الفصل 24

3 1 0
                                    

يتقدم ليو ببطئ نحو مركز المعسكر حيث يقف خمسون مراهقآ ، أغلبهم أكبر منه بسنة على الأقل ، ومن بينهم صديقه الجديد أميم ، لم يره منذ سنة كاملة ، لقد تم منعه لسبب ما من العمل كمدرب داخل المعاهد ، نعم فليس هناك معهد واحد بل الكثير .
دخل ليو ببطئ وحين لمح أميم من بعيد ناداه
ليو : أميم أميم يا أميم
إتستدار أميم نحو مصد الصوت وما إن لمح ليو حتى اتسعت عيناه من شدة الفرح وبدأة تذرف بعض الدموع ، جرا ليو نحوه وتعانق الصديقين وسط دهشة الجميع لما يرون ، فمن غير الإعتيادي لديهم رؤية أستاذ يعامل جنديآ بتلك الطريقة لاسيما من تدربو على يدي أفخاي
ليو : كيف حالك يا مغفل تبدو قويآ ؟
أميم : ربما حين تسمع ما مررت به سوف تشفق علي ، لاكنني لا أستطيع وصف سعادتي برؤيتك يا أخي ، كيف حال إيدا وأشا ومادي الجميلة أيضآ ؟
ليو : الجميع بخير ووالداك متحمسان لرؤيتك
أميم : هل تحدثت إليهما ، ضننتك محرجآ ؟
ليو : لقد قدما إلى بيتي في إحدى الأمسيات ، تكلما معي طويلآ حتى أقنعاني أنني بريئ
أميم : أنت أحمق ، لا يوجد شخص في العالم أشد برائة منك
ليو : شكرآ على كذبتك الجميلة ، لاكن هناك شيأ أجمل منها
أميم : انا لم أكذب ، وماهو هذا الشيئ ؟
ليو : والداك قد كانا يدعوانني أنا وأيدا للعشاء من حين لأخر ،لقد أصبحت أنا وأيدا صديقين للعائلة
أميم : لا يا أحمق أنت جزء منها
ليو : كفانا دراما الأن كيف كان تدريبك
أميم : صدقني كنا نستيقض كل يوم صباحآ قبل طلوع الشمس ، نجري ساعة ثم نقوم بتمارين المرونة لساعتين ، نتناول الفطور ثم نقوم بتمارين القوة لساعتين ونصف ، بعدها نتناول الغداء ونمضي بقية اليوم في تعلم الفنون القتالية وعندما نعود إلى غرفنا توجب علينا قراءة كتب السحر لنتعلم السيطرة على قوانا الداخلية ، هذا قد كان روتيننا لستتة أشهر الأولى
ليو : وماذى عن الستة الأخرى ؟
أميم : تعلمنا فيها المبازة بالسيف
ليو : أنت من وحدو المبارزين إذن
أميم : نعم بقية الوحدات الأخرى يستعملون القبضات الحديدية أو الرماح وغيرها ....
ليو : انا أعرف
أميم : لماذى لست مدربآ هنا أيضآ كنت لتكون أقل عدوانية من المعلم أفخاي
ليو ( وهو مصدوم ) : هل تقصد الرجل الطويل النحيل اصفر البشرة ؟
بالطبع : هل تعرفه لما أنت مصدوم هكذا ؟
ليو : لا لا شيأ لم ينمو إلى علمي أنه درب قبلآ
أميم : إنه وحش كاسر
حكا أميم لليو عن المعاملة القاسية التي عاملهم بها أفخاي من تعذيب وجوع وقسوة
ليو : اللعنة ذلك الوغد
أميم: المهم هل أهبرتك أن أسامة أيضآ جندي ونرجس
ليو : لا داعي لقد عرفت ذلك من تقرير الملتحقين الذي أعطاني إياه مارو
أميم : لقد تصالحنا أنا وهو ونرجس
ليو : وماذى حدث لمسلسلكم الدرامي هل إنتها التصوير
أميم : لا ولاكن إسمع بالأول مت حدث .
مر يوم كامل وأسامة في قفص الجرذان ، أميم يتدرب والقهر باد في عينيه لاكن ما باليد حيلة فلو أخطأ سوف يتبعه أو يموتان فأفخاي لا يتردد في فعل ما يقول .
نادى أفخاي بقوة
أفخاي : أميم الفارس تعالا إلى هنا
سار أميم نحوه حانيآ رأسه
أفخاي : سوف يأتي المعالجون إلى هنا إذهب معهم إلى القبو وأخرجو صديقكم فقد حل المساء وانصر جيدآ الى ما حل به لعلك تفهم الدرس
أميم ( بنبرة خضوع ) : حاضر سيدي
أفخاي : إنتضر هنا قليلا سوف أبعث ميساء وبقية الخدم ليتكلفو بإرسالكم لأماكنكم ، عندما تأتي وتتولى عملها رافق انت باقي الفريق الطبي الذي معها نحو القبو .
وقف أميم مكانه بضع دقائق حتا أتت ليا برفقت الخدم وبدأت بتفريق الشباب وبعث كل واحد منهم رفقة خادم ، فأشارت بيدها لتوأمين شقراواتين يبدوان في بداية الثلاثينات من العمر كانا يقفان خلفها ،ليتجها نحو أميم .
الأولى : مرحبآ أنا نيلا
الثانية : وأنا بيلا رافقنا راجاء
سار أميم رفقة الأختين نحو القبو ، حاولاتا الحديث معه لاكنه كان محطم ومنهارآ لا يرد في داخله خوف عميق وكأنه لا يريد رؤية ما يوجد بالقبو .
