" يا إلهي .. هل هذا العالم ما زال يحتوي على من هم مثلك "
كان هذا الهتاف صادر عن الفتاة التي تشارك خوانيتا زنزانتها حينما استفاقت لتجد سانتياغو في زنزانته المقابلة لهما .
هتافها اخرجه من حالة التأمل الصامت لخوانيتا النائمة ... فأشار لها ان تخفض صوتها حتي لا توقظها .
كانت قد شهدت وعده للأخيرة بالعودة حينما انفجرت في موجة من البكاء بعدما انتهي موعد الزيارة حيث قال لها بالحرف الواحد :
" أعدك أن أعود حتى لو اضطررت لقتل أحدهم "
أشفقت كثيرا عليهما و خاصة خوانيتا فظلت إلى جوارها تواسيها حتي نامت لشدة تعبها بهذا الوضع المؤلم .
تنهدت الفتاة بحالمية و هي تقترب من القضبان لتتابع حديثها بهمس :
" لقد عدت حقا كما وعدتها بالأمس ... يا للرومانسية ... بالطبع لم تستطع الإبتعاد عنها لليلة واحدة "
أصاب حديث الفتاه جانبا من الحقيقة .. فهو بالفعل لم يستطيع الإبتعاد عنها و خاصة في تلك الليلة .
ليس في الليلة الأولى بعدما اصبحت زوجته ... ليس بعد ما قدمه لها من وعود كان أبسطها أن يهديها شعور بالأمان لطالما افتقدته .
كان وجوده في الخارج منطقيا أكثر حيث يستطيع أن يكون ذو جدوى لها .. و لكن ذلك كان مستحيلا بعدما فقد عقله قدرته على التفكير المنطقي .
و كان خوفه الأعظم حينها أن يؤذيها أحدهم و هي بالداخل .. لذا فضل ان يضعها نصب عيناه و بعد ذلك لا يهم أي شيء اخر .
زفر بتعب و هو يفكر في حل لورطتهما .. حينما تابعت الفتاه ثرثرتها :
" و لكن ما الذي فعلته لتعود ؟ .. هل قتلت احدهم حقا ؟ "
" لا .. فقط ضربت شخص ما "
قال ذلك مع ابتسامة واسعة و هو يتذكر ما حدث بينه و بين ماريوس في الليلة السابقة .
لا ينكر أنه كان مندهشا لما بدر منه و لكنه ضحك بشدة حينما تذكر أنه بما طلبه من ماريوس حقق له أمنية قديمة بأن يراه خلف القضبان .
" أتمنى يوما أن أجد اميري الوسيم و أعيش قصتي الخيالية مثلكما "
قالت الفتاة بحالمية .. ثم ما لبثت ان عبست و هي تتابع بضيق :
" هذا إن أخرجني والدي من هنا .. لقد رفض دفع كفالتي عقابا لما فعلته "
استرسلت الفتاة في ثرثرتها و احلامها الرومانسية جاعلة سانتياغو يضحك بشدة .. فحتى يصلا لهذه النقطة من حياتهما عانى كلاهما الكثير .. و الآن هذه الحمقاء الصغيرة تحسدهما على الوضع المزري الذي يعيشانه .
هما عاجزين عن فعل أي شيء إلا الانتظار حتى يأتي من يساعدهما .
بعد وقت قصير حضر شرطي و فتح زنزانة خوانيتا التي استيقظت مذعورة بسبب الصرير الصادر عن الباب الحديدي .. بينما سانتياغو تنبهت كل حواسه في انتظار من سيحدث .
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...