" لننفصل سانتياغو "لننفصل!!! هل ضرب الجنون عقلها الصغير؟ ... رباه كم يود في تلك اللحظة ان يطبق علي عنقها ليجعلها تفهم مدي حماقة و جنون ما تفوهت به... بل هي تعاني من
اقصي درجات الجنون تطرفا .ينفصلا!! ... هل خانته اذناه ام ان ما سمعه حقيقي؟... ردد السؤال علي مسامعها بخفوت تعلم جيدا انه يناقض ما يتأجج بداخله :
" ننفصل!!! ... هل ما سمعته صحيح؟ "
لم تستطع ان تتفوه بأي كلمة لتنفي او حتي لتؤكد رغبتها ... لم تكن لها القدرة علي تكرار تلك الكلمة فهي تتألم اكثر منه بدرجات ليس فقط بسبب حبها له بل لشعورها بالتيه و الحيرة و رغبتها القوية في حمايته من الجنون الذي يهدد علاقتهما اذا عرف بما تخفيه .
و علي النقيض من ذلك كان شعورها بالخذلان بعد ما تفوه به قويا رغبت ان تجلده بتلك الكلمات حتي يكف عن اتهامها كما ان ما فعله لاثارة غيرتها اكد لها علي صحة ما قاله اليخاندرو فهي لن تنتظر حتي يتخطاها سانتياغو لمرحلة اخري من حياته .. بل ارادت ان تضع حدا لذلك و حتي ان تطلب منها الامر ان تحارب نفسها ستفعل.
عاد يتسائل بنبرة تأججت غضبا و ضيقا و الما بسبب صمتها :
" بعد كل ما مررنا به ؟.. هل انتِ جادة؟ "
بالفعل هل هي جادة ام انها تقول ذلك بدافع الغيرة و الغضب؟ .
الغبية لا تعرف ما تعنيه و هو اكثر غباءا و حماقة و كاد ان ينسي كل ما بينهما بسبب شيطان لعين يعبث بعقله و هاجسه الذي بات يخافه اكثر من الموت.. هروبها .
و كأنها حينما تحدثت عن الفراق حشدت جميع قواه المعارضة التي تطالبه بالتشبث بها ايا كان الثمن ... فما بينهما يستحق ... حبه لها و ازلية علاقتهما تستحق.
قد لا يتذكر متي شعر بحبه لها ينمو بداخله و لكنه كان علي ثقة منذ ان رأي تلك الصغيرة ذات الفستان المنفوش التي تشبه فراشة وردية الاجنحة انها لن تكون مجرد شخص عابر في حياته ... ذاك المراهق ذو الخمسة عشر عاما و الذي لا يفقه شيء عما يسمي حبا نمت لديه رغبة في الحماية نحو احدهم.. و ذاك الاحدهم لم يكن الا هي.. تولدت لديه امنية سرية بالانتماء لعالمها... و كانت المرة الاولي التي يتمني فيها شيئا بعيد عن عالمه هو و اخته فقط ود ان يضمها لعائلتهما الصغيرة .
و الان بعد ما يزيد عن عشرة سنوات.. بل اكثر.. ليس بعدد السنوات فقط بل بما مرا به و ما عاشاه تريد هي الانفصال.
كانت تلك السنوات هي حياة كاملة بالنسبة له خرج كل منهما خلالها من نفق مظلم الي رحابة النور و ما ساعدهما هو عشق كل منهما للأخر و بعد كل ذلك تتحدث عن انفصال!... اي انفصال هذا فهما بمثابة جسد و روح يصعب فصلهما .
اقترب منها حد الخطر و لهيب عينيه يكاد يحرق روحها ليقول من بين اسنانه ضاغطا علي كل حرف :
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...