"الفصل التاسع و الثلاثون"

909 16 0
                                    


ازداد معدل ضربات قلبه حتى كادت تصم أذنيه ، أطبق جفنيه بقوةٍ و قد استشعر فشل مخططه بالكامل ، طرد زفيرًا حارًا من بين شفتيه حتى شعر به يقف أمامه ففتح عينيه ليردد بنبرة مرتبكة :
- أنا .. انا ...
فـ تنغض جبين " فارس" و هو يردد بنبرة جافة :
- البرفيوم ده مش غريب عليا !
تنفس الصعداء و هو ينظر له بارتياح ، ثم طافت على شفتيه ابتسامة بلهاء و هو يردد  :
- ما هو بتاعك
فقبض على أذنه و هو يردد بحنق :
- يا ابني انت مش هتبطل سرقة بقى ، ده انت عندك مليون واحد و أحسن ماركات
فـ ردد مازحًا:
- يا ابني البرفيوم ده مش بحس بيه غير لما أسرقه ، مفيش أحسن من البرفيوم الحرام !
  فـ قست نظراته و هو يردد مستنكرًا :
- لا و الله
فـ ضبط وضعية ياقته مرددًا بتفاخر :
- أيوة ايه فهمك انت ؟ جربت سرقة برفانات قبل كده ؟
فلكزه بعنفٍ من كتفه مرددًا بنبرة متأففة :
- امشي يا عمر ، امشي يا عمر بدل ما أورملك عينك
فـردد بنبرة مرحة :
- طب يرضيك العسل ده عينه تورم ، أعاكس أنا البنات ازاي ؟
ثم مرّ من جواره محاولًا الفرار فـاجتذبه " فارس" من ياقة قميصه مرددًا بنبرة جافة :
- خد هنا خد هنا ، بتعاكس بنات ؟ ده لو أخوك عرف مش هيبقى فيك حتة سليمة
استنكر و هو يشير الى نفسه :
- أنا ! حاشا لله يا عم انت فهمت غلط
ثم خلل أصابعه بخصلاتهِ السوداء الناعمة ليرفعها للأعلى مرددًا بغطرسة :
- دول هما اللي بعاكسوني !
فـ التوى ثغره بابتسامة ساخرة و هو يردد متهكمًا :
- لا يا شيخ ؟ البنات هي اللي بتعاكسك
فـ أبعد كفه عن ياقته و ضبطها و هو يردد بغرور :
- طبعًا يا ابني ، ده أنا عمر الصياد مش أي حد !
ثم ربت على كتفه متجاوزًا له :
- يالا سلام بقى عشان اتأخرت
و مضى نحو الباب بينما تابعه " فارس" بنظرات مستنكرة و ضرب كفًا بآخر مرددًا :
- لا حول و لا قوة الا بالله ، الغرور ده بيجري في دمك انت و أخوك ، أنا هلاقيها منك و لا منه
........................................................................
فرك عنقه و قد تجمدت تعبيراته و طرد زفيرًا حارًا من بين شفتيه و هو يردد بحنق :
- وقعت قلبي يا فارس
سار بحذر و هو يتلفت حوله و مضى نحو ذلك الجزء الذي اتفقا على الالتقاء به ، حتى شخصت أبصاره بذهولٍ و أسقط الحقيبة عن كتفه و هو يوفض نحوها مرددًا باستنكار :
- انتى عملتي ايه ؟
فنظرت له بذعر و هي تهذي :
- أنا قتلته ، أنا قتلته !
انحنى " عمر" ليجلس القرفصاء أمامه و وضع سبابته على العرق النابض بعنقه ، فـ تنفس الصداء و هو ينتصب في وقفته ثم مرددًا بعجلة :
- محصلش حاجة متخافيش
انحنى قليلًا ليقبض على قدميه و يسحبه للخلف ليُخفي جسده خلف احدى الشجيرات مؤقتًا ، بينما هزت رأسها نفيًا و هي تردد بهلعٍ :
- لا لا ، أنا .. أنا قتلته
فترك قدميه و مضى نحوها و ردد و هو يجتذبها من مرفقها ليدنوَ من السور أكثر :
- يا بنتي أغمى عليه بس متخافيش
فتلاحقت أنفاسها و هي تنظر له بأعين دامعة :
- بجد ؟ انت .. انت متأكد ؟
- أيوة
نظر حيث الأعلى ثم عاد ينظر اليها و هو يردد :
- بصي ، أنا هساعدك تطلعي فوق السور و تاخدي بالك و انتي تنطي من الجهة التانية ، تمام ؟
تجلي الارتباك أكثر على ملامحها و هي تنظر للأعلى مرددة بتوتر :
- مفيش طريقة تانية ؟
فـ ردد محاولًا بث الأمان اليها بشكلٍ مرح :
- متخافيش يا بنتي ده أنا بنطها كل يوم
فـ تنغض جبينها و هي تنظر له مستفسرة :
- ليه ؟
فـ ردد مبتسمًا ببلاهة :
- ماما لما مبترضاش تخرجني بهرب و أرجع قبل ما تاخد بالها
ضيقت عينيها و هي تنظر له فردد مشيحًا بكفه :
- و ده وقته ، يالا بس و متخافيش
سحبت شهيقًا عميقًا زفرته على مهلٍ متمتمة :
- تمام
انحني قليلًا بجذعه للأمام و شبك كفيه معًا ، فاستندت بكفها على كتفه و كادت تصعد و لكنه انتصب فجأة و حرر كفيه و هو يردد بتوتر :
- بصي أنا مش مرتاح و مش مطمن لقريبك ده
فـ سحبت كفها و هي تنظر له بعتاب مرددة :
- بس انت قولت هتساعدني
فـ ردد بنبرة واثقة :
- و أنا عند وعدي
ثم دس كفه بجيبه ليخرج هاتفه و بسط كفه به مرددًا بنبرة جادة و هو ينظر لها بنظرات ثابتة :
- بصي ، خلي موبايلي معاكي عشان لو حصل أي حاجة أتصل بيكي ، تمام كده ؟
فـ نظرت لهاتفه مُطولًا ثم رفعت نظراتها اليه و فركت كفيها بارتباكٍ متمتمة باحتجاج :
- بس...
فـ بسط كفها ليضعه به و هو يردد بنبرة حازمة :
- من غير اعتراض
فـ تنهدت بحرارة و هي تدسه بجيبها و نظرت له مُطولًا فـ تنغض جبينه مرددًا :
- مالك ؟ بتبصيلي كده ليه ؟
فـ رددت بامتنان :
- انت بجد أحسن فرد في العيلة دي ، مش عارفة أشكرك ازاي
فـكانت نبرته جادة و هو يردد :
- خلي الشكر لما تتطمني على عيلتك و ترجعي
ثم تلفت حوله ليردد بحذر متوتر :
- بسرعة بقى قبل ما يحصل حاجة
أومأت برأسها فـ انحنى بجذعه للأمام و شبك كفيه معًا ، استندت هي بكفها على كتفه و رفعت قدمها لتضعها على كفيه ثم استندت بقدمها الأخرى على كتفه انتصب " عمر" في وقفته مما ساعدها على بلوغ الحافة بسبب طوله الذي يتجاوزها بمراحل ، و ردد بنبرة جادة :
- وصلتي ؟
تشبثت بالحافة فـرددت بنبرة متوترة :
- أيوة
فـ رفعها للأعلى قليلًا لتُلقي بثقل جسدها على حافة السور ، حتى استقرت أعلاه فـ تنفست الصداء و هي تضع كفها على فؤادها الذي استشعرت نبضاته كطبول تكاد تصم أذنيها ، نفض " عمر" كفيه و هو ينظر للأعلى و تسائل بقلق :
- انتي كويسة ؟
أومأت برأسها عدة مرات مرددة باضطراب :
- اه
التفت برأسها لتنظر للأسفل لتجد المسافة بينها و بين الأرضية كبيرة ، فـ تهدجت نبرتها و هي تردد متوجسة :
- المسافة كبيرة أوي ، هنزل ازاي ؟
فـردد محاولًا بث الطمأنينة اليها :
- اهدي بس و متخافيش ، بالراحة خالص ، هي مش صعـ..
تفاجأ بها تستند بكفيها على الحافة لتنتصب بوقفتها و ولته ظهرها و هي تنظر للأسفل ، سحبت شهيقًا عميقًا زفرته على مهلٍ فـ صاح بها بقلقٍ :
- انتي بتعملي ايه يا مجنونة ، استنـي
لم تكترث له ، فقد عقدت العزم على فعلها بدون تردد.. وثبت من أعلى السور ليستمع " عمر" الى صوت صرخة انفلتت منها ، فـ اتسعت عيناه و هو يستند بكفيه على الحاجز مرددًا بقلقٍ :
- يارا ؟ يارا انتي كويسة ؟ حصل لك ايه ؟
تأوهت بصوتٍ خافت و هي تنتصب ببطءٍ في وقفتها ، تلمست بأطراف أناملها ركبتيها التي أُصيب بجرح سطحي ، ثم رددت متألمة بحنقٍ :
- آآه ، ده أنا لو بهرب من السجن مش هيبقى بالصعوبة دي
وضع أذنه على السور و هو يهتف :
- يارا ؟ انتي يا بنتي ، انتي كويسة ؟
فـ التفتت لتنظر للخلف متمتمة بتأوه :
- ايوة ، محصلش حاجة
فـ سحب شهيقًا عميقًا زفره على مهلٍ و هو يتلفت حوله :
- تمام
فرددت بامتنان :
- مش عارفة أشكرك ازاي
ردد " عمر" بنبرة جادة :
- أنا معملتش حاجة ، خلي بس بالك من نفسك
- حاضر
فردد متعجلًا :
- اجري بسرعة على الشارع الرئيسي و خدي بالك ، تمام
فـ رددت و هي تبتعد :
- تمام ،  تمام
أخذت تتلفت حولها يمينًا و يسارًا حتى اطمأنت الى خلو المكان ، فـ أطلقت ساقيها للريح متجاهلة آلام ركبتيها ، بينما ظل " عمر" متسمرًا بمكانه لدقائق يتأكد من ابتعادها ، حتى طرد زفيرًا حارًا من بين شفتيه ، و سحب حقيبته و علقها على كتفه و هو يتوجه نحو القصر مرددًا بعدم ارتياح :
- قلبي مش مرتاح ، ربنا يستر
............................................................................................
ثمة شعور بالارتياح تغلغل لأعماقها عقب أن ابتعدت بمسافة كافية عن مُحيط القصر و ما زالت سالمة ، توقفت و انحنت بجذعها للأمام مستندة بكفيها على ركبتيها لتلتقط أنفاسها اللاهثة ، استقامت في وقفتها و جذبت رباطة شعرها من معصمها لترفع خصلاتها المنسدلة على ظهرها و عقصته كذيل حصان ، وضعت كفها على موضع قلبها تستشعر نبضاته ، ثم أطبقت جفنيها لثوانٍ و هي تحمد الله في داخلها ، عادت تفتحهما فـ أبصرت سيارة أجرة تتقدم منها فـ دنت منها و مالت  قليلًا على النافذة الأمامية متمتمة بنبرة مرتفعة :
- مستشفـ...
ابتلعت كلماتها حين أبصرت رُكاب بداخلها فابتعدت قليلًا و هي تتمتم معتذرة :
- أنا آسفة و الله مخدتش بالي
فـ ردد السائق بصوتٍ غليظ :
- دول نازلين هنا يا باشا ، عايزة تروحي فين ؟
فـ التقطت أنفاسها المتوترة متمتمة بلهفة :
- مستشفى "........"
فـ أشار السائق اليها متمتمًا بصوتٍ أجشّ :
- اتفضلي
فـ تنحت جانبًا تنتظر هبوط الثلاث رُكاب حيث كان يجلس بالخلف اثنين و المقعد الأمامي واحدٍا منهم يرتدون ثيابًا قاتمة ، فتح أحد الراكبين بالمقعد الخلفي الباب فـ نظرت له مترقبة ترجله و لكنها تفاجأت به يجتذبها من معصمها بقوةٍ ليُدخلها السيارة عنوةً و أوصد الباب و هو يردد بنبرة خالية من الحياة :
- اطلع يا ابني من هنا
فرّت الدماء تمامًا من عروقها و تثلجت أطرافها بالكامل و هي تستشعر الخطر محلقًا فوق رأسها ، تلوت بجسدها محاولة التملص منه و كادت تصرخ بفزع محاولة الاستنجاد بمن حولها و لكن لم تدم مقاومتها حيث كمم فمها بقطعة قماشية بيضاء و سريعًا ما سرى الخدر بداخل جسدها ليتراخى جسدها بين يديه ..
