كانت تهرب من ذاك المكان سابقا و ها هي تلجأ اليه الان بعدما وجدت نفسها بالقرب منه .. لم تكن واثقة مما يمكن ان يقابلها هناك .

وقفت هناك تراقب المكان ببعض من الدهشة.. فقد تغير كل شيء كليا و ذاك الملهي الليلي لم يعد له وجود حتي الاسم علي الواجهة.. فقد كان مكتوب كلمة واحدة ذكرتها بأول ليلة لها في هذا المكان .

رأت الجمهرة بداخل المقهي من خلال الواجهة الزجاجية فدلفت للداخل ليفاجئها المشهد.

تجمدت مكانها ببعض من الدهشة ثم لاحظت النظرات التي تحولت إليها .

كان اخر شيء توقعت ان تقابله .. كادت ان تفقد وعيها حينما رأت انعكاسها تلك التي تقف بجوار سانتياغو و هو يعلن عن خطبتهما .

الان فقط ادركت لما لم يستطيعوا التفرقة بينهما سابقا فالفارق يبدو طفيفا و من الصعب ملاحظته.

كانت شبيهتها ترتدي فستانا انيقا عانق جسدها بانسيابية و خصلاتها البنية الناعمة تكاد تصل لأخر ظهرها بينما عيناها الخضراوين تألقتا ببريق من السعادة ... بمعني اخر بدت نسخة حية منها علي عكسها هي فكانت تبدو اكثر شحوبا بملابسها المشعثة و خصلاتها السوداء القصيرة و عيناها الغائرتان داخل محجريهما .

صورة جعلتها تشعر بمزيد من الحسرة و الالم ... و لكنها قتلت كل شعور بالضعف تسلل اليها لتتقدم منها تحت نظرات الجميع الذاهلة حتي توقفت امامهما قائلة :

" ليس من الصائب ان تطلب يد فتاة بدون ان تعطيها خاتم خطبة "

بصعوبة استطاع سانتياغو السيطرة علي صدمته ليتمتم بعدم تصديق :

" اميريتا!!! "

اتسعت ابتسامتها اكثر و هي تقترب منه و تلتقط كفه واضعة الخاتم بداخله قائلة :

" اتمني لكما السعادة "

و لم تكتفي بذلك بل اقتربت منه و وقفت علي اطراف اصابعها ثم مدت يدها لتستند علي كتفه رافعة نفسها لتصبح في مواجهة وجهه المتصلب.. لم يكن وجهه فقط... بل كان جسده متخشبا و هو ينظر لها بتوجس خيفة مما ستفعله.

تانجو 2 Donde viven las historias. Descúbrelo ahora