الفصل 13

7 1 0
                                    

عند عودة أميم للمنزل وجد والداه منهمكين في إصلاح الخزانة ، فدخل عليهما مبتسمآ وكأنما ولد من جديد ، حين رأته أمه شعرت ببهجة كبيرة لأن إبنها أخيرآ بدأ يهدم قلعة الحزن التي بناها حول نفسه .
أميم : مرحبآ لقد عدت
الأم (مبتسمة) اهلان وسهلا يا عزيزي هل ترغب في تناول العشاء ؟
أميم : لا شكرآ لقد أكلنا كثيرا اليوم
الاب : يبدو أن يومك كان ممتعآ ، ما رأيك أن تجلس وتخبرنا عنه ؟
أميم :حسنآ ضعا ما في يديكما جانبآ ولنتحدث .
جلست الأسرة الصغيرة أمام بهضا بعض ثم حكا أميم بشغف عن يومه الجميل لأبويه ، كان يدحك مستمتعآ بالحديث إلى أن تكلم والده قائلا ( وما أخبار نرجس هل إنتهت علاقتكما بهذه البساطة ، فقد إلتقيت بوالدها وحين سألته أخبرني أن إبنته على علاقة بصديقك أسامة والحقيقة أن ليو لم يكذب فيما قاله فقد كان تحريضها لي بعد خيانتها القاسية )
فجأة تحولت ملامح أميم للحزن ثم قال
أميم : انا لا أعرف نرجس هذه ولا أسامة الذي تتحدث عنه يا أبي سوف أذهب للنوم الأن وداعآ
الأم : حسنآ يابني إذهب
صعد أميم إلى غرفته فحدثت الأم زوجها قائلتآ
الام : ربما ما كان عليك ذكر ذالك الموضوع اماه فأخيرآ تناسى قليلا
الأب : الحب مثل الحسد نار تأكل صاحبها ، فمن أحب قد ألقى بنفسه في هاوية إما أن يكون قعرها نهرآ يسبح فيه أو واد قاحل يقتله
الأم : كلام جميل يا شاعر الغزل وأنت أين وقعت ؟
الأب : وقعت في نهر من العسل لا يفسد ولا يضيع ، حلاوته لا تنفك تزداد مع الوقت .
إحمر وجه الأم خجلا فقالت
الأم : هيا لنواصل عملنا يا نحلتي الكبيرة
الأب وهو يدحك : حسنآ يا عزيزتي
دخل أميم غرفته ، رمى جسده على السرير وأخذ يفكر في كل أيامه الجميلة مع نرجس وكيف تخلت عنه ببساطة ، كان قلبه لا يزال يفيض بحبها رغم كل شيئ ، فلا قلب يكره من أحب بصدق ، لاقلب ينسى من حن عليه في أقسى الأوقات . لم يدم تفكيره طويلا حتى حمل هاتفه ، فكر قليلا ثم أرسل إليها رسالة قائلا ( مرحبآ نرجس أريد الحديث معكي لأخر مرة إذا كان ممكنآ ) ، إنتضر بعدها لسبع دقائق عدها بالثانية حين وصله الرد الصاعق في رسالة تبعها حضر ( ليس لدي شيأ أقوله لك ربما كنت محقة في النهاية انت مجرد مجرم )
حين قرأ اميم ما وصله ، شعر أن قلبه أنتزع من صدره ، لم يتدارك نفسه الى وهو في الطريق الى منزل نرجس .
وصل ثم طرق الباب لتفتح له أخت نرجس الكبرى فكلمها
أميم : مرحبآ هناء هل نرجس بالبيت
هناء : لا لقد خرجت للحديقة قبل قليل برفقة أسامة
حين سمع ليو ذالك الكلام زاد ألمه أكثر فأكثر ثم إستأذن من هناء لينطلق نحو الحديقة ، في طريقه كان يفكر ، لم تذكر هناء شيأ عن تعرض أسامة للضرب وكذالك الخبر لم يصل لوالداه ، ربنا هذه فرصة ؟ ربما نرجس ماتزال تحبه ؟ ربما أخفت الامر لانها شعرت بالذنب ولا تريد إفتعال مزيد من المشاكل لأميم فسار وسار حتى وصل الحديقة ، حين لمح من البعيد نرجس جالسة وحدها في زاوية ، يبدو أن أسامة ذهب لإحضار شيئ ما من المقهى لكي يشرباه فذهب نحو نرجس حتى وقف أمامها ليكلمها
أميم : لماذى لم قمتي بحضري ؟
نرجس : عفوا  عن اي حضر تتحدث ؟ هل أعرفك ؟