.............................................................................
تقدمت بخطوات مختالة ناحية الدرج منتوية صعوده للأعلى ، فـ أفسد عليها مخططها و هو يردد بنبرة صارمة :
- رايحة فيـن يا هدى ؟
جلّ الفتور على ملامحها و هي تستدير لتجده معتليًا الأريكة رافعًا ساقًا فوق الأخرى ، فتمتمت بحنقٍ :
- ايـــه ؟ انت هتفضل قاعدلي كده ؟
نقر على الزر الجانبي لهاتفه ليُغلقه ثم أخفض ساقه و مال بجذعه للأمام ليسند الهاتف على المنضدة المستطيلة ، التوى ثغره بابتسامة ساخرة و هو يرفع نظراته اليها ، و استند بمرفقيه الى ركبتيه مرددًا :
- بالظبط كده ، مفيش ورايا غيرك ، قوليلي بقى بتتسحبي كده راحة على فين ؟
فتوسطت خصرها بكفيها و هي تردد باستنكار :
- و الله ده قصري أمشي فيه براحتي مش هتحاسبني كمان !
فـ قست نظراته و هو يردد بخشونة :
- لأ ، تمشي براحتك في الدور ده ، انما فوق لأ ، مش من حقك تطلعي فوق
فتوهج وجهها بحمرة الغضب و هي تردد باستهجان :
- انت نسيـت نفسك ولا ايـه ؟ مين انت عشان تحاسبني ؟
فزفر بحنق متمتمًا بتأفف :
- بصي بقى ، الكلمتين دول ميفرقوش معايا ، مهما عملتي مش هسيبك تطلعيلها ، حطي ده في دماغك
فرمقته بنظرة نارية و هي تردد بحدة :
- يـــوه ، انت انسان لا يُطاق
فـعاد بظهره للخلف مستندًا الى ظهر الأريكة ، و ارتسمت ابتسامة جليدية على ثغره و هو يردد ببرود :
- ربنا يخليكي ليا يا مرات أبويا
استعرت النيران بصدرها ، فكزت على أسنانها و هي تشمله بنظرات مزدرية ، ثم استدارت لتعود لداخل حجرتها و هي تغمغم بكلماتٍ ساخطة مبهمة ، تابعها "فارس" بنظراته حتى اختفت ، فـ تجهمت ملامحه و غمغم هو الآخر بكلمات تنم عن مدى سخطه و حنقه ، تنغض جبينه حين رآى " عمر" يدلف ثانية فتسائل :
- ايه ؟ رجعت ليه ؟
فارتبكت ملامحه قليلًا و هو يردد :
- أصـ..أصل الكابتن .. الكابتن أجل التدريب لبكرة
فدس كفيه بجيبي بنطاله و هو يردد بنبرة جادة :
- أجله؟ اشمعنا ؟
رفع كتفيه متظاهرًا بعدم الاكتراث :
- مش عارف ، مقالش
فـ أومأ برأسه متفهمًا ثم ردد :
- خلاص اطلع غير هدومك
- تمام
كاد يسير نحو الدرجات و لكنه تسمر في مكانه و شخصت أبصاره نحو ذلك الحارس الذي ردد بصوتٍ جهوري :
- فارس بيه ، في مصيبــة حصلت !
...........................................................................
تأوه بصوتٍ خافت و هو يستقيم بجلسته ، فرك مؤخرة رأسهِ حيث موضع تآلمه ، رفع كفه أمام عينيه ليتأكد من عدم سيلان الدماء من جرحه ، ثم تمتم بنبرة تائهة :
- ايه اللي حصل بالظبط ؟
و فجأة شخصت أبصاره و هو يستعيد بذهنهِ ما حدث ، فـ انتفض واقفًا و هو يردد بنبرة مرتبكة :
- دي .. دي كارثــــة !
- ابراهيـم ! انت بتعمل ايه عندك ؟ بقالنا سنة بندور عليك !
