الفصل 27

10 1 0
                                    

عاد ليو مع أميم إلى مدينتهم أما نرجس وأسامة فقد إفترقا ليذهب كل واحد منهم مع مدربه ، كان وداعهما مؤثرآ لاكن اتفقا على الإلتقاء مجددآ بعد انتهاء التدريب.
حين وصل الشابان وجدا والدي أميم ينتضرانه على أحر من الجمر بالمطار ، عانقهما بقوة وشوق مدمر .
الأم : لقد اشتقت إليك يا عزيز لا أستطيع التعبير عن كم سعادتي لؤريتك
الأب : يكاد صدري ينفجر من السعادة من كان ليصدق أنك نفس الشاب النحيل المدخن ،عضلاتك بارزة وقوامك ممشوق بشكل مذهل
الأم : هل تضن هذا وقت الحديث عن الماضي !؟
الأب : أسف لم أقصد
أميم :لا بأس يا أمي فنكران الماضي لا يمحيه
كان ليو ينضر إليهم من بعيد نضرات عميقة ، يبتسم وحده وكأنه يتذكر شيأ ما ، سار بمخيلته بعيدآ فلم يلاحض انه قد سافر بالتفكير ، استدار أميم ليراه في تلك الحالة .
أميم : ليو ليو يا ليو تعالى الى هنا
ليو : لماذى ؟
أميم : تعالى فحسب
سار ليو حتا وصل إليهم .
أميم : أسف على وقاحتي ولاكن ، هل أنت بخير ؟
ليو : ماذى تقصد ؟
أميم : لقد رأيت حالتك وأنت تنضر إلينا هل تذكرت شيأ ؟
تحولت معالم وجه ليو للغضب ثم قال
ليو : ماذى تقصد بهذا الكلام الفارغ؟ ، لا لا لحضة لاتجب فأنا أعلم ، صدقني الأمر ليس كما تضن لذا إحتفض بشفقتك لنفسك لو سمحت
سار ليو بغضب نحو السيارة تاركآ أميم خلفه والذي جرا خلفه حتا أمسكه من ذراع ، قائلا ( لحضة يا ليو الأمر ليس كما تضن ) ، وهنا كانت الصدمة ، حين دور ليو رأسه لأميم كانت عيونه حمرا مشعة بالغضب الأمر الذي أخاف أميم لاكنه لم يترك يدي ليو
أميم : مابك ؟
ليو : أترك يدي لقد تأخرت
أميم : هلا توصنا معك ؟
ليو : خذ سيارة أجرة فأنا في عجلة من أمري ولا وقت لدي للحضات الحب والإشتياق
أفلت أميم يد لي بحزن ثم عاد لوالديه يجر أذيال الخيبة .
الأب : مابه؟
أميم : لا أعلم
الأم : لابد أن منضرنا ونحن معآ بهذا الشكل قد أعاد إلى مخيلته ذكرات مدفونة
الأب : صحيح لقد أخبرنا قبلا أن أبويه ميتين لاكن ذلك قبل أن نعرف أمر المنضمة ، هل أخبرك كيف حدث ذلك؟
أميم؛ لا يا أبي ولا أريد أن نتكلم معه في هذا الموضوع مجددآ
عاد أسرت أميم إلى بيتهم وأخبرهم عن كل ماحدث بالتفصيل ، شعر الأبوين بإمتنان كبير لليو ، مما جعلهما يأنبان أميم على مافعله وطلبا كنه الذهاب إليه والإعتذار لأنه أثار الحديث عن موضوع حساس .
اتجه أميم نحو بيت ليو بسرعته الجنوجية الجديدة ، فتح له الحارس وفور دخوله فوجئ بمادي تقفز عليه وتلعب معه وهو بدوره يبادلها العناق واللعب ، أما أشا فقد كانت جالست على الأريكة ولم تحرك ساكنآ لرؤيته وكأنها غير مهتمة .
بعد قليل نزل ليو ومعه ايدا والتي رحبت بأميم أشد الترحيب .

أميم: انا هنا للإعتذار يا ليو اسف جدآ عما بدر مني و...
قبل أن يكمل حديثه قاطعه ليو .