فتحت نيلا الباب لاكن الصمت كان يعم المكان قالت بيلا
بيلا : يبدو أن الجرذان قد أكلت حتى الشبع فصوته غير مسموع لابد أنها أكلت حباله الصوتية
وقف أميم يرتجف مكانه رعبآ لم يدخل ليلحق بالتوأم الذي سار حتى وقف على رأس القفص
نيلا : هذا مقرف كيف نخرجه الأن
بيلا : يالكي من غبية يا أختي هذه ليست أول مرة نفعل هدذا
نيلا : تعرفين ان ذاكرتي ضعيفة ولا أتذكر الكثير من الأشياء
بيلا : بل لا تتذكرين شيأن بالأساس ، هيا خذي المفتاح و إفتحي ذللك الجانب من القفص
نيلا : لاكن الجرذان سوف تخرج
بيلا : يا حمقاء إنها ملعونة بشكل يمنعها من خروج القفص كل ما علينا هو أخذ هته الملاقط الكبيرة وإخراج الجسد
حملت كل من نيلا وبيلا ملاقط كبيرة كانت معلقة على جدار بجانبهم ثم سحبتا جسد أسامة لاكنهما لم تبديا أي رد فعل أو تلقيا أي تعليق كأنه أمر إعتيادي لهما
بيلا : تنسين كل شيئ شوى أن تشعري بالرعب من هذا المنضر كل مرة
نيلا : لا أدري لما لانه يبدو طبيعيآ بالنسبة لي
بيلا : يا ولد تعالى إلى هنا هناك أوامر صارمة بأن تنضر إليه
أميم ( وهو مرتبك ) لا لا أريد ذلك من فضلكم عالجاه
بيلا : سوف تنضر إليه وإلى فإنه سوف يبقى على هذا الحال
وقف أميم يفكر قليلا قبل أن يستجمع ما تبقى له من شجاعة ويتجه نحو القبو ، كان التوأم قد أشعل الأنوار لحضة دخوله لذا فإن منضر أميم وصله قبل أن يصل إليه بخطوات قليلة ، كان يبدو كحبة بطاطس متعفنة ومهروسة ، إنهمرت الدموع على خديه كالشلال لأنه بالفعل أحس بما عاشه أسامة بدلا عنه ، ماذى لو كان هو في ذلك الموقف .
حنا رأسه للرض يجر أقدامه حتى وصل للجسد ، لم يبدو كذلك بل كان جثة هامدة لاخلية واحدة تعمل مقل عينيه تم إلتهامهما وكذلك أذناه وأنفه ، رقبته مثقوبة وقصبته الهوائية متدلية نحو الخارج وجزء منها مأكول ، بطنه مشقوقة وكل أمعاءه بارزة ، لايوجد أصبع واحد بسديه لم يأكل ، ثيابة ممزقة كلها من الأعلى للأسف فأعضاءه التناسلية كلها غير موجودة . شعور أميم في هذه اللحضة لا يوصف فقد فقد رباطة جأشه ثم جثى على ركبيتيه يبكي بحرقة على ما حل بصديقة .
بيلا : أضن أن هذا يكفي تنحا جانبآ سوف أعالجه
لم يرد أميم عليها لأنه كان لا يزال تحت تأثير الصدمة مما جعلها تسحبه من كتفه وترميه على الجانب ، أخرجت بعدها قنينة ماء صغيرة من جيبها ثم سكبت نقطة واحدة منها على رأس أسامة .
في تلك اللحضة أخذ جسده يتعالج وكل جزء فقده عاد لحضتها ، بعد ثوان أخذ يفرك عينيه ثم إستيقض وكأن شيأ لم يكن جلس على الأرض وكان مشتتآ جدآ ، حين رأه أميم جرا نحوه وعانقه وهو يبكي قائلا :
اميم : أسف ياصديقي أسف أسف العالم كله
أسامة : لا تأسف فقد أخطأت في حقك انا أولا
اميم : لا سامحني أرجوك أرجوك
أسامة : سأفعل بشرط أن تسامحني أنت أيضآ
أميم : سامحتك من كل قلبي .
بيلا : الن ننتهي من هذا اليوم حان وقت العشاء
عاد كل من أميم وأسامة لغرفهم مرتاحون ومطأنو البال فرغم يومهم المخيف إلى أم تصالحهما أنساهما كل شيئ ،فقد كان أكثر شيئ يمتن له الإثنين .
في يوم خروجهم بالجولة الأسبوعية إلتقى أسامة بنرجس التي كانت ضمن فريق رامي السهام تحت تدريب أستاذ يدعى (شير ) وأخبرها عما حدث وتصالحه مع أوميم ليطلب منها أيضآ أن تفعل المثل ، وعلى الرغم من ترددها بالبداية إلى أن تأثرها بما حدث فتح قلبها للتجه نحو أميم وتطلب منه المسامحة ليوفق هو بدوره ويعتذر منها عما بدر منه ، فأصبح أميم وأسامة أصدقاء من جديد يمضيان الوقت معآ ويتحدثان بعد التدريب يويمآ وعلاقته بنرجس أصبحت أيضآ كذلك
ليو : هذا يعني أنك سامحت العاهرة
أميم : فليكن هذا من الماضي ، ولفض العاهرة أيضآ
ليو : يالك من وغد هل تضن أن الدرجات التي قيمت بها كافية لتكون من السبع ؟
أميم : أضن ذلك ففي فريقنا أنا ثاني أقوى مقاتل
ليو : ماذى رائع وأي أولائك الفشلة هو الأول
أميم : أسامة
ليو : كيف ؟؟!!!


ثلاثة ألاف عام من العذاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن