" الفصل الـرابـــع"

1.6K 40 0
                                    

أحيانًا لا نُدرِك قيمَة الأشْياء الثمينة الا بعد اهدارها حينها سـ يـكون من الصعب استعادتها مُجددًا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سارت "ولاء" بـ خطوات متهادية الى حيث تركت شقيقتها ، و لكن تنغض جبينها حين لم تلمحها و أسـرعت بـ خطواتها ، تجمدت فى مكانها و تلتفتت برأسها فى جميع النواحى بـ حثًا عنها فلم تجد لها أثـرًا ، زفرت "ولاء" بحنق و :
_ ماشى يا يارا ، يعنى أنا بأقولك تستنينى تسيبينى و تمشى كده ، معرفش أعتمد عليكى أبدًا !

هزت "ولاء" رأسها استنكارًا ، ثم أخفضتها لتدس يدها فى حقيبتها مخرجة هاتفها لتتصل بأختها و تستعلم عن مكانها ، رفعت الهاتف الى أذنيها لتتفاجئ بالرسالة الصوتية المسجلة " الهاتف الذى طلبته مغلق أو غيـر متـ.."

تنغض جبينها و هى تعيد الاتصال بها و لكن لا فائدة ، أخذت تتلفت حولها بـ قلق مرددة بضيق :
_ روحتى فين يا يارا !

ثم اتسعت عيناها لتردد بدهشة و هى تضغط بـ كفها على جبينها :
_ لاتكون راحتله تانى ، ده انتى تبقى ستين مجنونة يا يارا لو عملتيها !

نفضت شعرها للخلف بأطراف أصابعها ، و راقبت حركة السيارات أمامها بـ شرود و :
_ أعمل ايه دلوقتى ؟ أوف منك يا يارا 

أخفضت نظراتها لتدس هاتفها فى حقيبتها و عادت ترفع نظراتها ثانية ، و لكنها أخفضت رأسها بالكامل حين لمحت شيئًا ما من زاوية عينيها ، سارت ناحيته و انحنت بـ جسدها ملتقطة لها من على الأرضية ، رابطة الشعر المطاطية ذات اللون الأزرق الفاتح ، قلبتها بين كفها لتتسع حدقتيها فى ذعر ، رددت بـ توجس :
_ دى .. دى بتاعة يارا !

هى تعلم عادة شقيقتها و كيف أنها تعبث دومًا برابطة شعرها فان أصابها التوتر أو الانفعال تقوم بـ جذبها و تطوق بها معصمها و تعبث بها ، نعم بالتأكيد هى لها ، اضطربت أنفاسها و هى تعتدل فى وقفتها ، و خفق قلبها بـ عنف حتى كادت دقاته تصم أذنيها ، هزت رأسها استنكارًا مرددة بـ خفوت :
_ مـ.. مش ممكن 

ثم رفعت نظراتها المذعورة لتبحث عن أختها ، و قد شعرت بالدماء قد تجمدت فى عروقها من شدة هلعها ، ازدردت ريقها بتوجس ، و على الفور استدارت بـ جسدها راكضة بـ خطوات واسعة نحو المنزل 

……………………………………………………………………………….

فتحت "يارا" جفنيها ثم رمشت بعينيها عدة مرات لتعتاد على الاضاء ، فى البداية اعتقدت أنها بمنزلها غافلة بـ حجرتها ، فأطبقت جفنيها ثانية ، و لكن آلمتها رأسها فجأة فتأوهت بـ خفوت ، و سريعًا ما ضربت الذكريات رأسها بـ قسوة لتفتح عينيها عن آخرهما ، و جحظت عيناها فى صدمة ، ثم انتفضت فى جلستها و صدرها ينهج علوًا و هبوطًا ، سرت رعشة قوية فى جسدها و هى تتجول بنظراتها المذعورة فى ذلك المكان ، لتدرك أنها بداخل غرفة واسعة ، أخفضت نظراتها لتجد نفسها جالسة فوق فراش وثير ، ازدردت ريقها بـ توجس  و زاغت عيناها و هى تنكمش على نفسها ، احتضنت جسدها بـ ذراعيها ، و حبست أنفاسها اللاهثة فى صدرها لـ ثوانٍ ، حدقت بباب الغرفة بنظرات فزعة منتظرة أن يدلف أحدهم منه و لكن لم يحدث ، تلفتت حولها لتشمل الغرفة بنظرات زائغة و هى تبحث عن أداة تستخدهما للدفاع عن نفسها ، فالتقطت عيناها تلك المزهرية المستندة على طاولة الزينة ، استجمعت "يارا" جزءًا من شجاعتها الهاربة ، و بـ حذر متوجس أخفضت ساقيها ليلامسا الأرضية ، ثم تحركت ناحيتها بـ خطوات حذرة حتى التقطها ، شعرت بـ حلقها جاف للغاية ، فازدردت ريقها الذى صار مثل العلقم ، و بللت شفتيها بلسانها ، ثم ضمتهما معًا و هى تحبس أنفاسها فى صدرها ، تـحركت نحو باب الغرفة بـ خطوات هادئة محاولة ألا تلفت الانتباه اليها ، وضعت أذنها أولًا على الباب محاولة استراق السمع لما يحدث بالخارج و لكنها لم تستمع لـ شئ ، فقد كان الهــدوء فقط مُغلفًا المكان ، سحبت شهيقًا عميقًا زفرته على مهل و رددت لنفسها بـ خفوت بنبرة مذعورة :
_ يا رب نجينى منهم 

في مرفأ عينيكِ الأزرق Where stories live. Discover now