"الفصل الثاني و الثلاثون"

1K 26 0
                                    


كـان يطرق بـ سبابته على سطح المكتب الزجاجي بـ توترٍ جلي على ملامحه ، سلط نظراته على باب المكتب منتظرًا أن يدلف منه في أي لحظـة ، رفع ساعته لينظر بساعة يده و كأن الثوان تمر عليه گ السنون ، هـز احدى ساقيه بتوترٍ و هو يتمتم بـ ارتباك :
_ يا رب عديها على خيـر
انتفض فجأة في جلسته حيـن فُتح الباب لـ يدلف منه بـ هيئتهِ الشامخـة  ، شمله بـ نظرات جافة قبل أن يوصـد الباب و هو مسلطًا لنظراته عليه ، فـ ازدرد " عمر" ريقه بتوجسٍ ، سار " يامن" نحو المكتب الخشبي و اعتلى المقعد الجلدي الضخم خلفه ، رفع ساقيه على سطحهِ و نقـر بـ سبابته بـ حركة ثابتة على سطح المكتب و نظراته الجافة مسلطة عليه ، فـ ازدادت نسبـة التوتر لديه و هـو يفرك كفيه معًا ، ثـم ردد بنبرة مرتبكة :
_ انت مش بتتكلم ليه ؟
فـ توقف عـن النقـر بـ سبابته ، و عقـد ساعديـه أمام صـدرهِ ، و اكتفـى ببث النظرات الجامدة التي لـم يتمكـن " عمـر" من تفسيـر مغزاها ، ازدرد ريقه و هـو يتمتم بـ نبرة مرتجفـة :
_ على فكـرة أنا كنت فاكـرها عارفـة ، مكنش قصدى اني أقولها و ..
_ تلاتة !
قالها " يـامـن" بنبرة جامدة ، فـ تنغض جبين " عمر" مكررًا بـ عدم فهم :
_ تلاتة !
فـ هـز رأسه بـ إيماءة بسيطة مشيرًا له بـ عينيه مرددًا بـ نبرة صلبـة :
_ تلت أخطـاء ، ارتكبت تلت أخطـاء ، المفـروض أعاقبك ازاي ؟
ارتفع حاجبيه متمتمًا بـ ذهـول :
_ أنـــا !
فـ قسـت تعبيرات " يامــن" و هـو يردد بنبرة ثابتة:
_ الأول غلط لما فضولك غلبك و سألت على حجات متخصكـش ، التاني لما روحــت كلمتها مـن غير إذني ، التالت لمـا استغبيـت و حكيتلها على أختها !
عبسـت ملامحه و هـو يعـود بـ ظهرهِ للخلف و تمعـن النظـر اليه متمتمًا بـ نبرة مستنكرة:
_ متخصنيـش !
ثـم التوى جانب ثغرهِ ببسمة ساخـرة و هو يردد بنبرة متهكمة :
_ و فضـولي ! يعني أنا أخويا فجأة دخل علينا شايل واحدة بيقـول انها مراته ، و عـايـزني أقعـد ساكت مليش دعـوة بـ حاجة و مليش الحق حتى اني أسأل أو استفسـر عـن أي حاجـة !
فـ تصلبت تعبيراته بـ درجـة كبيـرة و هـو يردد بنبرة صـارمة :
_ لأ ، ملكـش الحق تدخـل في حـاجـة متخصكـش
فـ ابتسـم " عمر" ابتسامة مريرة و هـو يتمتم بنبرة ساخـرة :
_ صـح ، مليش الحق فعلًا ، هـو أنا أبقى ميـن بالنسبة لك أصلًا ؟
فـ هـــدر به مُحـذرًا :
_ عمـــــــــــر
اكفهـرت ملامحه و هـو يتمتم بـ نبرة ساخطـة :
_  تلاقيـك حتى ناسـي ان عـندك أخ
زفـر " يامـن" بـ حنقٍ و هـو يحدجه بـ نظرات قوية لم يكترث لها " عمر" بل تابع بـ استنكار :
_ الفتـرة اللي فاتت دي أنا مشوفتكش يـوم كامل على بعضـه ، و في الآخـر تطلع متجـوز و يا ريته جـواز فعلًا ، لأ ده انت متجـوز مراتك غصـب
فـ احتقـان وجهه بالدماء و أخفض ساقيه لـ ينتصب في وقفته ضـرب بـ بطن كفه على سطح المكتب أمامه بـ قـوة هادرًا بـ استهجـان :
_ انت اتجننت ، هتحاسبنــي !
فـ استقام " عمـر" بوقفته و نظـر له باستياء متمتمًا بنبرة جامدة :
_ لأ يا يامـن باشا ، مش بحاسبك و لا حاجـة ، انت أصلًا محـدش يقدر يحاسبك
فـ سلط نظراته التي بدت و كأنها تُطلق شررًا عليه مرددًا بـ نبرة صلبـة :
_ كويس انك عارف ده
هـزّ " عمـر" رأسه استنكارًا و هـو يعمق من نظراته نحـوه ، ثـم ردد بنبرة قانطـة :
_ انت بقيـت .. بقيـت نسخـة من عمي زمـان !
كـزّ " يامـن" بـ عنفٍ على أسنانه مُشددًا على عضلات فكـه ، و قـد بدت عيناه گ جمرتيـن من الجحيـم ، بينما تابع " عمـر" بنبرة ثابتـة :
_ انا فاكـر كويس و احنا صغيريـن لما كنت بتحكي لي هو أد ايه ظالم ! دلوقـتي انت .. انت مش بس زيـه ، انت عـديته بمراحـل ، طـايح في الكـل عشـان انتقام مش هيفيدك بحاجـة و لا هيرجع اللي مـات
تحول وجهه الى كتلة ملتهبـة من الجحيـم و هـو يحدجه بـ نظراتٍ ناريـة مميتة متمتمًا بنبرةٍ متشنجـة من بيـن أسنانهِ المطبقة محاولًا قـدر المستطاع التحكـم بـ انفعاله قبل أن يـثور گالبركان في وجهه :
_ اطلـــع بـــــــــــــــرا
رفع " عمر" حاجبه الأيسـر استنكارًا ، ثـم تمتم بـ نبرة قانطـة و هو ينظر له بـ سخريـة :
_ مكنتتش متوقع انك تسمع نصيحة أساسًا
فـ لـم يتمكـن من كبت غضبه أكثر ثارث ثائـرته و هـو  يطيـح بـ كفيه  كـل أمامه ثـم ضرب على سطح مكتبه الخشبي زائرًا بشراسة :
_ بــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
رمقه " عمـر" بـ عتابٍ جاف و هـزّ رأسه استنكارًا و هـو يتمتم بنبرة ذات مغـزى :
_ حـاضر يا .. يا باشا
ثـم استدار بـ جسـده لـ يسيـر نحـو الباب و أدار المقبض لـ يجـد " فارس" كان على وشـك إدراته فـ مـرّ من جواره بدون أن ينظـر له دافعًا له من كتفه ، فـ تنغض جبينه و هـو يتابعه بـ نظراته مناديًا :
_ عمـــر ، استني
و لكنه لـم يكترث له و تابع طريقه موفضًا نحـو الدرجات لـ يصعـد للأعلى ، دلف " فارس" للداخل مرددًا بـ ذهـول :
_ انت عملت ايـه في أخـوك ؟
فـ كـزّ على أسنانه بـ عنفٍ و هـو يستديـر لـيلكـم الحائط بـ قبضته بـ قوة مزمجـرًا بـ غضب ، فـ ردد " فارس" بـعتاب :
_ متقـولش انك ضربته !
فـ التفت اليه لـ يزدجـره بـ نظرة حاميـة هادرًا بـنبرة أشد بأسًا :
_ اطلـع بـــــــرا يا فارس أنا مش ناقصـك
فـ أوصـد " فارس" الباب مرددًا بنبرة حاسمـة :
_ و أنا مـش هسيبك لـوحدك في الحالة دي !
فـ هـــــــــــدر به بـ نفاذ صبــر  و هو يحل أزرار قميصه حتى منتصف صدره :
_ يــــــــوه ، أنا عــايــــــــــــز أبقى لوحـدي
هـزّ رأسه نفيًا و هـو يردد بـ اصرار :
_ طب اهــدى بس و قولي حصـل ايــــه
فـ أشـاح بـ كفه هادرًا بـ تشنـج :
_ طـب اتهـد انت كمـان عشـان أنا لـو مسكتك مـش سايبك بعـد اللي عملته
فـ طـرد " فارس" زفيرًا حارًا من صـدره قبل أن يردد بـ نبرة جـادة :
_ لو قصـدك على حبيبـة فـ...
فـ قاطعه و هـو يضـرب بـ كفهِ على سطـح المكتـب بـ احــــتــــــدام :
_ لـ تاني مــرة بتتصرف من دماغـك ، لـ تاني مـرة يا فارس ، و أنا مبديـــش فرصـة تانيـة !
عقـد " فارس" كفه خلف ظهرهِ و تمعـن النظـر اليه قبل أن يُردد بنبرة صلبـة :
_ تمــــام ، أنا جاهـز ، عايــز تضرب اضـرب
ثـم ابتسـم ابتسامة جليديـة مرددًا باصرار:
_ بس بردو مـش هسيبك !
زفـر " يـامـن" بـ نفاذ صبـرٍ و هـو يشيـح بـ وجهه بعيدًا و فـرك وجهه بـ قوةٍ بـ إحـدى كفيه ، فـ ردد " فارس" بـ تنهيـدة مُطولة :
_ يامـن ، أنا .. أنا عارف ان مهما عملت مـش هـحس بيك ، لأن زي ما بيقولوا " لا يـؤلم الجرح إلا مـن به ألـم"
فـ طـرد زفيرًا حارًا ألهـب صدره و هـو يشيح بوجهه لينظـر في الاتجاه الآخـر ، بينما تابع " فارس" بنبرة جادة :
_ بس أنا عايـزك تعرف حاجـة واحـدة .. اللي قتل حسيــن مش حبيبة و لا يارا و لا حتــى ولاء ، حبيبة ملهاش ذنب
نظـر له بـ نظرة حاميـة هادرًا بـ نبرة ساخطـة :
_ حبيبــة ملهاش ذنب ! ملهاش ذنب لما خليته يعيش اللي باقى من حياته تعيس عشان مش قادر ينساها ، ملهاش ذنب و هي السبب الرئيسي اللي بسببها جوزها قتله !
فتمتم فارس بنبرة حادة :
_ يا ابني مكنتش بتحبه ، كانت عارفة انها مش هترتاح معاه ، هـي عافيـة
فـ هـدر به قاطبًا حاجبيه :
_ مش هترتاح ! هي تطـول أصلًا ، دي كانت هيعيشها ملكـة ، كانت هتعيش في جنة عمرها ما تحلـم بيها !
عبست ملامح " فارس" و هو يتمتم بـ قنوطٍ :
_ دي مشكلتك ، فاكر ان كـل حاجة بالفلوس !
ثـم تبدلت نبرته للاستنكار و :
_ و من امتى كانت الراحـة بالفلوس و النفـوذ و السلطان و الجاه ؟
فتح ذراعيـه قليلًا و ارتفع جانب ثغره بـ سخـريـة متمتمًا :
_ ادينا قدامـك أهـو ، مالكيـن كنـوز الدنيا ، ميـن فينا مرتاح ؟
تجمدت تعبيراته و أشار اليه بـ حركة من عينيه مرددًا بـ استنكار :
_ انت مرتـاح ؟ أنا مرتاح ؟ عمـــر مرتاح ؟
سحب " يامـن" شهيقًا عميقًا لـصدره زفره على مهلٍ ، ثـم خلل أصابعه بخصلاتهِ ، فـ عقـد " فارس" ساعديه أمام صـدره و ردد بنبرة عميقة :
_ يا ريت تفكر تاني من غير ما الانتقام يعميك ، حتى لو حبيبة ليها ذنب مع اني مش مقتنع و لا هقتنع بـ ده ، فـ ذنب مراتك ايه ؟
عقـد " يامـن" ساعديه أمام صـدرهِ و استند بـ جسـده الى مقدمة مكتبه ، نظر له مطولًا قبل أن يردد بـ نبرة جامدة :
_ صح .. انت صح .. كنت غلطان !
تنغض جبيـن " فارس" بدرجة كبيرة و هـو ينظر له بـ شدوه ، فـ مـن النادر .. بل أنه من المستحيـل أن يعترف " يامن" بـ خطأه ، ضاقت عينا " يامـن" و هـو ينظـر أمامه بـ نظراتٍ شرسـة متذكرًا تلك المواجهـة :
_ حبه ليها ميجيش 10 % مـن حبها ليـه !
ثـم قسـت نظراته أكثر و هـو يحرر ساعديه لـ يمرر أصابعه بـ خصلاته مرددًا بـ حنقٍ :
_ كان لازم أفهم من الأول ان اللي زي ده مستحيـل يحب حتى بناته !
زفـر " فارس" بـ قنوطٍ شديد و هـو ينظر له بـ يأسٍ ، دس كفيه بجيبيه و هـو يتمتم بـ استنكار :
_ يامـن ، انت بدل ما تنـدم ان مراتك كانت هتمـوت بـسببك ندمان انك مشوفتش طريقة تانيـة تنتقم بيها منه ؟
و گأنه لـم يسمعه ، كـان شاردًا و هـو ينظـر أمامه ثـم نظـر له " يامـن" من زاويـة عيـن ، مرددًا بنبرة ساخطـة :
_ ازاي تحبـه كل الحب ده و هـو معملش عشانها حاجـة ! هي مستعـدة تضحي حتى بحياتها عشانه ، و هـو مع أول مشكلة باعها و قال انتي مش بنتي !
فـ نفـذ صبره و ابتسـم بسخرية و هـو يردد :
_ لأ معندوش حق بصراحـة ، بنته اتجـوزت من وراه أكبر عـدو ليه  كان المفروض يـاخدها في حضنه و يقولها ألف مبروك يا حبيبتي و عقبال ما أشوف عيالكم قـريب !
فـ ادزجـره بـ نظـرة حاميـة هادرًا باستهجـان :
_ انت هتستظـــرف ، ما تتلم
فـ عبست ملامحه متمتمًا بـنفاذ صبـرٍ :
_ ما انت بتقول كلام غريب ، يا ابني بقـولك المفروض تـرجعها لأهلها
اكفهـرت ملامحه و هـو يهـدر بـ تشنجٍ :
_ مـــش هيحصــــل !
ارتفع حاجبيه و هو ينظر له بشدوه متمتمًا بـ استنكار :
_ أومــال هتعمل ايـه ؟
فـ دس كفيه بـ جيبيه و هـو يردد بنبرة حاسمـة :
_ هتفضـل هنا .. معايا
فرك " فارس" ذقنه الحليقـة بـ اصبعي السبابة و الوسطى ثـم دنا منه مربتًا على كتفه و هـو يردد بـ تنهيـدة مُطولة :
-يامـــن ، زي ما قولتلك البنت ملهاش ذنب .. يا ريت تـ....
فـ أزاح كفه مقاطعًا بـ صرامـة و هو ينتصب في وقفته :
- الموضـــوع مُنتهـي
هز " فارس" رأسه استنكارًا و هو ينظر له بـ قنوطٍ ، فُتح الباب فجأة لـ يطل " عمر" منه ملامحه متوترة الى حـدٍ كبير ، نظر لأخيه متناسيًا ما حدث بينهما من مشادة كلامية حادة مرددًا بـ تهدج :
- الحق يا يامن بسرعة
....................................................................................................
غلت الدماء في عروقها و هي تجلس على مقعدها الأثري الذي ينتمى للعصور الرومانية ، كـزت بعنفٍ على أسنانه و هي تنظر لـ "زينة" الجالسة على الأرضية أمامها تقص عليها رؤيتها رب عملها عائدًا بها الى هنا ثانية ، هبّت واقفة و هي تردد بنبرة ساخطة :
- مــــــش هيحصـــل ، البت دي مش هتقعد ثانية واحدة زيادة في قصري
استقامت " زينة" في وقفتها و نظرت لها بتوترٍ بينما انتقلت " هـدى" نحو الباب و هي تغمغم بكلمات تعبر عـن سخطها الشديد لما يحدث ، صعدت الدرجات و اتجهت الى غرفة ابنها ، ثم أدارت المقبض لتفتحه فجأة ، انتفضت " يارا" فزعًا مستقيمة بجلستها على الفراش فـ دنت منها " هـدى" و هي تهـدر بـ استهجان :
- لو انتي فاكرة ان هيكون ليكي مكان هنا تبقي غبيـة ، ده قصـري أنا
ازدردت " يارا" ريقها بتوجسٍ فـ قبضت " هدى" على ذراعها بقوةٍ مرددة بـ قسوة :
- مش على آخر الزمن أشوف بنت حبيبة في وشي ليل و نهار !
جذبتها بعنفٍ لتقف على قدميها ، فـ تآوهت " يارا" من الألم و حاولت التملص منها و لكنها لم تتمكـن ، استدارت " هدى" جاذبة لها للخارج و هي تغمغم بكلماتٍ ساخطة ، بينما كانت " يارا" تتلوى بذراعها محاولة تخليص نفسها و لكن هيهات ، و في نفس اللحظة خرج " عمر" من غرفته لتتسع عيناه بـ شدوهٍ مما يحدث ، هبطت " هدى" الدرجات جاذبة لها خلفها و هي تعصف يمينًا و يسارًا فـ هبط " عمر" خلفهما و هو يردد باستهجان :
- ماما ، ايه اللي بتعمليـه ده ؟
فـ هدرت به بعصبية :
- ملكش دعـوة انت
وصلت الى الطابق السفلي فـ تبعهم " عمر" ثـم جذب ذراع " يارا" محاولًا تخليصها و هو يتمتم بنبرة ساخطة :
- مينفعش اللي بتعمليه ده يا ماما
و لكنها شددت من قبضتها عليها و هي تزجره بنظرة نارية مرددة بنبرة ناقمة :
- و اللي أخوك بيعمله هو اللي ينفع ؟
فـ نظر لها " عمر" بتحدي متمتمًا بتوعد :
- ماشي يا ماما ، أنا هجيبه و اتصرفي بقى معاه
ثـم انتقل بخطواتٍ واسعة نحو غرفة مكتب أخيه ، بينما نادت عليه " هدى" بنبرة مشتعلة :
- عمــــــــــــر ، استني هنا ، عمــــــــر
احتقن وجه " يارا" بالدماء و هي تجذب ذراعها مرددة بـ سخطٍ :
- سيبي ايدي بقى ، أنا أصلًا لو عليا أنا عايـزة أطلع من هنا النهاردة قبل بكـرة
نظرت لها بنظرة نارية مرددة بـ احتــــدام :
- مـا انتي هتطلعي فعلًا ، مستحيـــــــــل تقعدي ثانية زيادة هنا
فـ نظرت لها باحتقان متمتمة بغيظٍ :
- و الله يا ريت ، انتي كده عملتيلي جميل مش هنساه !
- مـــــــــــــــــش هيحصـــــــــــل !
هـدر بها " يامن" بصـوتٍ جهوري جعل أبدانهما تنتفض ، التفتت كلتاهما ليجداه يتقدم نحوها و نظراته النارية مسلطة على " هدى" ازدردت " هدى" ريقها بشئ من التوتر حاولت جاهدة أن تواريه كي لا يظهر للأعين ، رفعت رأسها بكبرياءٍ و هي تنظر له بثقة زائفة فـ توقف أمامها و جذب كفها بعنفٍ ليخلص ذراعها من قبضتها ، كزت " هدى" بعنفٍ على أسنانها و نظرت له بسخطٍ فـ ردد " يامن" بنبرة جافة :
- أحسنلك متلعبيش بالنار يا هـدى
تنغض جبينها و هي تنظر له بحنقٍ فـ قبض على معصم " يارا" و هو يقف أمامها گ السد المنيع مرددًا بنبرة متوعدة :
- أصل اللي بيلعب بالنار بتحرقه
كورت قبضتيها بعنفٍ و هي تجـذب كفها بعنفٍ من قبضته الحديدة و نظرت له بـ نظرات حانقة متمتمة بـ استهجان :
- أنا مش عارفة ايه اللى حصل لعقلك ، اتجننت عشـان تروح تتجوز بنت حبيبة !
تنغض جبينه و هو يحرر معصمها ، ثم عقد ساعديه أمام صدره ليردد بنبرة ذات مغزى :
_ بنت حبيبة .. بنت حبيبة ، اشمعنى حبيبة هي اللي غايظاكي أوي كده
شخصت أبصارها نحوه و قد تخشب لسانها من فرط التوتر ، تنغض جبين " فارس" و هو يتبادل النظرات المتسائلة مع " عمر" فـ رفع الأخير كتفيه معبرًا عن عدم معرفته لما يدور ، بينما ضيقت "يارا" عينيها و هي تتحرك للجانب قليلًا لتنظر لها بأعين متسائلة ، ازدردت " هدى" ريقها بتوترٍ و سريعًا ما استجمعت نفسها و هي تنقل نظراتها الحاقدة اليها متمتمة بـ سخطٍ :
- مش كفاية أمها كانت ..كانت بتلعب على أبوك زمان ، و كمان حاولت توقع بينا ، طبعًا كانت طمعانة في فلوسه و ندمت بعد ما سابته فقالت آآ..
اتسعت عينا " يارا" غيظًا و غلت الدماء في عروقها ، تقدمته لـ تدنو منها هادرة بـ استهجان :
- اخـرســـي مسمحلكيش تتكلمي عنها بالشكل ده
خطت خطوة واحدة للأمام و كادت أن تندفع نحوها لولا ذراعه الذي بسطه ليحـول دون ذلك و حول نظراته القاتمة اليها هو يهدر بنبرة صارمــة :
- بــــــــــــــــــــــس
كزت على أسنانها بعنفٍ و هي تنظر له بحقدٍ فـ حول "يامن" نظراته الساخطة الى والدته مرددًا بصوتٍ قاتم :
- امتى ده حصل ؟
شملتها بنظرات ازدراء ثم حولت بصرها اليه مرددة بتأفف :
- مش هتفتكر ، انت مكنتش تعرف بـ...
فـ قاطعها بنفاذ صبر بنبرة ناقمة :
- هــــــــــــــــــــــــــدى ، من غير لف و دوران ، انا و انتي عارفين ان حبيبة مظهرتش غير يوم المطعم
كزت على أسنانها بغيظٍ محولة دفة الحديث :
- مـــش موضــوعنا ، احنا دلوقتي في البت دي ، مش هتقعد في القصر هنا و ده آخر كلام عندي
فـ قست تعبيراته أكثر و هو يردد بصوت قاتم :
-يؤسفني أقولك ان رأيك ملوش أي أهمية عندي
اتسعت عيناها بحنقٍ و هي تردد معاتبة :
- يـــــامـــــــــن ، انت ...
فـ بسط كفه مرددًا بنبرة صارمة :
- أنا مخلصتش كلامي
ابتلعت كلماتها جبرًا و هي تنظر له باستهجان فتابع بنبرة حاسمة لا نقاش فيها :
- يارا مش هتمشي من هنا لو عملتي إيـه !
و كأن هناك من يُطبق على صدرها ، نظرت له بعينان حمروان تهدل كتفيها بقنوطٍ و شعرت بآلامٍ تفتك بقلبها ، بينما استعرت النيران بصدر " هدى" و احتقن وجهها بحمرة غاضبة و هي تكز على أسنانها بعنفٍ ، قبض " يامن" على معصم " يارا" و هو مسلطًا لنظراته المتوعدة على " هدى" ثـم تخطاها ليمرّ من جوارها فـ استدارت بجسدها لتنظر له بأعيـن و گأنها تُطلق شررًا هادرة باستهجان :
- يــــامن ، أنا مش هسمحلك تعمل كـده ، استنى هنا
گادت أن تتبعه فـ سـد " فارس" الطريق أمامها فبات و گأنه جدار فولاذي ، نظرت له بـ احتدام ، و دفعته بكلا كفيها من صدره هادرة بـ سخطٍ :
- حاســــب انت كمــــــــان ، مـــــش هـــدى هانـم الريحاني اللي يتعمل كده فيها ، بنت حبيبة مش هتتساوى معايا لو حصل إيـــــــه
لم تستطع تحريك جسده قيد أنملة ، التوى ثغره بابتسامة جليدية و هو يميل عليها هامسًا بنبرة أشبه للفحيح :
_ للأسف يا هدى هانم الريحاني ده حصل خلاص ، أظنك سمعتيه و هو بيقول مش هتمشي من هنا ، قريب هي اللي هتحكم القصر ده و انت هتبقي و لا حاجة
فـ اجتذبته من تلابيبه هادرة بـ احتدام و قد أفلتت عنان غضبها :
_ اخـــــــــــــرس ، مستحيل ده يحصل ، ســـامع
فتلاشت ابتسامته لـ تقســو ملامحه و هو يقبض بكفيه بعنفٍ على كفيها فتآلمت بصوتٍ خافت ،  أزاح " فارس" كفيها عنه بـ سهـولة جلية ، و دفعها بعنفٍ للخلف مرددًا بنبرة جافة :
- خليكي عايشة فاكرة نفسك ملكة لغاية ما هييجي اليوم اللي هترجعي فيه لأصلك يا .. يا هدى الريحاني
قال كلمته الأخيرة بتهكمٍ جلي مع ابتسامة مستخفـة جعلت الدماء تغلي أكثر و أكثر في عروقها ، اشتطت غضبًا و هي تحدجه بنظراتٍ ناريـة فـ ضبط " فارس" سترته و هو يشملها بنظرات استخفاف ، ثم استدار بـ جسده لـ يغادر القصـر بأكمله ، بينما التقطت " هـدى" احدى المزهريات و رفعتها عاليًا لـ تُلقي بها نحوه فـ اتسعت عينا " عمر" و دنا منها مرددًا باستهجان :
_ ماما ، انتي بتعملي ايه ، حاســـــب يا فارس
التفت " فارس" لـ يقبض عليها على الفور ، غلت الدماء في عروقه و نظر لها بتوعدٍ شرس تمنى لو أنه يردها اليها و لكنه قبض عليها بقوة بكفه ثـم ألقها على الأرضيــة مجاورة لها مرددًا بنبرة ساخطة :
- لولا انك أم يامن كان هيبقي ليا معاكي تصرف تاني
فـ هـدرت به بتحدي ممزوج بالسخط :
_ هتعمل إيــه يا ابـن ريــم ؟ هــا ؟
و گأنها نزعت فتيل القنبلة ، احتقـن وجهه بالكامل بالدماء و انتفخت أوداجه هادرًا باستهجــان و هـو يدنو منها :
_ متجيبيش سيرتهـا على لســـانك
سـد " عمـر" الطريق بجسده أمامه يواريها عنه و تنغض جبينه مرددًا بعتاب جـاف :
_ فـــــــارس
كور " فارس" قبضتيه بقوةٍ و هو مسلطًا لنظراته عليها من خلفه فـ كانت تنظر له بنظرات ظافرة جعلت دمائه و كأنها تغلى على موقد ، استعرت النيران بصدره ، تزحزح " عمر" خطوة للجانب ليقطع مجال التواصل البصري الشرس بينهما فحول " فارس" نظراته النارية اليه فـ بادله " عمر" بنظراتٍ جامدة ، كز " فارس" بعنفٍ على أسنانه ثـم استدار بجسـده ليفرّ من هنا و قد شعـر بشئ يجثو فوق صـدره مُطبقًا على أنفاسه ، فتح الباب و خـرج في نفس التوقيت الذي كان يدلف به " كمـال" فـ دفعه بقوةٍ من كتفه ليمرّ من جواره و هو لا يرى أمامه ، تنغض جبين " كمال" و اسشتاط غضبًا و هو يصيح به :
_ فـــارس ، خــد هنا
فـ لم يكترث له بـل تابع طريقه نحو الجراج فـ زفر " كمال" بحنق ، و دفع الباب بقدمه ليلج للداخل مغمغمًا بكلماتٍ ساخطـة ، دلف للداخل ليجد " عمر" قد التفت الى والدته مرددًا بنبرة قاتمة :
_ ما خلصنا بقى ، انتي لازم كل شوية تفكريـه ؟
تنغض جبينها مرددة بسخطٍ :
- و انت مالك انت ؟ هو شغلك المحامي بتاعه و أنا معرفش
فـ هـدر صوت جهـوري من خلفهم :
- إيــــه اللي بيحصل هنا ؟
......................................................................................................................................................

في مرفأ عينيكِ الأزرق Donde viven las historias. Descúbrelo ahora