زفر بيدرو بتوتر و هو يفكر في طريقة تمكنه من تجريدها من السكين الذي تحمله قبل ان تؤذي نفسها فقد بدا كما لو انها تعاني من حالة شبه هستيرية و قد اوشك جسدها المرهق على الإنهيار و لكنها تماسكت بصعوبة يدفعها غضبها نحو التشبث اكثر بذاك السكين و قد بدت على أتم استعداد أن تغرسه في قلبه ان حاول الاقتراب منها .تجاهل كل مخاوفه و في لحظة واحدة كان قد اندفع نحوها محاولا تجريدها من السكين .
حاول تثبيت جسدها الذي يتخبط بين ذراعيه بجنون و لكنه عجز ان يفعل ذلك بيد واحدة في حين كانت يده الأخرى تضغط علي على راحتها المتشبثة بالسكين .
خوف يصل حد الرعب تملكها و هو يحيطها بذراعيه و نظراته القوية في آن واحد ... زادت محاولات تخلصها منه بلا جدوى و لا يتردد على لسانها سوي جملة واحدة :
" اتركني أيها اللعين .. سأقتلك "
صاحبت جملتها بمحاولة أخرى غير ناجحة لطعنه بالسكين .. بدت معركة غير متكافئة الأطراف بين العجوز بقوته الكامنة تحت غطاء زائف من الشيب و بينها هي التي اوشكت على الانهيار في أي لحظة .
قاطع معركتهما القائمة دخول أحدهم من الباب .. و الذي لم يكن إلا ماريوس الذي عاد توا .
**************
طوال الطريق حتى منزله و القلق يسيطر عليه بشدة ... فعدم قدرته على الوصول إلى والده او أي من العاملين بالقصر جعله يكاد يفقد صوابه .
كان يحاول أن يتجاهل الشعور الذي انتابه فجأة بأن أمرا سيئا قد حدث ... هذا الشعور تركه مع قلب منقبض بشدة .
و لم يكد يصل للقصر حتى تأكد له صحة مخاوفه حين رأى حالة الاستنفار التي تعلو وجوه الجميع و النظرات التي خصوه بها بمجرد أن رأوه .
قبل ان يتمكن من السؤال عما يحدث جاءته الإجابة في صورة مشادة كلامية بنبرة صارخة يعرف صاحبتها جيدا .
هرع إلى مصدر الصوت مقتحما المكتب الذي تسوده فوضي عارمة و قد تناثرت الاغراض في كل اتجاه ليصدمه المشهد أمامه .. والده يقيد حركة زوجته بذراعيه بينما هي تمسك سكين كبير تهدده به و لا يتردد على لسانها سوى جملة واحدة :
" اتركني ايها اللعين .. ساقتلك "
تخطى صدمته سريعا و دلف إلى الداخل ... و كان رد فعل كلاهما هو التجمد و خاصة اميريتا التي سكنت حركتها فجأة و هي تنظر إليه بأعين متسعة و كأنها لا تصدق أنه موجود امامها .
و للحظة تشتت انتباه بيدرو عن السكين الذي تمسكه اميريتا حينما استدارت لتواجه ماريوس ... حركتها المفاجئة هذه جعلت السكين يخدش راحته مسببا له جرح ليس بصغير .
صيحة بيدرو المتألمة جعلها تعود لأرض الواقع و حين رأت الدماء الغزيرة التي اندفعت من جرحه تركت السكين بخوف ليتهاوي أرضا .. ثم هرعت إلى حيث يقف ماريوس بتصلب و كأنها تحتمي به و نظراتها تعكس مزيد من رعبها و تخبطها .
![](https://img.wattpad.com/cover/76788823-288-k973156.jpg)
KAMU SEDANG MEMBACA
تانجو 2
Aksiصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...