ليو : حسنآ انت درامي جدآ الأن وقت الهجوم
أميم : انت لا تتغير كما العادة
ليو : هيا بنا أشا وانت أيضآ يا غبي إعتبر هذه أول مهمة لك
أميم : من الخطر ؟
ليو : ساحرة عجوز من قبيلة الوحوش ارتكزت في أحد كهوف البعد الجانبي ولديها العديد من المخلوقات المخيفة تحت قيادتها ستكون مهمة قاتلة
أميم : على حسب ما قرأت بالكتب فإن الوحوش مرتبون على درجات من القوة والسحرة منهم يعتبرون في المرتبة الثالثة بعد الوزراء والحكام ، ربما على متدرب مثلي أن يواجه وحشآ من فئة الهمج الذين لا يستطيعون التكلم
ليو : هل أنت خائف ؟
أميم : بالطبع لا هيا بنا ، أتوقع أن أشا أيضآ مقاتلة وحوش
ليو : بالطبع فقد تركتها هي ومادي هنا تقتلان مايضهر منها حين أتيت لأخذك
أميم : ألن نأخذ مادي ؟ قوة إضافية ستكون جيدة
ليو : لاداعي فهي ليست ذكية جدآ من الأفضل أن تبقى هنا ، جيد أنها لاتفهم العربية وإلى كانت الان غاضبة مني
أميم : وماتلك اللغة التي تخاطبهما بها ؟
ليو : لغت لايفهمها سوانا أيضآ لا تكثر الأسئلة حول ذئبتي فأنا لا أريد الحديث عن هذا مجددآ مفهوم ؟
أميم : حسنآ فهمت
خرج أميم وأشا وليو يركضون معآ بسرعة البرق ، قال ليو وهما يجريان
ليو : تعرف كيفية اختراق البعد الجانبي صحيح ؟
أميم : بلى لقد قمنا بإختراقه عدة مرات في التدريب . أغمض عينيك وإقرأ تميمة الإختراق وأنت تركض بسرعة جنوجية لاكن كيف ستخترقه أشا دون تميمة ؟
ليو : نعم أحسنت السؤال ، أنا وهي ننتقل بنفس التميمة
أميم : لا أنفك أكتشف يوميآ مذا عمق العلاقة بينكما
ليو : بالطبع إنها أقرب شيئ لقلبي في هذا الوجود والأن أغمض عينيك واقرأ.
وقف الصديقان بعد الإختراق في البعد الجانبي بمناخه الغريب وارضه الجرداء القاحلة .
ليو : اتبعني فأنا أعرف مكان جرح تلك الساقطة
أميم : كيف ذلك ؟
ليو : أمور سوف تتعلمها مع الوقت
ركض أميم وليو حتا توقفا أمام كهف ضخم ، محفور بالأرض لأنه ليست هناك أي تضاريس أخرى بجانبه
أميم : هل سوف ندخل ؟
ليو: بالطبع
أميم : في الحقيقة أنا خائف فهذه أول مهمة لي وها أنا ذا في مواجهة ساحرة
ليو : لماذى هل تخاف الموت ؟
أميم : لا ادري
ليو(بغضب) : أنت جبان حقآ لم أتوقع هذا منك سوف أذهب وحدي ابقا هنا
شعر أميم بالإحراج لأنه قد خيب أمل ليو الذي علق عليه توقعات كبيرة جدآ ثم قال وهو يرتجف
أميم : لا يا ليو سوف أتي
ليو : لا أريد عبأ أخر لأحميه
أميم : سأحاول ألا أكون كذلك
ليو : حسنآ أخرج سيفك ، اتوقع أن الختم بحلقك
أميم : أجل جميعنا نملكه هناك ، لماذى تسأل أليس في حلقك ؟
ليو : لا إنه في حلق أشا
أميم : ماذى كيف هذا ممكن لم أرى متدربآ أو حتى أستاذآ ختمه ليس بحلقه طوال مدة تدريبي
ليو : أنا هو الإستثناء
أميم : أرني ؟
وضع ليو يده في فم أشا وأخرج السيف اللمع باللونين الأزرق والأحمر .فتح أميم فمه من الدهشة ثم قال
أميم : ياله من سيف جميل لا أصدق ما أراه
ليو : أرني سيفك الأن
أميم : ليس بذلك الجمال
ليو : غاية السيف هي القتال ليس لفت الأنضار ، نحن مقاتلون ولسنا عارضي أزياء يا مغفل
أميم : أعتذر عن غبائي حسنآ راقب
وضع أميم يده بفمه وأخرج سيفآ أسود قاتم .
ليو : هذا رائع تملك سيفآ رائعآ
أميم : لقد كان يوم وضع الختم مؤلمآ لحسن حضك أنه في حلق أشا
ليو : هذا رائع أنا أفضل منك
أميم : بعد ستتة أشهر الأولى تم إدخالنا إلى غرف الفحص القذرة وإطعامنا قطع من اللحم النيئ عليها بعض النقوش ، طعمها كان مقرفآ ومالحآ بعض الشيئ لقد ابتلعتها بصعوبة ، بعد ذلك أصبحت كلما وضعت يدي بحلقي يتكون سيف من العدم كلما أخرجته بني جزء جديد منه رأسه بالخارج لاكن بقية أجزاءه تتكون تلقائيآ مع لحضة خروجه ولا أستطيع إغلاق فمي حتى أخرجه كله ، أخبرونا أنه اذا انكسر فسوف يتبخر ، أيضآ لن يتكون مجددآ سوا بعد ساعتين ، والأهم أن قوة السيف تزداد مع قوة صاحبه هذا مايمنحه الصلابة لاكن لم يرد احد علي حينما سألت عن نوع ذلك اللحم
ليو : لأنه لحم بشر
سقط فك أميم السفلي من الصدمة وبدأ يرتجف مكانه ، قال وهو يتصبب عرقآ
أميم : هل تقصد أنني أكلت لحم أناس أنا أنا لا أصدق هذا ، لماذى قد تفعل المنضمة أمرآ شنيعآ كهذا كيف تقتل أناسآ وتستخدم لحمهم
ليو : أميم انا واضح جدآ ولا أكذب في شيأ ، ذلك اللحم هو لأشخاص زهريين كما تسمونهم انتم
أميم : ماذى هل تعني أن حالات اختفاء الناس الزهريين هي بسبب المنضمة ؟
ليو :أجل فطاقتهم الروحية عالية جدآ لذا يتم استعمال لحمهم فهو الوحيد القادر على حمل الوشوم السحرية ونقلها .
أميم : مادامت طاقتهم عالية لماذا لا يجندون ألن يكون هذا أفضل
ليو : نعم لاكن طاقتهم خام غير صالحة للقتال
أميم : لا أفهم ؟
ليو : لن يتمكنو من السيطرة عليها
أميم : لماذى ؟
ليو: لأن هناك شيطان يتملك جسدهم وهو من يحمل تلك الطاقة ، فحين يذبحون يموت الشيطان معهم وتنتشر قوته في أجسادهم
أميم : سمعت من قبل قصصآ عن الشياطين لاكن لم أعلم أنهم حقيقيون ، هل هم أعداء أيضآ ؟
ليو : انهم فقط مخلوقات تعيش في عالم البشر لاكنهم خفيون لايستطيع أحد أن يراهم ، يمتازون بالشر والمكر وخبيثون أيضآ ، لاكن لايمكنهم أذية البشر سوى بعد تملك أجسادهم ، هم يحبون فئة من البشر ويستوطنون أجسامهم لاكن نوعهم المفضل هم الزهريين لذا يقومون بمعاشرتهم من حين لأخر وأذيتهم ، وجعلهم يعيشون في وحدة وانعزال باختصار حياتهم جحيم ولاتوجد طريقة لإخراجهم سوى قتل الحاوية ( الجسد الممتلك ) لذا يقتلون لأجل المنضمة وأيضآ لتخليص أنفسهم
أميم : هذا أمر شنيع مهما كانت الغاية
ليو : انه ضروري لأجل حماية البشرية جمعاء ولاكن هذه القذرة التي هنا حين تستجمع قواها كاملة سوف تقتل البشر كلهم وليس فقط الزهريين.
أميم : طريقة تقبلك للأمر مريبة حقآ
ليو : وهل هناك خيار أخر ؟
أميم : لا أدري
ليو : لا يمككني تغيير شيئ وأنت تعلم جيدآ أن الأسى لا يفعل أيضآ والأن فل نذهب فقد أطلنا الحديث
أميم : حسنآ
وقف الصديقان أمام فوهة الكهف المضلة التي أخرجت ريحآ باردآ قويآ وكأنها تحذرهما من الدخول ، كان ليو يقف ببرود دون ابداء اي رد فعل أو خوف على عكس أميم الخائف من جهة والمرتبك من أخرى بسبب ما سمعه من ليو ، لاكنه حاول أن يبدو طبيعيآ .
أخرج ليو مصباحآ من جيبه ثم أعطاه الأميم
ليو : خذ انر به طريقك
أميم : تقصد طريقنا
ليو : لا انا لا احتاجه فقدرتي البصرية في الضلام جيدة
أميم : هذا يفسر عيون القط التي لديك
ليو : كفا هيآ .........

ثلاثة ألاف عام من العذاب Where stories live. Discover now