قالها الحارس الآخر و الذي يرتدي ثيابًا رسمية و يشبهه في الجسد و المواصفات الى حدٍ كبير ، فـ رد " ابراهيم" و هو يدنو منه :
- في مُصيبة حصلت !
تنغض جبينه متسائلًا :
- في ايه ؟
فقص عليه بإيجاز ما حدث ، فـ حملق به الأخير لثوانٍ ثم ردد بنبرة قاطعة :
- لازم الباشا يعرف
فردد " ابراهيم" بنبرة مرتبكة :
- طب و فارس بيه ؟
فـ لكزه " أيمن" برفقٍ في كتفه يحثه على السير و :
- ادخل بلغه باللي حصل و أنا هبلغ الباشا
فـ ارتبكت ملامحه و هو يردد باضطراب جلي :
- الباشا لو عرف هيقلب الدنيا
ردد بنبرة جامدة :
- و لو معرفش هتبقى كارثة ، كده كده لازم يعرف ، الأحسن نبلغه باللي حصل فورًا
فهز رأسه بإيماءة بسيطة متمتمًا :
- تمام
ثم مضى نحو الداخل ، بينما سحب " أيمن" جهاز الاسلكي و تحدث به الى الحراس و ..
................................................................................
أوفض " فارس" للأعلى عقب ما قص عليه " إبراهيم" ما حدث بينما تبعه " عمر" و هو يعنف نفسه بداخله بقسوة عن غياب تلك النقطة تحديدًا عن عقله ، دفع " فارس" الباب و دلف للداخل ، بحث عنها في أرجاء الغرفة و هو يهتف باسمها ، و أخيرًا دلف للشرفة ليرتفع حاجبه الأيسر باستهجان متلمسًا طرف الملاءة بأنامله ، استدار بجسده ليلج للداخل و هو يردد بنبرة قاتمة :
- يعني ايه يعني ؟ كل الحراس دول مخدوش بالهم ، دي لو حافظة الحديقة و تقسيماتها مش هتعرف تـ..
وقف " عمر" ساكنًا بركن الغرفة و هو ينظر نحوه بارتباك فـ ابتلع " فارس" كلماته و هو ينظر نحوه بتشكك ، تمكن من ربط تلك الخيوط بعقلهِ فردد  بنبرة حازمة و هو يمضي نحوه :
- هي فين يا عمر ؟
فـ ازدرد ريقه حاولًا التظاهر بعدم الفهم :
- هي مين ؟
فـ زفر " فارس" بانزعاج مرددًا بنبرة حادة :
- عمـــر ، انت فاهمني كويس ، يارا راحت فين ؟
فرفع كتفيه معبرًا عن عدم معرفته :
- معرفش
فـ هدأت نبرته قليلًا و هو يردد :
- عمــر ، اسمعني ، لو يامن عرف ان انت اللي وراها مش هيعديها ، قولي هي فين و أنا هتصرف
فـ لم يُنكر أكثر ، رفع ذقنه ليردد بنبرة متعندة :
- لأ ، مش هقول هي راحت فين
.......................................................................
خرج من غرفته قاصدًا غرفة الاجتماعات حيث سيتم عقد اجتماع مجلس الادارة سار بشموخٍ نحو المصعد و كاد يستقله فشعر باهتزاز الهاتف في جيبه ، دس كفه بجيبه يخرجه و تنغض جبينه و هو يرى اسم المتصل ، دس كفه الآخر في جيبه و رفع الهاتف ليُجيب بنبرة جافة :
- عايـز ايه ؟
رفع نظراته ليحدق بباب المصعد الذي صار گشاشة يُعرض عليها كابوسه مجددًا و مجددًا لتتقد النيران أكثر بصدره و گأن الجحيم قد نشب في عروقه ، كز بعنفٍ على أسنانه مشددًا على عضلات فكيه حتى كاد يهشمهما ، و قبض أكثر على الهاتف حتى كاد يعتصره بقبضته ، برزت عروق جبينه و جانبي رأسهِ و هو يُلقي بالهاتف ليصطدم بباب المصعد المغلق و هو يهدر بصوت جلجل صداه في أركان الشركة فبث الرعب في نفوس المحاوطين له  :
- يـــــــــارا !
....................................................................................................................................

في مرفأ عينيكِ الأزرق Where stories live. Discover now