" الفصل الأول"

7.2K 89 2
                                    

تقدم بخطوات هادئة نحو الواقف قبالته، فرفع الأخير ناظريه إليه وعلى وجهه إمارات الغضب، و ردد بانزعاج واضح:

ـ انت مين؟ ودخلت بيتي ازاي؟!

 تفاجأ به يرفع ذراعه نحوه مشهرا سلاحه، فتخشب جسده ولسانه من الصدمة، سحب الملثم الزناد، وأطلق رصاصته، والتي عرفت طريقها.. الى صدر " يوسف"

انتفض فزعًا من نومته الغير مريحة ،نفس الكابوس يلازمه ، لا يستطيع التخلص منه، نهج صدره علوًا و هبوطـًا ، ثم  تصلبت ملامحه و اعتدل في جلسته على الفراش ، وأنزل ساقيه ليلامسا الأرضية، مدّ يده يلتقط زجاجة المياه الموضوعة على الكومود المجاور للفراش ، استقام في وقفته وزجاجة المياه ما زالت في يده، اتجه نحو النافذة والتي تشغل مساحة كبيرة من الحائط ، بحيث تكشف عن الطريق أمامه ، والذى كان تقريبًا خاليًا من السيارات في ذلك الوقت المبكر، نزع غطاء زجاجة المياه ، ورفعها عاليًا وبدأ في سكب المياه على شعره ورأسه وصدره العاري، في محاولة منه لتبريد النار المشتعلة بداخله ، ولكن لا فائدة، فرغت الزجاجة فألقاها على الأرض بلا اكتراث ، تمتم غاضبًا بغموض:

ـ مش هسيبه أبدًا، صدقنى يا بابا، هجيبلك حقك منه ! 

يـامـن يوسـف الصياد، شاب فى عامه السابع و العشرين ، رئيس مجموعة شركات الصياد للحديد والصلب ، تلك الشركات العريقة التى أسسها جده و من بعده والده ، يعمل عمه "كمال" تحت إمرته، و تتميز شخصيته بأنه يتمتع بالجسارة والجبروت، تجمع ملامحه بين القسوة والجمود، فم غليظ وحاجبان كثيفان يضيفان الحدة على ملامحه، يمتاز ببشرة قمحية ،وتمتاز عينيه باللون الأخضر المائل للرمادي، وشعر أسود ناعم ،وتكتمل هيئته الشامخة بطول فارع وجسد معضل ، أكتافه عريضة وذراعيه متعرجة على أثر العضلات التي تملؤها ،لم تكن تلك شخصية يامن في صغره فقد كان يملك قلبًا شديد البياض إلى أن قُتل والده أمام ناظريه عندما كان في العاشرة من عمره، وقد قرر أخذ انتقامه ممن تسبب في معاناته بقتل والده ، فقد كان متعلقًا به تعلقًا شديدًا، فبات كـ الصقر ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على فريسته .

…………………………………………………………………………………..

في أحد المنازل المتواضعة في محافظة القاهرة، كانت الفرحة تُغرق قاطني البيت، فاليوم سيعود الغائب بعد سفر دام سنوات طويلة، كانت السيدة "حبيبة" توزع الأعمال المنزلية على ابنتيها،" ولاء" وتبلغ من العمر أربع وعشرين عامًا، تتميز بـ قوام معتدل ، و بشرة بيضاء ، و عينان سوداوان كـ سواد الليل و غموضه يحيطهما أهداب ليست بالكثيفة ، يمتاز شعرها باللون الأسود تمتلك شقيقة واحدة و هى "يارا "تبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا ..

زفرت يارا بتعب، وهتفت بضيق:

ـ يا ماما أنا زهقت احنا بقالنا قد ايه بنشتغل ولسه مخلصناش !

في مرفأ عينيكِ الأزرق Where stories live. Discover now