" الفصـل السادس عشـر"

1.1K 29 0
                                    

ستمـر عليك تلك اللحظـات التى تشعـر بها بـأن طاقتك على التحمـل قد تلاشت فقد حاولت أن تتجاوز و لكن لم تنجـح .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلف "يامن" الى المطبخ لتتأكـد شكوكـه ، كانت موليـة ظهرهـا له و لكنه تمكن من رؤيـة رسغها التى اخترقه النصـل ، لا تعلـم أنهـا عادت بذكرياته للخلف لـتذكـره بنفسـه في لحظات ضعف قضى عليهـا تمامًا فيمـا بعد ، سريعًا ما نفض تلك الذكريـات عـن رأسـه و تحرك نحوهـا على الفـور و أحاطها من الخلف ممسكًا بكفيها ليبعـدهمـا عن بعضهما ، ففتحت جفنيها و هي تتلوى بـ اهتيـاج و أطبقت اكثـر بـ كفها على السكيـن هـادرة بـ تشنـج :
_ حــاسب سيبني أمــوت ، سيبنـــى !

أحكـم أكثر من احتوائه لها ، و حاول جمع معصميها بـ كفيـه ليتمكن من جـذب النصـل منها بدون أن يسبب اﻷذى لها ، و لكنها كانت تتلوى باهتيـاج و هى تصرخ محاولة أن يصل النصـل الى رسغهـا ثانيـة ، فـ هـدر بها بنبرة شرسـة :
_ اثبتـــــى !

فـ رددت نافيـة برأسهـا :
_ لأ ﻷ سيبنـــى بقي انت عـايز ايـه منى ، سيبنـــى أرتــاح بقى !

فـ أطبق أكثـر على كفيها ، و همس بـ جوار اذنها بإصـرار عجيـب :
_ مـــش هتعرفى تهربى منى ! مــش هسمحلك تعملى كـده 

فـ صـرخت باختنـاق و هي تحاول التحرر من حصـاره لها :
_ المــوت أهـون عليـا من انى أكـون مراتك ! 

فـ التوى ثغره باستخفاف و لوى معصمها بـ قوة لتتآوه هى من الألـم و فتحت كفها جبرًا ليسقط السكيـن على الأرضيـة ، ثم همـس لها بنبرة جـافة :
_ ما انتى مراتى فعلًا !

تجمد جسدهـا بالكامل و قد انهارت مقاومتها ، شعـرت بـ شئ يُطبق عل صدرهـا فـ يصيبها أكثر بالاختنـاق ، تجمعت الدمـوع ثانية فى مقلتيها ، و سالت على وجنتيها كـ الشلال المنهمـر ، مازالت غيـر مستوعبـة لتلك الحقيقـة ، شعرت بـ ساقيها صارتا رخوتين غير قادرتـا على حملها ، فـ أجهشـت بالبكـاء و قد تراخى جسدهـا بالكـامل ، و لكـنه طوق خصرهـا بـ ذراعيـه ليمنعها من السقوط ، و هـو مرتكز ببصره على رسغهـا الذى سال منه القليل الدمـاء ، و لكن من الواضـح أنه جرح سطحـى لن يسبب لها أذى ، تنفس بارتيـاح بسيط لتمكنه من اللحاق بها في اللحظة الأخيـرة ، بينما بـكت هي بمرارة و قد تعالى صوت شهقاتها ، فـ ظـل محكمًا لإمساكه بها ، ثم كزت على اسنانها و رددت بحقـد من بين شهقاتها :
_ انت أوحـش انسـان شوفته في حيـاتى ، أنا بأكرهـك ! مهما قابلت مش هقابل أوحـش منك فى الدنيـا كلها !

ذكرته كلمتها بـ تلك اللحظات التى جمعتهم فى صغـرهـم ، و لكن ظلت ملامحه متصلبـة و تجـاهـل الرد عليها و هـو ينظـر أمامه بنظرات جامدة ، فـ وضعت كفيها على ساعديـه و هى تدفعهما بعيدًا فلم تتمكن ، فـ التفتت برأسهـا نصف التفاتة استجمعت طاقتها لـ تردد بنبرة متشنجـة :
_ انت ماسكنى كـده ليـه ، ابعد ايدك دى عنى !

في مرفأ عينيكِ الأزرق Where stories live. Discover now