"الفصل الثلاثون"

1.4K 35 4
                                    

"الفصل الثلاثون"

گمرض تفشى بين خلاياي مستهدفًا فؤادي لا أقوى على ردعه .. مرض استعذبتُ وصَبه و طابت لي عذاباته
________________________________________________
بالرغم من كونها ثوانٍ معدودة الا أن مشاهد الكابوس مرّت أمام عينيه گ شريطٍ سنيمائي ، تنغض جبينه بـ درجـةٍ كبيرة و هـو يضغط على المكابـح بـشكلٍ مفاجئ فـ أصـدرت الإطارات صوتًا اثر احتكاكها بالإسفلت جعلها تنتفض هلعًا شعـرت بـ ساقيها صارتا رخوتيـن فـ خرّت على ركبتيها و قـد دبّ الذعـر في قلبها ،  اتسعت عيناها هلعًا وتلاحقـت أنفاسها المتوترة ، تثلجت أطرافها و فـرّت الدماء من عروقها من صدمتها ، و ما جعلها أكثـر رُعبًا هـو تجمع هـؤلاء الرجال ضخـام الجسـد حولها جعلها تشعـر كما لو أنها قـد ارتكبت جُرمًا سـ تُعاقـب عليه ، تـرجـل " يامـن" على الفـور من السيـارة صافقًا الباب بـ عنفٍ و هدر بـ صوتٍ جهـوري :
_ محـدش ييجي جمبها !
أومأ الجميع برؤوسهـم و هـم يبتعـدون لـ يصطفوا بالخلف مطأطأيـن رؤوسهـم ، دنا " يامـن" منها و انحنـى عليها  متمتمًا بـ قلقٍ بـ الرغـم من جمـود نبرته :
_  انتي كويسـة ؟
حولت نظراتها المذعورة اليـه و تهـدجت أنفاسها و هـي تتمتم :
_ كنت .. كنت هـ..هـتقتلني زيها .. !
تنغض جبينه و هـو ينظـر لها باستنكار ،  هـزت رأسها نفيًا عـدة مرات و هـي تصيـح بـ تشنجٍ :
_ لما انت عايـز تقتلني كنت أنقـذتني ليــــه ؟ مسيبتنيش أموت ليــه ؟
فـ هـدر بها بنبرة عنيفـة :
_ انتي بتقــولي ايـــه ؟
فـ رددت بـ نبرة ساخطـة و هـي تستند بكفيها على الأرضية لـ تنهض :
_ بقــول اقتلني .. بس سيـب عيلتي في حالها ، سيبهــم في حالهــــم بقى !
انتصب " يامـن" في وقفته و قد تجهمت ملامحه و أظلمت عيناه بـ درجةٍ كبيرة هادرًا باستهجـان :
_  مـش كفايـة اترحـم من حبل المشنقـة ، انتي عــايزة ايه تاني ؟
فـ رددت بـ احتدام و هي تنظر له بنظرات مستهجنة :
_ و أختي ذنبها ايـــه لما تدوسها ؟ عايز تقتلها ليــه ؟
تنغض جبينه و هـو يتمتم بصلابة :
_ اختـــك !
أومأت برأسها مرددة بـ سخطٍ :
_ أه ، أختي اللي انت كنت عايـز تقتلها !
احتقنت عيناه و وجهه بالدماء الغاضبـة و كـزّ بـ عنفٍ على أسنانه ، و  بدلًا من أن يُبعـد تلك التهمة عنه ردد بـ شراسةٍ :
_ أنا لـو عايـز أقتل أختـك مكانتش هتطلع منها عـايشـــة ! حطي ده في دماغك كويس !
غلـت الدماء بـ عروقها و هـي تهـدر بـ انفعـال :
_ يعني انت فعلًا اللي دوستها ، انت اللي كنت عايـز تقتلها !
فـ مسـح بـ عنفٍ على وجهه و ردد بـ نفاذ صبرٍ :
_ انتي مبتفهميــش !
دنا " فارس" من كلاهما بـ خطوات أقرب للركض ، تنغض جبينه مرددًا بـ دهشـة :
_ يامـن
حول " يامن" نظراته النارية اليه فمرر " فارس" نظراته بينهما متمتمًا بنبرة جامدة :
_ أنا قولتلها من غير قصـد
_ أنا اللي قولتلها يا يامـن
قالها " عمر" بنبرة جادة و هـو يوفض نحوهم ، ثـم توقف يلتقط أنفاسه اللاهثة و نظـر لـ " فارس" متمتمًا بـ اضطراب :
_ أنا .. أنا كنت فاكرها عارفـة.. كنت بـ...
تنغض جبينها مرددة باستهجان و هي تمرر نظراتها بينهم :
_ ده اللي فارق معاكم ؟ أنا عرفت إزاي أو ميـن اللي قالي ؟
سلطت نظراتها على " يامـن" متمتمة بـ نبرة متشنجـة :
_ أختـي ملهاش دعـوة بـ حاجـة ، بتأذيها ليه و هي مجتش جمبك أصلًا ؟
فـ قبض " فارس" على شفتيه بـ قوةٍ و ردد محاولًا انقاذ الموقف :
_ يـامـن ملوش دعـوة باللي حصـل لها ، أنـا اللي ..
بسط " يامـن" كفه لـ يتوقف " فارس" عن الحديث قاطبًا حاجبيه ، بينما ظـلّ مُسلطًا لـ نظراته الناريـة عليها ، فـ بادلته بـ نظرات متحديـة و عينيها تفيض الدموع منهما ، سحب شهيقًا عميقًا زفره دفعة واحدة و هو يشيح بوجهه بعيدًا عنها ، فرك وجهه بـ عنفٍ بكفه ثـم سلط نظراته القـويـة عليها هادرًا بنبرة عنيفـة :
_ انتــي عايــــزة ايــه ؟
التقطت أنفاسها المتوترة و هي تتمتم بـ نبرة مبحـوحة :
_ عايـزة أشوفها
ظل مسلطًا لنظراته الغير مفهـومة عليها حتى أنها أربكتها ، تهـدل كتفيها بـ قنوطٍ و هي متأكـدة أن ما تفكـر به لـن يحـدث ، و  لكـن فغرت شفتيها بصدمةٍ حين أشار للسيارة بعينيه مرددًا بنبرة آمـرة :
_ اركبــــي
ارتفع حاجبيها للأعلى و اتسعت عيناها بـ شـدوه و هي مُحدقة به ، فـ استدار بجسده لـ يقف أمام باب المقعد الأمامي و فتح بابه لـ يتنغض جبينه و هو يرفع نظراته اليها ضرب ببطن كفه على سطح السيارة المعدني  هادرًا بنبرة عنيفــة :
_ يالا !
تلاحقت أنفاسها المتوترة و هـي تسيـر نحـو الباب المجاور له فـ تابعها " يامـن" بنظراتٍ جامدة ثـم رفع نظراته لـ " فارس" الذي تسمـر مشدوهًا و هـو ينظر له بـ ذهول و ردد بنبرة آمـرة  :
_ هاتها على الـ ".........."
ثـم حول نظراته لـ " عمـر" مرددًا بـ توعـد و هو ينظر له بـ شراسة :
_ و انت حسابك معايا بعديـن !
قبض " عمر" على شفتيه بـ قوة و هـو ينظر له بـ توترٍ ، استقل السيارة فـ تنغض جبيـن " فارس" و هو يدنو منه مرددًا باستفسـار :
_ استنى ، هـي ميـن دي
فـ أدار " يامـن" المحـرك و أخفض زجاج السيارة متمتمًا بنبرة جـامدة بدون أن يرفع نظراته اليه :
_ أختهـا !
ثـم ضغـط على دواسـة البنزيـن مُديرًا المقود ليقتاد السيارة مبتعدًا بها من محيط القصر ، انتصب " فارس" في وقفته و دس كفيه بجيبيه و هو يراقب ابتعاد سيارته ، و هـز رأسه استنكارًا ، ثـم التفت لـ ينظر لـ " عمر" الذي توترت ملامحه الى حـدٍ كبير ، و دنا منه مربتًا على كتفه بقوةٍ متمتمًا بنبرة جامدة :
_ مش هيعملك حاجة ، متخافش
فـ أشاح بكفه متمتمًا بلا اكتراث :
_ اخاف ايه بس !
ثـم سلط نظراته على السيارة التي تلاشى أثرها تقريبًا و :
_ أنا خايف من اللي بيحصل و هيحصل
تنهـد " فارس" بعمقٍ :
_ عـندك حق
تنغض جبيـن " عمر" و ضيق عينيه مستوضحًا :
_ تفتكر هو عمل كده ليه ؟
عقد " فارس" ساعديه أمام صـدره و طرد زفيرًا حارًا من صـدره متمتمًا :
_ مـش عارف
ثـم حرر ذراعيه لـ يربت على كتفه مرددًا :
_ المهم ، أنا رايح أجيبها
أومأ " عمر" برأسه متمتمًا :
_ تمام
استدار "فارس" ليتجه نحو الجراج لـ يستقل سيارته ثـم يتجه الى حيث منزلها .
..................................................................................................
سارت بأناملها على صورتها و الدموع تنهمر كالشلال من عينيها ، كتمت شهقاتها بـ كفها و هي تنتحب بأنين موجوع متنهدة بشوقٍ :
_ وحشتيني أوي ، مفيش حاجة ليها طعم من غيرك
انتبهت لـ رنيـن هاتفها الصغير القديـم الذي استخدمته كـ بديـل عـن هاتفها الذي تهشـم ، فـ نزحـت دموعها بأطراف أناملها ، و سحبت شهيقًا عميقًا زفرته على مهلٍ و هي تلتقطه ،  تنغض جبينها حيـن رأت رقمًا غيـر مُسجـل و ألقته بـ جوارها بلا اكتراث و لكن عاد الرنيـن ثانيـة ، فـ زفرت بـ ضيق و هي تلتقطه ناقرة على زر الإجابـة :
_ ألـــــو

في مرفأ عينيكِ الأزرق Where stories live. Discover now