Ch.56

1.3K 96 52
                                    

" يا إلهي .. هل هذا العالم ما زال يحتوي على من هم مثلك "

كان هذا الهتاف صادر عن الفتاة التي تشارك خوانيتا زنزانتها حينما استفاقت لتجد سانتياغو في زنزانته المقابلة لهما .

هتافها اخرجه من حالة التأمل الصامت لخوانيتا النائمة ... فأشار لها ان تخفض صوتها حتي لا توقظها .

كانت قد شهدت وعده للأخيرة بالعودة حينما انفجرت في موجة من البكاء بعدما انتهي موعد الزيارة حيث قال لها بالحرف الواحد :

" أعدك أن أعود حتى لو اضطررت لقتل أحدهم "

أشفقت كثيرا عليهما و خاصة خوانيتا فظلت إلى جوارها تواسيها حتي نامت لشدة تعبها بهذا الوضع المؤلم .

تنهدت الفتاة بحالمية و هي تقترب من القضبان لتتابع حديثها بهمس :

" لقد عدت حقا كما وعدتها بالأمس ... يا للرومانسية ... بالطبع لم تستطع الإبتعاد عنها لليلة واحدة "

أصاب حديث الفتاه جانبا من الحقيقة .. فهو بالفعل لم يستطيع الإبتعاد عنها و خاصة في تلك الليلة .

ليس في الليلة الأولى بعدما اصبحت زوجته ... ليس بعد ما قدمه لها من وعود كان أبسطها أن يهديها شعور بالأمان لطالما افتقدته .

كان وجوده في الخارج منطقيا أكثر حيث يستطيع أن يكون ذو جدوى لها .. و لكن ذلك كان مستحيلا بعدما فقد عقله قدرته على التفكير المنطقي .

و كان خوفه الأعظم حينها أن يؤذيها أحدهم و هي بالداخل .. لذا فضل ان يضعها نصب عيناه و بعد ذلك لا يهم أي شيء اخر .

زفر بتعب و هو يفكر في حل لورطتهما .. حينما تابعت الفتاه ثرثرتها :

" و لكن ما الذي فعلته لتعود ؟ .. هل قتلت احدهم حقا ؟ "

" لا .. فقط ضربت شخص ما "

قال ذلك مع ابتسامة واسعة و هو يتذكر ما حدث بينه و بين ماريوس في الليلة السابقة .

لا ينكر أنه كان مندهشا لما بدر منه و لكنه ضحك بشدة حينما تذكر أنه بما طلبه من ماريوس حقق له أمنية قديمة بأن يراه خلف القضبان .

" أتمنى يوما أن أجد اميري الوسيم و أعيش قصتي الخيالية مثلكما "

قالت الفتاة بحالمية .. ثم ما لبثت ان عبست و هي تتابع بضيق :

" هذا إن أخرجني والدي من هنا .. لقد رفض دفع كفالتي عقابا لما فعلته "

استرسلت الفتاة في ثرثرتها و احلامها الرومانسية جاعلة سانتياغو يضحك بشدة .. فحتى يصلا لهذه النقطة من حياتهما عانى كلاهما الكثير .. و الآن هذه الحمقاء الصغيرة تحسدهما على الوضع المزري الذي يعيشانه .

هما عاجزين عن فعل أي شيء إلا الانتظار حتى يأتي من يساعدهما .

بعد وقت قصير حضر شرطي و فتح زنزانة خوانيتا التي استيقظت مذعورة بسبب الصرير الصادر عن الباب الحديدي .. بينما سانتياغو تنبهت كل حواسه في انتظار من سيحدث .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن