الفصل الأول

928 16 0
                                    

~ْ الجُـزء الثالث~ْ
~وكرُ الغداف~
" الفصل الأول"
- البعض يُؤمنون بما يُدعى القدر..إنه تلك الأنامل الخفيّة التي تُدوّن مصيرك و تتخذ دونًا عنك قراراتك  ، و أنت گسيل مياه تنجرف نحو المجهـول ، و إذ بك فجأة تجد نفسك بـ أرضٍ لم تكن يومًا من قاطنيها .
________________________________________________
ما من عدسةٍ لم تتسلط على وجهه المُتجهم فور خروجه من محبسهِ، الصحافـة و وسائل الإعلام التابعين لأشهر القنوات الفضائية ، كلٌ احتشد يتسابقون في التقاط الصور و المقاطع المرئيّة لهُ ، أو اجراء لِقاء صحفيّ معه ، و محاولة اختراق أفراد حراستهِ المتحلقون من حولـهِ ، صرّ بعنفٍ على أسنانه محاولًا كبت سخطهِ و التزام الصمت وسط تلك الأسئلة المتوالية التي تتساقط على مسامعه ، شعر بالدماء تغلى غليًا في أوردته، و ما إن نجح أفراد حراسته في البلوغ به حتى سيارته ، إندس بجسده في المقعد الخلفي و هو يسب لاعنًا بـ أقذع الألفاظ تلك الحالة التي صار عليها ،ثم أشار للسائق لتشرع السيارة في التحرك ، و من خلفهِ تتبعته سيارة الحِراسـة.
...........................................................
ستمر تلك الأوقات التي تشعر فيها بأن عقارب الساعة قد تحجرت بمحلها .. أن الكوكب الأرضي توقف تمامًا عن الدَوران و قد تجمد بسكانهِ ، أن ما تعايشهُ في تلك اللحظات مجرد كابوس مُزعج أرهق المشاعر و بتت تتمنى أن تستفيق منه ، و لكنها كانت مخطئة .. ليس كابوسًا أو ما شابه ، و لا معنى لكلمة توقف الزمن ، و دوران الكوكب مستمر ، ما الخَطبُ إذًا ؟ هل أُصيبت باعتلالٍ في الذهن أم أن ما عايشتهُ طوال الفترة الماضية جعلها تخلط الحقائق ، إنها متأكدة أنها المجنيّ عليها و ليست الجاني ، هو القاتل .. هو من يقبض على السكين و نصلهُ قد اتخذَ مُستقرًا في صدرها!
 كانت كمن أتت من كوكبٍ آخر لا تعي ما حدث و لا تُدرك حجم الكارثة التي أقدمت عليها جراء غضب أهوج  ، كانت نظراتها التي انبعثت من أعينها المُتسعة عن آخرها مُسلطة على تلك الدماء التي تنبع من جُرح صدره ، فاغرة لفاهها و وجهها قد شحب شُحوب الموتى ، انتقلت نظراتها برُوية حتى تسلطت على كفها ، تسارعت خفقات قلبها حتى شعرت بهِ يكاد يُقتلع من بين أضلعها حين رأت السِكّين براحتها، و بحركةٍ لا ارادية اجتذبت النصل بصعوبة من صدره فخرجت أنّة خافتةً من بين شفتيه رُغمًا عنه، و سريعًا ما التويا في ابتسامة باهتة قاتمة، و هو يناظرها بشئٍ من التحدّي، و كأنه ودّ لو يثبت لها أن القتل ليس عسيس عسيرًا أبدًا، و د لو يزرع في صميمها تلك اللحظة فتدرك أن القتل توارثتهُ عن أبيها، لذا لم تتردد للحظة في أن تفلعها لمجرد شكوكٍ واهية، لم تجد لها دليلًا قاطعًا.
 رفعت نظراتها لتُسلطها على قسمات وجههِ ثم  نقلت نظراتها المصدومة بين خضراوتيه و في جزءٍ من الثانية كانت تخفضها من جديد ليسقط بصرها على تلك الدماء التي سالت بغزارة من جرحه ملوثة لقميصه الأسود ، شعرت بأن هنالك ما يجثم على صدرها فباتت عملية التنفس أصعب مما يكون و قد ارتخى كفها عن السكين ليسقط على الأرضية و هزت رأسها عدة مرات بالنفي و هي تُتمتم بكلماتٍ خرجت متلعثمة من بين شفتيها المُرتعشتين :
- أنا .. أنا معملتش حاجة ، أنا .. انت .. أنا مـ.. معملتش كده ، أنا مش قاتلة !
فتبيّن لها ابتسامتهِ الحالكة و هو يُردد بكلماتٍ خرجت بصعوبة و كأنه قصد أن يكوي رُوحها :
- نفس كلمة الحديدي .. معملتش حاجة !
ارتعاشة دبّت في أوصالها و هي تتذكر انكار والدها التام لما اتُهم به ، لم يتمكن ذهنها من تحليل كلماته لفترةٍ طويلة ، عادت تنكر من جديد فعلتها فصرخت فيهِ باحتدامٍ:
- أنا معملتش دا!.. أنا مش مجرمة
فـ امتدّ كف "يامن" ليسحب كفها و وضعهُ قسرًا على قميصهِ لتخضب بدمائهِ، و جأر فيها بصوتٍ أربك جسدها:
- شوفي انتي عملتي إيـه!.. شوفي
فزأرت في المقابل بما تبقى لها من مقاومة للظروف:
- لــأ!
اتسعت ابتسامتهِ القاسية و هو يفتح زرّ قميصه ليتبيّن جرحهِ النازف:
- صدقتيني و لا لأ يا بنت حسين؟.. صدقتي إن القتل سهل و لا لأ
ارتجف جسدها مع رؤيتها لجرحه، فحاولت أن تسحب يدها من بين كفيه، و هي تزأر فيه:
- ابعد عني!.. انت مجنون، مجنـــون!
أفلت "يامن" كفها، و قد تلاشت ابتسامتهِ ليتبيّن لها صلابة وجههِ و تجمدِ من جديد، و كأن شيئًا لم يكن، و هو يردد إزاء تركهِ ليدها، و كأنه يحرر قيدًا قيدها بهِ طويلًا:
- ارتاحي يا بنت حسين!.. من النهاردة انتي حرة
 حملقت فيهِ بأعين لا تزال تحتفظ بعدم استيعاب ما يجري حولها، و ما هي إلا ثوانٍ و كان "فارس" و "عمر" يقتحمان الغرفة، و آخر ما استطاعت تذكرهِ، أتلك الأصوات التي أعربت عن استهجان و سخط و وعيد، و لم تدرِ أفارقتهم هي.. أم فارقهم هو.
...........................................................................................
انفتحت البوابات الإلكترونية عن آخرها لتمرق سيارة الإسعاف الأولى منها و قد دوت صافرتها في الأرجاء لتشق سبيلها نحو المشفى المنشود ، دقائق و كانت احدى السيارات تمر و قد استقرّ " عمر" بها بالمقعد الخلفي ، بينما السائق يقتاد السيارة خلف سيارة الإسعاف تقريبًا ، و ما هي إلا خمسة عشر دقيقة تقريبًا و كانت سيارة الاسعاف التالية تشق سبيلها فوق الممر و قد استقر بها جسدها لتتجه نحو المشفى ، بينما كان الأخير بحالة لا يُرثى لها ، حيث خانتهُ العبرات لتشق سبيلها على وجنتيه بصمتٍ و هو يُحدّق بـ الزجاج الأمامي لـ يتسنى لهُ رؤية السيارة ، فـ لم ينتبه لـ نظرات السائق الخمسيني ذو الشعر الذي غزاهُ الشيب و هو يتفرس النظر إليه في المرآة حتى رقّ قلبه على حاله ، فـ تنحنح متمتمًا بصوتٍ شبه خافت مُحاولًا مواساته :
- ان شاء الله خير يا عمر بيه ، ادعيله
فـ تحولت نظراته اليه ليرمقه بضيق ثم تمتم باستهجان :
- فاتك بتدعي عليه دلوقتي !
التوى ثغر الأخير ببسمة باهتة ثم تمتم و هو ينقل بصره بين الطريق و المرآة :
- أنا ! أنا أدعي عليه يا ابني ! ليه ؟ ده البيه جمايله مغرقانا
تقوّت شفتي " عمر" باستهزاء و هو ينظر له من زاوية عينه ثم ردد بتهكم :
- شوفلك كلمتين غير دول تقولهـ..
فـ قاطعه " سمير" بنبرة هادئة :
- يا عمر بيه ،و الله أنا بتكلم من قلي، إن شاء الله هيقوم بالسلامة
شمله " عمر" بنظراتٍ ضائقة ثم أشاح بوجهه لينظر عبر النافذة الجانبية متجاهلًا حديثه و قد أخذ يُعدد صفاتٍ لم تتواجد بأخيه ، اعتبر حديثه سرابًا و لم يوليهِ اهتمامًا بالرغم من صفو نيّة الأخير ، هو يعلم جيدًا أن ربّ عمله متجبرًا طاغيًا خاليًا من أي كلمة طيبة قد تفوّه بها ، و لكنه لم يجد ما يُقال بموقفٍ كـ هذا ، بينما كان " عمر" متوغلًا في أفكاره يُفتش بين أروقة ذهنه عن ذكريات جيدة فلم يجد الكثير ، حتى أن الفترة الماضية لم يجتمعا كثيرًا.. فلم تضرب ذاكرته سوى ذلك المشهد الذي كان يُعتبر الأخير بينهم ، حينما صفعهُ صفعةً لن تُنسى بـ حياته ، شعر بـ ألم يُداهم وجنته فجأة و بصوت الصفعة يدوي في الأرجاء و كأنها مُجرد وليدة لتلك اللحظة ، حتى أنه تلمّس وجنته بأطراف أنامله و قد شعر و كأن أصابع أخيه قد حُفِرت ، و ما لبث أن تذكّر السبب خلف ذلك ، فـ تضاعف تجهم وجهه و أظلمت عيناه بدرجة كبيرة و هو يُتمتم بـ بغض :
- من يوم ما دخلتي حياته و انتي خليتيها جحيم ، العيلة كلها عايز تنسف عيلتنا ، يامن كان معاه حق ، دلوقتي بس اتأكدت إن أبوكي هو القاتل!
.......................................................................................
- مفيش أي أثر لحاجة يا باشا
تفوّه بها أحد الرجال ذوي الطول الفارع و هو يُحادث الواقف قبالته بنبرة فاضت بالجدية البحتة ، فزم الأخير شفتيهِ و هو يُضيّق عينيهِ شاملًا المخزن المُتفحّم بأعين مقتنصة ، ثم سلّط بصرهُ المتشكك عليه :
- انت متأكد..؟
فـ أفاض القول بما لديه :
- رجالتنا فتشوا المخزن، مفيش أي حاجة تدل ان كان في حد فيه
مرر الأخير أنامله بخصلاتهِ و هو يتنهد قائلًا :
- لو كان في جثث كان هيبقي في أي أثر
عقد حاجبيه قبل أن يسألهُ مستفسرًا :
- حضرتك بتفكر في حاجة مُعينة ؟
أعاد بصرهُ نحو المخزن و هو يردف بصوتٍ شارد :
- حاسس ان في حاجة مش طبيعية ، ممكن يكون كان في جثث.. و بعد ما المخزن اتحرق حد دخل و شالها، و محى أي أثر ممكن يدل على ده !
تغضن جبينهُ متسائلًا باهتمام و قد تعجب من خيالاتهِ :
- ليه بتتكلم و كأن المخزن اتحرق بفعل فاعل
فتهكم منه و ابتسامة ساخرة تحتلّ شدقيهِ :
- أكيد مش هيبقى قضاء و قدر ، يامن الصياد مش سهل ، و حبايبه كتير !
ارتفع حاجبهُ الأيسر استنكارًا :
- بس المخزن كان فاضي ، كان الأولى يختاروا مخزن من المخازن الجديدة بتاعته ، و يحرقه باللي فيه
شعّت نظراته غموضًا و هو يحك بسبابتهِ ذقنه الغير نابتة ، ثم دس كفيهِ بجيبهِ قائلًا :
- العيلة دي الغموض ماليها ، زي ما والده اتقيدت قضيته ضد مجهول ، هتفضل كل حاجة خاصة بالعيلة دي مجهولة ! لكن هنحاول نكشفها
تسائل بفضولٍ و عيناهُ تتجولان على ملامحه :
- هتعمل ايه ؟
- هنستجوب الصياد
...................................................................................
احتل الرعب قلبهُ و هو يتأمل حالته.. جسده ساكن على غير المعتاد ، ملامحه بالرغم من شحوبها إلا أنها احتفظت بالصرامة و الصلابة بشكل مُريب ، سارع " فارس" بـ بسط أنامله ليلتقط كفهُ من فوق صدره و احتضنهُ جيدًا براحتيه و هو يتمتم بنبرة مرتعشة متوسلًا :
- متومتش يا يامن ، متسيبنيش يا صاحبي ، انت أقوي من انك تموت على ايد بنت عدوّك ، قوم يا يامن ، قوم و انتقم منهم كلهم زي ما تحب ، دول .. دول ميستحقوش غير القتل واحد واحد ، قـوم يا يامن !
و كأن خفقات قلبه گدقات الطبول حيث تمكن سماعها بوضوح حتى كادت تصم  أذنيه إثر حالة التوجس و الخوف التي أصابته ، ازدرد ريقه و حاول أن يضبط مُعدل تنفسه ، ثم تمتم بنبرة مترددة :
- أنا .. أنا عارف إني سيبتك زمان و مشيت ، فاكر كويس لما اترجيتني عشان أفضل ، و أنا اخترت اني أمشي ..أنا دلوقتي اللي بترجاك تفضل ، متردهاليش يا يامن و تمشي زي ما مشيت ، انت .. انت أحسـ...
و فجأة انعطفت السيارة يسارًا فـ مالت قليلًا للجانب و اهتزت مما أحدث اهتزازًا بجسدها بأكمله ، فـ تلوّن وجه " فارس" بـ حُمرة فاقعة من حالة الغضب التي تملكته ثم صاح باحتدام و هو يشيح بكفه :
- انت غبي مبتعرفش تسوق ، مش عارف ان معاك مريض تلتـ...
- بنت حسين!
انقطع صوته تمامًا اثر نداءه الخافت الذي بالكاد يُسمع ، و لكنه اخترق مسامعه بقوة ، فـ سُرعان ما أخفض نظراتهُ نحوه ليجد حالته كما هي تقريبًا ، حتى أنهُ توهم أنه استمع إليه ، و أن صوته ما كان إلا سرابًا نسجه عقله متخذًا من أمنياتهِ أساسًا لبنائه ، و لكن انفرجت شفتاه بابتسامة عريضة و أشرقت ملامحه و هو يراه يرمش بعينيه لأكثر من مرة ببطءٍ و صعوبة و هو يهمس مجددًا بثُقل جثم على صدره :
- بنت حسين!
على الفور التقط كفه و ضمه بين راحتيه و هو يردد بتلهف واضح :
- يامن .. انت .. انت سامعنى ، يامن ؟
كانت الرؤية مُشوشة للغاية بالنسبة اليه ، كلما حاول أن يرمش لربما تتضح الرؤية فـ يفشل مجددًا ، لم يتمكن من التعرف على هُوية المنادي إلا من صوته ، فـ غلّفت الجدية نبرته و هو يردد بنبرة متقطعة :
- بـ..بنت حسين فين ؟
على الفور اكفهرّ وجهه و احتقنت عيناه بالدماء ، كز على أسنانه و هو يتمتم بنبرة غلّفها التذمر :
- متقلقش ، أنا عارف إن هي اللي ورا اللي حصلك ، و ديني لاخد حقك منها و أوريها يعني إيـه تـ...
فـ ردد بصرامة خافتة ليقتطع أفكاره الانتقامية :
- شـشـش!
ارتفع حاجب " فارس" الأيسر استنكارًا ، فـ تابع " يامن " و قد أطبق جفنيه مُجددًا بانهاك و هو يحاول جاهدًا التقاط أنفاسه:
- هتطلعها منها !
تغضّن حبينه و هو يرمقه بعدم فهم ثم تفوّه بـ :
- قصدك إيه ؟
شعر بثقل خروج الكلمات ، و بأن عضلات لسانهِ قد شُلت ، و لكن ظلّ يُقاوم حتى انطلقت الكلمات من بين شفتيه بـ عُسرٍ بالغ :
- هتـ..هتطلعها منها ، محدش هيعرف إنها عملت دا، سامعني !
شعر بالدماء تغلي غليًا و كأنها على موقد بداخل أوردتهِ ، فـ ازداد توهج وجهه و احتدّت نبرتهُ أكثر و هو ينطق بـ :
- انت بتقول إيه يا يامن ، البت دي من الصبح هيتعلق لها حبل المشنقة هي و أبوها ، العيلة دي أنا هنهيها ، لأ .. هستنى أما ترجع انت و تنهيهم بطريقتك ، صدقني يا يامن فـ...
استثارتهُ كلماته و حفّزت خلاياه للتحرك ، فكانت مفاجأة لـ " فارس" حين حرّك إحدى كفيهِ ليجتذب ياقته بعنفٍ و هو يرمقه بنظراتٍ مهددة و نبرة  فاض الوعيد بها بالرغم من تقطعها :
- سمعت اللي قولته ، لو عايز روحي ترتاح في قبري يبقى تعمل اللي بقول عليه ، مراتي محدش هيمس شعره منها!
ارتسمت الصدمة على ملامحه و فغر فاهُ و هو يحدق به بعدم تصديق بينما ، تآوه " يامن" بـ خفوتٍ اثر الألم الذي اشتد بهِ  فـ اضطر جبرًا أن يُخفض ذراعه و قد ارتخت عضلاته ، كما شعر بارتخاء جفني و قد شرعت الصورة المشوشة تتلاشى من أمامها ليحل الظلام محلها مُلتهمًا الصورة بأكملها ، فـ انتفض " فارس" فزعًا و هو يردد برجاء :
- يامن ، متغمضش عينك يا يامن ، انت هتعيش ، هتعيش و هتعمل اللي عايزه كمان ، يامن !
 فـ انطبق جفنيه رُغمًا عنه و شفتيه تتحركان بهذيان :
- محدش هيأذيها يا فارس ، بنت حسين محدش هييجي جمبها !
و لحظاتٍ فقط و كان صوته قد انقطع ليحل السكون السيارة بأكملها ، فـ اضطربت أنفاس الأخير بدرجة كبيرة ، ظلّت نظراته مُعلقة به و قد كبح دموعه بصعوبة فـ ظلّت أسيرة لعينيه ، ثم تمتم بنبرة حاول أن يجعلها ثابتة واثقة :
- هتعيش يا صاحبي ، هتعيش !
..............................................................................
.............................................
......................................................................
 

في مرفأ عينيكِ الأزرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن