"اقتباس"

1.1K 15 2
                                    

ثمة شعور بالارتياح تغلغل لأعماقها عقب أن ابتعدت بمسافة كافية عن مُحيط القصر و ما زالت سالمة ، توقفت و انحنت بجذعها للأمام مستندة بكفيها على ركبتيها لتلتقط أنفاسها اللاهثة ، استقامت في وقفتها و جذبت رباطة شعرها من معصمها لترفع خصلاتها المنسدلة على ظهرها و عقصته كذيل حصان ، وضعت كفها على موضع قلبها تستشعر نبضاته ، ثم أطبقت جفنيها لثوانٍ و هي تحمد الله في داخلها ، عادت تفتحهما فـ أبصرت سيارة أجرة تتقدم منها فـ دنت منها و مالت  قليلًا على النافذة الأمامية متمتمة بنبرة مرتفعة :
- مستشفـ...
ابتلعت كلماتها حين أبصرت رُكاب بداخلها فابتعدت قليلًا و هي تتمتم معتذرة :
- أنا آسفة و الله مخدتش بالي
فـ ردد السائق بصوتٍ غليظ :
- دول نازلين هنا يا باشا ، عايزة تروحي فين ؟
فـ التقطت أنفاسها المتوترة متمتمة بلهفة :
- مستشفى "........"
فـ أشار السائق اليها متمتمًا بصوتٍ أجشّ :
- اتفضلي
فـ تنحت جانبًا تنتظر هبوط الثلاث رُكاب حيث كان يجلس بالخلف اثنين و المقعد الأمامي واحدٍا منهم يرتدون ثيابًا قاتمة ، فتح أحد الراكبين بالمقعد الخلفي الباب فـ نظرت له مترقبة ترجله و لكنها تفاجأت به يجتذبها من معصمها بقوةٍ ليُدخلها السيارة عنوةً و أوصد الباب و هو يردد بنبرة خالية من الحياة :
- اطلع يا ابني من هنا
فرّت الدماء تمامًا من عروقها و تثلجت أطرافها بالكامل و هي تستشعر الخطر محلقًا فوق رأسها ، تلوت بجسدها محاولة التملص منه و كادت تصرخ بفزع محاولة الاستنجاد بمن حولها و لكن لم تدم مقاومتها حيث كمم فمها بقطعة قماشية بيضاء و سريعًا ما سرى الخدر بداخل جسدها ليتراخى جسدها بين يديه ...
#في_مرفأ_عينيكِ_الأزرق

في مرفأ عينيكِ الأزرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن