"الـفصـل الـثالـــث"

1.8K 45 0
                                    


هبط "يامن" الدرجات_ مرتديًا حلته السوداء القاتمة _ و هو يـ طوق مـعصمه بـ ساعة يد سوداء اللون ، ثم جذب ياقة قميصه الأسود مضبطًا من وضعيته ، كانت "هـدى" تجلس على الأريكة ذات الملمس الناعم ، ممسكة بإحـدى المجلات فى يدها ، ثم قلبت صفحتها و هى تطالع ما بها باهتمام ، سار "يامن" بـ خطواته قاصدًا الباب متجاهلًا لها ، و لكنها رفعت رأسها فجأة حين لمحته  فأغلقت المجلة على الفور ، و أسندتها على الطاولة أمامها ، ثم اعتدلت فى وقفتها و تحركت نحوه بـ خطوات واسعة لتلحق بـ خطواته ، مرددة بنبرة عالية :
_ يـــــامن ، استنى 

تسمر "يامن" فى مكانه و زفر بـ حنق مرددًا بنبرة جافة و هو يلتفت لها نصف التفاتة :
_ خيــــر 

رددت "هـدى" و هى تعقد ساعديها أمام صدرها بنبرة قاسية :
_ هاتعمل ايه مع حسين ؟

أشعل اسمه النيران بـ صدره ، فاحتقن وجهه و عيناه بالدماء ، و استدار بـ جسده بالكامل اليها ، و مال برأسه للجانب قليلًا مرددًا باستهجان و هو يرمقها بنظرات جافة :
_ هــــدى ، انتى مهمتك تتفرجى و بس !

حلت ساعديها و رددت بنبرة قاتمة :
_ يعنى ايه ؟ أنا شايفاك معملتش حاجة ؟ هانخلص منه امتى !

التوى ثغره بابتسامة ساخرة ، و حك أنفه بـ طرف سبابته ، ثم ردد بنبرة جافة :
_ انتى مش هامك غير انه يموت ! عايزك تفهمى ان الموت بيكون رحمة للى زيــه !

ارتبكت ملامح "هــدى" على الفور و رددت بـ عدم فهم :
_ قـ..قصدك ايــه ؟ انت ناوى على ايه ؟ فـهمنى 

مرر "يامن" أصابعه بـ خصلاته ، و شملها بـ نظرات جامدة ثم ردد بلا اكتراث :
_ مش مهم تفهمى يا هدى 

كزت على أسنانها بـ عنف مرددة بتشنج :
_ هدى .. هدى ..هدى ! فى كلمة اسمها ماما ، متعرفهاش و لا ايــه ؟ امتى هاسمعها منك ؟

أظلمت عيناه بـ درجة كبيرة ، و تقدم منها بـ خطوات هادئة ، دب الذعر فى قلبها من نظراته ، فـ مال "يامن" بـ رأسه للأمام قليلًا ليكون أقرب اليها نـظرًا لـ فارق الطول الكبير بينهما  و ردد بنبرة قاتمة :
_ قبل ما عـزرائيل ياخد روحــى !

رفعت حاجبيها للأعلى بدهشة و نقلت نظراتها المذهولة بين عينيه ، فقابل "يامن" نظراتها بـ نظرات جافة  ثم استدار بـ كامل جسده متقدمًا بـ خطواته فازدردت "هـدى" ريقها بتوتر ، و لكنه تسمر فجأة فى مكانه ، و التفت لها نصف التفاتة مرددًا بنبرة باردة :
_ أه و نسيت أقولك يا ريت تكونى أم فعلًا لابنك ، اهتمى بيه شوية بدل ما تخسريه هو كمان !

عقدت ساعديها أمام صدرها مرددة بلا اكتراث :
_ ماتقلقش ، انا هاربيه كويس عشان مايبقاش زيك !

التفت برأسه له مرددًا باستهجان و هو يلوى شفتيه :
_ انتى كده بتخلقى نسخة مصغرة منى !

في مرفأ عينيكِ الأزرق Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang