" الفصـل التــاســع"

1.3K 31 0
                                    


تجمد بـصرها علي هاتف والدها الملقي علي الأرضية ، فازدردت ريقها ، و تحركت نحوه ، جثت علي ركبتيها علي الأرضية و التقطت أجزائه ، فقد كان غطاؤه الخارجى منتزعًا و بطاريته ملقاة علي الأرضية ، تفاجأت بـ شاشته بها شرخ عميق ، تنغض جبينها و هى تقلبه بين كفيها مرددة بـ دهشة :
_ ايه اللى حصل له ؟

علي الفور أعادت تركيب أجزائه و لحسن الحظ كان الهاتف لا يزال يعمل ، ضغطت علي الزر الجانبي ضغطة مطولة لتفتحه و تنفست الصعداء حين أضاءت شاشته ، بحثت هى في التطبيقات الأخيرة محاولة استنتاج ما حدث له ، فـ من الواضح أن الهاتف تم القاؤه بـ عنف ليصطدم بالأرضية ، و ليست سقطة عادية ، تمتمت مع نفسها بـ خفوت و هى تنقر علي الشاشة :
_ أكيــد بابا اتعصب من حاجة ! و بعدين هـو مسمعش ماما غير لما خرج من البلكونة ، في حاجة مش مفهـومة!

جحظت عيناها بـ صدمة جلية ، و رفعت كفها لتكتم شهقاتها حين سقط بصرها علي صورتها ، تنغض جبينها لتردد بـ ذهــول :
_ أكيــد هــو ، يـ..يعني .. يعني هــو اللى عرّفه !

تذكرت كلماته التهديدية بـ عدم تركه لعائلتها ، ازدردت ريقها و هى ترى تأثيـر تدخله بـ حياة والديها ، تسلل الخوف تحت جلدها ليقشعر بدنها بالكامل ، و ما زاد من رعبها هـو تأكدها من ذهــاب والدها اليه ، علي الفور نقرت علي زر الاتصـال بـ ذلك الرقم الذى أُرسلت تلك الرسـالة من خلاله و القلق يكاد ينهش رأسها .

.............................................................................................

أغلق صنبور المياه عقب جلسة استحمامية ، و حاوط خصره بـ منشفة عريضة ، ثم تحرك ناحية المرآة المعلقة بالمرحاض فوق الحوض ، استند بـ كفيه علي حافته ، و نظر خلالها ثم رفع أحـد كفيه لينزح ذلك البخـار المغطى لها لتتبين صورته أمامه ، كان وجهه كـ المعتاد جامدًا كـ الجليـد ، التوى ثغره بابتسامة منتشية حيـن تذكر فعتله ، و أخذ يطلق صفيرًا خافتًا من بين شفتيـه مستمتعًا بانتصاره الجديد الذي أحرزه ، ثم تجمدت ملامحه بالكامل ، كما تجمدت نظراته علي انعكاس صورته حين تذكر تلك الفتاة التى رفضت عرضه ببساطة و اعتقدت أنه سيتركها لـ حال سبيلها ، أظلمت نظراته ليردد بنبرة قاتمة و هو يستند بـ كفيه علي حافتى الحوض :
_ متخلقش لسه اللي يقول لـ "يامن الصيـاد" لأ !

انتصب في وقفته و هو يستدير برأسـه متحركًا للخارج ، انتبه الى رنين هاتفه الملقي على الكومود فتجاهله عمدًا ، و شرع بارتداء ملابسه ، أزعجه رنينه المتواصل ، فـ زفر بـ حنق ، و تشنجت ملامحه و هو يغلق أزار قميصه ، ثم تحرك ناحية الكومود ليلتقط الهاتف من فوقه ، عاد ينتصب في وقفته ، و تنغض جبينه و هو يرى اسم ذلك البغيض مضيئًا شاشته ، كز علي أسنانه بـ عنف ، و قرر تجاهله عن عمد فـ قام بتحويل وضع الهاتف الي الصامت و ألقاه على الفراش بلا اكتراث ، و تحرك نحو منضدة الزينة ليلتقط المشط و شرع بتمشيط خصلاته ، و جذب ياقة قميصه الأسـود ليضبطها ، ثم استدار بـ جسده ليلتقط سترته السوداء من فوق الفراش ، ليزفر بانزعاج حين رآى اضاءة الهاتف بنفس الاسـم ، التقط سترته ، و ارتداها علي عجل ، ثم التقط الهاتف و نقر علي زر الإيـجاب و هـو ينتصب في وقفته ليردد بنبرة متهكمة :
_ ايــه ، وحشك صوتى للدرجة دى ؟ قولتلك هأتسمعه كتيـر الفترة الجـايـة !

في مرفأ عينيكِ الأزرق Where stories live. Discover now