"اقتباس"

1.1K 20 6
                                    

دفع الباب _ذلك المرتدي زي الطبيب_ بتروٍ ثم دلف و أوصده بهدوءٍ خلفه، تحرك بخطواتٍ حثيثة حيث فراشهِ الطبيّ، ابتسم بشماتةٍ لم تتبين بسبب قناع الوجه الذي يرتديهِ ، بلغ فراشهِ فـ شملهُ بنظراتٍ ظافرة لحالتهِ، و لكنه وجده صلبًا گالفولاذ بالرغم من ذلك، تعبيراته المحتفظة بالصرامة سعّرت نيران الحقد بداخله أكثر  و أكثر حتى طفت رغباتهِ القاتلة على السطح للثأر بـ إهانتهِ له، لم يتمكن يومًا من التصدي لأمام جبروته، لم يتمكن من رد اعتباره،.. تحدث بشماتة جليّة:
- شايف يا ابن يوسف الأيام وصلتنا لفين.. أخيرًا يا ابن يوسف شوفتك مرمي بين الحياة و الموت 
و فرك كفيهِ بحماس متابعًا:
- انت عارف أنا مستني اللحظة دي من امتى ؟ 
تنقلت نظراتهُ على الأجهزة الطبية ، ثم تسللت أنامله إلى جيبهِ الداخلي ليستخرج منه إبرة طبية ، تعلقت نظراته بالمصل المغذي لـ وريدهُ ، فـ اتسعت ابتسامته:
- معلش يا يامن يا ابني ، مش هتاخد وقت و مش هتتعذب كتير 
تلاشت ابتسامته لتحل تعبيرات جافة على صفحة وجهه مردفًا ببغض جلي:
- مع اني كان نفسي تشوف الويل ، بس يالا ، شكل أبوك وحشك ، متقلقش .. دقائق و هتكون في حضنه ، يا .. يا ابن يوسف!
و بـ ثانية و بدون أدني ذرة ندم.. كان ينغز سن الإبرة الطبية بـ المصل لـيمتزج مع المحلول الطبي المغذي لأوردتهِ ، و ما إن انتهى حتى انتزع الإبرة الطبية و هو يردد ببرود و كأنه لم يرتكب جُرمًا منذ ثانية واحدة:
- سلام يا.. يا يامن!
#في_مرفأ_عينيكِ_الأزرق
«ماذا لو كان موطنك الفعليّ أسرٌ بين جدران قلب أحدهم»

في مرفأ عينيكِ الأزرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن