الفصل23

5 2 2
                                    

أميم : من أنتي أيتها الشمطاء؟
فضربته العجوز على رأسه بقوة وهي في حالة غضب.
أميم (وهو يحك مكان الضربة متألمآ ) : ماخطبك بحق الجحيم يا عجوز ؟
فضربته العجوز مرة ثانية وهي تقول
العجوز : يالك من وقح
أميم: لماذى
العجوز : هل أبدو كمسنة بالنسبة لك ؟
أميم : بالطبع
فضربته مرتآ ثالثة وبقوة أكبر، فوضع يده على الألم وهو يقول بغضب .
أميم : حسنآ أيتها الشابة العشرينية الجميلة الفاتنة إلى أين نذهب
العجوز (وقد إحمر وجهها ): لا تكن سخيفآ ناديني ميساء فقط .
قال أميم في نفسه ( هل الجميع غريب الأطوار هنا هكذا )
ميساء: في ماذى تخن أيها الوسيم هيا بنا التدريب سوف يبدأ قريبآ
أميم : حسنآ فل نذهب ، لاكن لحضة ألن أفطر
ميساء: إنها السادسة صباحآ تناول الفطور بعد ثلاث ساعات من التدريب
أميم : لماذى ؟
ميساء : إنها القواعد فقط
أميم : ما أغرب قواعدكم
ميساء : هيا بنا الأن
سار الإثنان وسط الممرات حتى خرجا وسط ساحة كبيرة مكشوفة من الأعلى،بها تسع شبان أخرون من بينهم كان أساما واقفآ .
ميساء : هنا ينتهي طريقي معك ، أبذل جهدك في التدريب
أميم : ماذى أفعل الأن ؟
ميساء : فقط إنتضر حتى يأتي المدرب سيكون هنا حالآ
رحلت ميساء ، وهي في طريقها داخل الزقاق مرت بجانب السيد أفخاي ثم قالت
ميساء : إنهم بالداخل هل أنت متأكد أنك تريد أن تشرف على هته الكتيبة بنفسك ؟
أفخاي : بالطبع نحتاج جنودآ أكفاء فقد كلفني سيدي جبر بذلك شخصيآ
ميساء: كيف حاله لم أره منذ زمن ؟
أفخاي : إنه بخير : بعد سنة من الأن سيكون برفقة فتى الذئاب
ميساء : هذا رائع سيشكلان ثنائيآ رائعآ معآ
أفخاي : بالتأكيد والأن وداعآ لا أريد التأخر عن صغاري . في تلك الأثناء سار أسامة نحو أميم قائلا .
أسامة : هل رأيت نرجس ؟
أميم : لا ولا أريد أن اراها ولا أنت أيضآ
أسامة : سحقآ يبدو أنها ليست في نفس مجموعتي فقد أخبرتني العجوز القبيجة أن كل مجموعة ستتكون من 10 أفراد كل واحد منها تحت إمرة أستاذ معين ، يمكننا أن نرى بعضنا مرة واحدة في الأسبوع عندما نخرج في رحلات للخارج
أميم : وما شأني أنا ؟
أسامة(ودموع الندم في عينيه ) : أسف لم أقصد ، في النهاية فكرت في الأمر كثيرآ وأعتقد أن ما فعلته أنا ونرجس خطأ لاكنني لن أنكر أن الحب غلبنا ، أكبر خسارة تلقيتها كانت أنت ياصديق الطفولة ، أعرف أن كلامي في غير وقته أو محله لاكنني أسف حقآ
أميم : أغرب عن وجهي الأن
دخل السيد أفخاي عليهم ثم سار إلى أماهم واقفآ
(أنا السيد أفخاي مدرب خاص ذو مستوى رفيع ، ومستشار خاص للسيد الحفيد (جبر) سوف تكونون تلاميذ لدي ، سأحرص على أن يكون أكبر قدر من المختارين منكم لذا تعاونو معي لكي لا يكون مصيركم مضلمآ كخدم هذا المعهد ، ردو عليا بصوت واحد قائلين نحن جاهزون عندما أسألكم )
أفخاي : هل أنتم جاهزون ؟
الجميع بصوت واحد : نحن جاهزون سيدي
السيد أفخاي : هذا جيد والأن لنشرع في تدريبكم الأول بما أنكم حصلتم على قدرا عالية لاينقصكم سوى شحذها ، الأن أركضو في دائرة حول الحلبة لمدة ساعة كامة ومن يتوقف أو ينطق بكلمة سوف يعاقب بقسوة مفهوم
الجميع بصوت واحد : مفهوووم سيدي
إنطلق الفتية العشر يركضون ، لاكن الغريب في الامر أن قدرة التحمل لديهم كانت عالية جدآ .
بينما أميم يجري بدأ يفكر في ليو ( ليو مدرب لاكنه ليس هنا مع هاؤلاء ؟لماذى أراد ان يدربني بعد النتائج ؟ هل يردني بعيدآ عنه ؟ لا لا أعتقد ، من السيد جبر هذا ولما أرسل في طلب تدريب كتيبتنا ؟ ما غايته منا ؟ )
لم يدك أميم أنه قد غاب كثيرآ في تخمينه حتى إصطدم بأسامة الذي يركض أماه مما أسقط الأثنين أرضآ ، لحضتها صرخ أفخاي بقوة
أفخاي : توقفو فورآ
نزل ثم سار نحو أميم قائلا
أفخاي : أرتكاب الحماقات ممنوع
أميم : أسف سيدي لم أقصد
أفخاي : أسفك إحتفض به لنفسك سوف تعاقب لتكون عبرة لمن يعتبر
أميم : أسف سيدي أقسم لك أنها ستكون أخرة مرة
أفخاي : سوف أحرص على ذلك إتبعوني جميعآ دون أي كلمة ولا حتى نفس .
سار الفتية رفقة أفخاي نحو القبو ، أميم يرتجف من شدة الخوف لأنه يجهل مصيره ، حين وصلو فتح أفخاي الباب ليريهم ما في داخل القبو .
إنه كابوس لعين ، العديد من السكاكين الصغيرة وأدوات التعذيب الوحشية بمختلف أنواعها ، لاكن أول ما وقعت عليه أنضار الجميع هو قفص زجاجي طوله حوالي المترين . بداخله العديد من الجرذان المتوحشة التي يبدو عليها الجوع الشديد .
أفخاي : عقوبتك لن تكون قاسية جدآ ، سوف تكتفي برميك داخل قفص الجرذان ليوم واحد ، ولا تخف لن تموت فقوتهم لا تكفي لكسر خلودك ، بالإضافة أننا سوف نعالج جروحك دون أي أثر ، حتى لو فقدت عينآ أو أذن سوف تعود ، لاكن هذا لا يمنع شعورك بالألم .
أميم ( وهو يرتجف ويبكي ) : أرجوك سيدي لم أقصد أعف عني هته المرة فقط أعدك أن هذا لن يتكرر
أفخاي : لا مجال للنقاش الأن
أمسك أفخاي أميم من رقبته بقوة وبدأ بالضغط عليها قائلا ( سوف أشل حركتك مؤقتآ كي لا تقوام )
فجأة صرخ صوت عاليآ من بين المتدربين ( لا تعقبه هو فأنا هو المذنب يا سيدي)
إستدار وجه أفخاي نضره جانبآ ليرى أسامة يقف مرتجفآ
أفخاي : إنها شجاعة منك أن تكذب علي
أسامة : سيدي أنا من شتت تركيز أميم بكلامي قبل وصولك اليوم ولهذا حدث ما حدث
أفخاي : هذا يبدو مثيرآ ، تريد أن تكون كبش فداء لأجل صديقك
أسامة : يشرفني هذا ، ويشرفني أكثر لو كان ما يزالا صديقي
شعر أميم بنغزة قوية في قلبه عندما رأى موقف أسامة ، فكلماته أعادت إلى ذهنه كل الأوقات الجميلة التي عاشوها معآ في الطفولة .
أميم : لا يا أسامة ؛ أنا المذنب لا داعي لتتحمل هذا من أجلي
أسامة : هذا الألم الذي سوف أشعر به أهون بكثير مما شعرت به أنت ، لذا إحترم رغبتي رجاء وأصمت ،
جرا أفخاي بقوة وضرب أسامة بأصبع بقوة على رأسه مما شل حركة جسدة كليآ ، بإستثناء فمه بعدها أمسكه من رأسه ورفعه عاليآ ثم رماه وسط القفص الزجاجي ، لتنهال الجرذان عليه بالعض ، تنهش لحمه وتفرمه وهو يصرخ بأعلى صوت ، حاول أميم التقدم لكي يساعده لاكن أفخاي أوقفه .
تحرك خطوة أخرى وستتسبب بقتل نفسك وهو معك فقد سأمت من مسرحية الصداقة القذرة هذه .
كانت عيون أسامة تنضر إلى أميم اليأس في مكانه ليصرخ بأعلى صوت .
أسامة : لا يا أميم أرجوك لا تفعل
أميم ( وهو يبكي بحرقة ) : أسف يا أسامة
أسامة : بل أنا من عليه الأسف
بهد هذا الحديث قفزت الجرذان وإلتهمت مقلتي عيني أسامة ، حينها فقط أقفل أفخاي الباب ثم قال ( عودو إلى الركض ، أركضو ساعة أخرى ، وبعدها سأريكم تمارين المرونة لتقومو بها تحركو هيا واعتبرو أنفسكم محضوضين لأنكم لستم مكانه )....

ثلاثة ألاف عام من العذاب Où les histoires vivent. Découvrez maintenant