أميم : لا أنا فقط ذالك المعتوه الذي كان مرتبطآ بكي لأربع سنوات
نرجس : نعم كان والأن إرحل من هنا حبيبي سوف يعود قريبآ لا أريد أن يراني معك
أميم : لماذى لم تخبري أحدآ عن تعرض أسامة للضرب ؟ هل تشعرين بالذنب لانكي اذيتني ؟
نرجس : عن أي ذنب تتحدث ؟ أنا لم أرد أن أضهر أسامة بمنضر الضعيف فحسب والأن إرحل يا احمق ، أليس عندك كرامة ؟
أميم : انتي أخر شخص قد يتكلم عنها فأنا فهمت أن سبب صمتك هو إعجابكي بليو ، حسنآ أبشرك هو لن ينضر لعاه*رة مثلك كل ما يهمها المضاهر وداعآ
لم ترد نرجس عليه بل بقيت مصدومة في مكانها حتى رحل ، بعد قليل وصل أسامة ومعه كوبان من العصير ليجدها سارحة تفكر
أسامة : مابك يا عزيزتي هل أنتي على ما يرام
نرجس : نعم أنا بخير لا شيئ
جلس الإثنان يشربان العصير وفي تلك الأثناء كان أميم في طريقه الى بيت ليو فلم يعرف ملجأ يقصده سواه ، حين وصل أدخله الحارس دون أسئلة لأنه الأن صديق سيده
دخل أميم على ليو المتكأ في منتصف المنزل على ضهر أشا فوق أريكة كبيرة ، يحمل كتابآ بين يديه
أميم : مرحبآ ليو
ليو : اهلان وسهلا مالأمر ؟ضننتك ستكون متعبآ من اليوم الشاق !
أميم : بلا لاكن هناك أمر أريد أن أناقشه معك
ليو :حسنآ إقترب
تقدم أميم وجلس أمام ليو ثم سأله
أميم : مارأيك بالحب ؟
ليو : ماذى تقصد ؟
أميم :أريد أن أعرف تصورك عن الحب بشكل عام
ليو : هل للأمر علاقة بحبيبتك السابقة ؟ إشتقت إليها اليس كذالك ؟
أميم : هلا تجيبني من فضلك؟
ليو : حسنآ لا داعي للغضب
أميم : تكلم إذن
ليو : الحب هو مجموعة من الأنماط المختلفة ، له عدة أشكال قد يكون حب أخوة أو عشق أو حب أبوة وأيضآ ولع بالأشياء والكثير والكثير...، إنه بالفعل أسوأ شعور لأن كل ماذكرته أمور مؤقتة نربط سعادتنا بها وبفعلتنا هذه نكون قد حكمنا عليها بالإعدام ، فخطوط الحب تتوازى في أمور كثيرة لاكنها تتقاطع في نقطة واحدة تلك النقطة هي الألم فما من حب سوى والألم في ضهره
أميم : وهل تعرف كيفية التخلص من ذالك الألم ؟
ليو : الأمر كله له علاقة بالإرادة فلو أردت إزالته منك سوف تفعل ، كل ما عليك فعله سوى تقبل فكرة أنك لن تعود لما أو من تحب ، بعدها سوف تبدأ تدريجيآ بالنسيان ، لاكن حذاري أن تعود الى ما يؤذيك مهزومآ بالعاطفة
أميم : حسنآ ليو أسف على تضييع وقتك سوف أذهب الان هل نلتقي غدا ؟
ليو : حسنآ فل يكن إتصل بي في تمام الرابعة
أميم : حسنآ وداعآ
ليو : الى اللقاء
عندما كان أميم مغادرآ ناداه ليو من الخلف ثم قال
ليو : أميم ، أمر أخير
أميم ( دون أن يستدير) :ماذا ؟
ليو : أنت لم تضيع وقتي ولا تدع العاطفة تهزمك.
إبتسم أميم لأنه شعر بأن ليو يفهمه بسرعة ثم ذهب في سبيله دون أن يستدير
حين خرج أميم دخلت إيدا على ليو مسرعة ونضرات القلق في وجهها
إيدا : سيدي هناك خطر يقترب
ليو : ماذى  ؟
أيدا : إشارة حياتية قوية لابد أنه مقاتل وليس وحشآ
ليو : هانحن ذا وأخيرآ بدأ الوضع يصبح مثيرآ هيا بنا يا أشا
وقفت أشا مستعدة ، نطقت إيدا بكلمات غريبة حين سمعها ليو إحمرت عيناه ،ثم قال ( لقد وصلني التحديد )
خرج بعدها بسرعة خارقة يجري هو وأشا باتجاه واحد حتى كسرا جدار البعد الثاني ......

ثلاثة ألاف عام من العذاب Where stories live. Discover now