بعدما انتهى ذلك النهار الطويل الذي كاد أن يفقد عقله خلاله بسبب الكارثة التي سقطت علي رأسه .. لم يكن أمامه سوى الذهاب لمنزله يلتمس بعضا من الراحة.
كان يمضي لياليه الأخيرة في عمله نائما على كرسي مكتبه في وضع غير مريح و ها هي أخيراً فرصة لقليل من الراحة .
سار اليخاندرو بخطوات مرهقة إلى داخل مطبخه الصغير باحثا عن شيء ليتناوله ... و لكنه تذكر أنه لا يحتوي علي شيء يذكر بسبب انشغاله الدائم و عدم توافر وقتا كافيا للخروج و شراء احتياجات مطبخه .
غير مساره بخيبة متجها لغرفة نومه ... حيث ارتمى على فراشه بعدما تخلص من حذائه بصعوبة .
أغمض عينيه بإرهاق و هو يحاول وأد الأفكار التي تتلاطم في رأسه ... و لكنه كان عاجزا عن ذلك بسبب أفكاره عن القضية التي بدأت تتشعب و تتسع لدرجة أكبر مما تخيل .
و فجأة قفزت صورة تلك الشقراء الثائرة لمخيلته لتزيد تلاحق الأفكار على رأسه مما جعله يفتح عيناه و كأنه يهرب من صورتها ... ليتمتم بحنق قائلا :
" ذلك ما كان ينقصني ... المزيد من الكوارث "
نعم ... هي كارثة و حطت على رأسه ... فبعدما انصرفت من موقع الجريمة ذهبت إلى مديره رأسا ... و اشتكته له ... و لم تكتفي بذلك بل ذهب بها الأمر للمطالبة باستبعاده عن القضية ... متذرعة بتقصيره في حماية الشاهد الذي فقد حياته بسبب ما يملكه من معلومات .
تساءل كثيرا ما سبب ذلك العداء الذي تقابله به في حين أنه لم يعرفها الا منذ ساعات .
شعر بتصلب جسده لتذكرها فقط فنهض بحدة من فراشه و هو يدور في ارجاء غرفته مفكرا في حل لتلك المشاكل المتعاقبة ... فما حدث لذاك الشاهد لم يكن ضمن مخططاته و خاصة انه كان قريبا من تسليمه دليل مهم .
هداه عقله لحل واحد فقط لا غير ... ان يعود لمنزل ذاك الرجل عله يجد اي شئ اسقطه من حساباته سابقا ... فلابد انه سيجد و لو طرف خيط .
لذا عمد لتنفيذ فكرته فورا و هو يخرج من منزله مسرعا .
استغرقه الوصول لذاك المنزل بعضا من الوقت نظرا لكونه منعزل بعض الشئ .... و لكنه كان ممتنا لانه لم يجد به اي حراسة من الشرطة المحلية بعدما انتهوا من رفع الادلة المحتملة ... و قد احاطوا المنزل بحاجز من الاشرطة مع امر قضائي يمنع الاقتراب من المنزل .
تخطي احدي الحواجز مقتربا من الباب الامامي للمنزل الغارق في الظلام محاولا الدخول ... و لكن لفت نظره احدي النوافذ المفتوحة التي تطايرت منها الستائر خارجا .
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...