"اقتباس من الفصل 50"

614 18 6
                                    


- تعالى
و لم تكن لتقاوم، شبّت على أطراف قدميها لتدفن وجهها في عنقهِ، فشعرت بذراعيه القويين احداهما يحيط ظهرها، و الآخر مثبّتًا لأسفل عنقها أعلى خصلاتها، تركت العنان لشهقاتها لتتصاعد في انتحابٍ غير مكتوم و هي تحيط عنقه بكلا ذراعيها مُطبقة عليهِ، تشبّثت بهِ بكل ما أُوتيت من قوة، فـتعالى نشيجها و اختلط مع شهقاتها مستنكرة حالة الضعف التي انتابتها أمامهِ من جديد، في حين كانت تودّ ألا تظهر سوى بمظهر القوة أمامهِ، فدمدمت من بين انتحابِها:
- أنا مش لاقية حد غيرك ليـه؟ ليه أذلل للدرجة دي قدامك؟ ليه لازم أنهار قدامك بالشكل ده! ليه كل مرة لازم أضعف قدامــك؟ ليـــه؟
خصلاتها القريبة منه للغاية اخترق عبقها أنفهُ حتى أثارت حواسهِ أجمع و هيّجتها من أجل استرداد حقّها منهُ، التفت قليلًا و هو يزيح خصلاتها الحاجبة عن جانب جيدها، و دفن فيهِ شفتيه ليطبع قبلة مطولة، فكانت تدمدم بنشيج  اختلط فيه الاستنكار مع التيه:
- ليه لما كنت هموت مكانش في غير اسمك على لساني؟ و كأني شخص مهم عندك و هتيجي تنجدني!.. مش مجرد هامش زي ما قولت قبـ..
- شـشـش
و ابتعد قليلًا و هو يزيح إحدى كفيه عن رأسها ليزيح خصلاتها المبتلة عن عينيها ماسحًا برفق بكفه الخشن على بشرتها الرقيقة، تجول بنظراتهِ على صفحة وجهها، ثم علق ببصره على عينيها اللامعتين، أثناء قولهِ:
- انسي كلامي.. انسيـه، انتي مراتي
و كأنهُ مسح على جرحٍ فُتق توّا بملطفٍ للجروح، فخفف من حِدة وقع الحدث عليها، أذاب -ببراعة و ببضعة كلمات لم يصُغهم حتى بطريقة مناسبة أكثر ما قد يتراكمُ على قلبها من ثلوجٍ باردة، و لفظ ما خطر ببالهِ مُمتصّا بذلك ما قد يتسبب في حالة أخرى ستعايشها.. خبت شهقاتها و هدأ بكائها، شبّت أكثر على قدميها مُطبقة جفونها، و قد شعرت بروحها تستكين قليلًا عقب هياجٍ طال، لتستند بجبينها على مقدمة رأسهِ، فتقابلت أنفاسهما الدافئة، عبث "يامن" بيُسراه في خصلاتها، بينما يتابع حديثهُ المُشتدّ و الذي لا تتناسب فيه نبرته مع كلماتهِ الصادقة:
- انتي مش بس مهمة عندي، اللي يتجرأ بس يمس شعرة منك أنا ممكن أمحيـه، اللي يأذيكي يبقى فتح على نفسهُ طاقة جهنم
و گأنهُ الخــور.. مطرًا حطّ على نيران قلبها المشتعلة فأخمدها، أزاحت رأسها عن جبينه، و راحت تقف بباطنين قدميها عقب أن آلمتها أصابع قدميها فصارت أقصر، تلك المرة دفنت رأسها في صدرهِ العاري.. و صادف ذلك أن تكون أذنيها بجوار دقاتهِ الثابتة، و ذراعيها يُطوقان صدره متشبثة به، دموعها الصامتة انحدرت على صدرهِ.. انحدرت على ندبتيها، بينما ذراعيهِ المعضلان تحتويانها، فظلّت أسيرة لهُ.. و تلك المرة أسيرة لأحضانه.
...........................................................
....................
.............................................
بحاول على قد ما أقدر أنشر أكبر كمّ من الفصول عشان متزهقوش من الانتظار، متبخلوش عليا ب vote و comment حلو زيّكم♡
و خليكم متأكدين ان حاجة بسيطة زي دي بتفرّحني جدًا
دُمتم بخير يا رب

في مرفأ عينيكِ الأزرق Onde histórias criam vida. Descubra agora